رغم كل المقومات الأساسية التي تؤهل المحافظة إلى أن تتربع على مصاف العمل التجاري والاقتصادي، إلا أنها تعيش بين احضان الاحتكار في الحركة التجارية والاقتصادية والتنموية، وكان لا بد لها من ايجاد سياسة إنعاشية لعملية دوران التجارة والاقتصاد في المحافظة، بعيداً عن الاعتماد على المحافظات الأخرى مثل العاصمة عدن ومحافظة حضرموت .
إن اعتماد محافظة شبوة في هكذا ظروف وتقلبات اقتصادية وتعقيدات سياسية ومنغصات عسكرية في العمل التجاري والاقتصادي المتمثل بتمويل المحافظة بالبضائع التجارية والسلع الغذائية الأساسية والمحروقات والمشتقات النفطية، جعل منها تفكر في تغيير سياسة الاعتماد والاحتكار على عدن وحضرموت والبحث عن بدائل وحلول اقتصادية وتجارية في ظل وجود كل المقومات والركائز الأساسية لذلك الانفصال الاقتصادي والاعتماد الذاتي على المقومات الجغرافية والحيوية، وكسر سياسة الاعتماد والاحتكار على عدن وحضرموت، والخروج من النشاط الذي يحكم قبضته على عنق المحافظة اقتصاديا وتجارياً.
ميناء قنا.. بوابة العبور
ميناء قنا (يعرف اليوم باسم بير علي) يقع الميناء على ساحل البحر العربي، ويبعد عن المكلا بحوالي 120 كيلو متراً، وعن عتق المركز الإداري لمحافظة شبوة بحوالي 140 كيلومتراً، إن أقدم ذكر له جاء في العهد القديم من الكتاب المقدس، كما ورد ذكرة في المصادر الكلاسيكية، الإغريقية واللاتينية، ولاسيما في كتاب الطواف حول البحر الإريتري، فقد جاء اسمه عند بطليموس ترولا، غير إن اسمه في النقوش اليمنية القديمة قنا أما اليوم فيطغى عليه اسم بير علي، وهو الاسم الذي تعرف به تلك القرية الحديثة التي تقع إلى الشمال الشرقي من مدينة قنا والتي تبعد عنه بحوالي 3 كيلومترات.
اليوم تضع محافظة شبوة اياديها على اهم مفاتيح الحلول المناسبة للخروج بنفسها إلى فضاء الاقتصاد والتجارة المستقلة، من خلال الظفر بتوجيهات الرئيس هادي بضرورة البدء في إجراءات تشغيل ميناء قنا.
وبدأت قبل ما يقارب الخمسة الأشهر السلطة المحلية بالمحافظة بقيادة محافظ المحافظة محمد صالح بن عديو في البدء في الإجراءات العملية لإنشاء تشغيل مشروع ميناء قنا في المحافظة، ومتطلبات عملية استكمال الدراسات الخاصة بإنشاء المكونات الأساسية للميناء في منطقة بئر علي الساحلية في مديرية رضوم.
هل يكسر ميناء قنا حصار بلحاف؟
اعلن محافظ شبوة محمد صالح بن عديو يوم الأحد الماضي عن توقيع عقد انشاء ميناء قنا مع شركة يوزد واي والتي يمثلها فهد العمودي.واكد محافظ شبوة أن الشركة المنفذة ستوفر سفينة عائمة للمحروقات خلال 60يوم من توقيع العقد .
واوضح ان ذلك يأتي تنفيذا لتوجيهات من رئيس الجمهورية قبل خمسة اشهر بإنشاء خزان عائم للمحروقات ديزل وبترول كمرحلة اولى.
واشار الى ان المرحلة الثانية من المشروع إنشاء ميناء تجاري لاستقبال السفن التجارية وسيكون الميناء احد موانئ الجمهورية التجارية وستستفيد منه كل محافظات الجمهورية.مشيرا الى ان الميناء سيعمل بنظام الـ (pot)التأجير المنتهي بالتمليك.
من جانبه قال مدير فرع شركة النفط بشبوة ان الميناء سيسد حاجة المحافظة من المحروقات ومحافظات الجمهورية الاخرى ونسعى مع الشركة المنفذة ان يكون جاهز خلال 45 يوما .وان تكلفة المشروع تقارب المائة مليون دولار بنظام الايجار المنتهي بالتمليك .
فهل يكون ذلك كفيلا في كسر حصار منشأة بلحاف الاقتصادية التي تقبع تحت سيطرة القوات الإماراتية، وتحولت إلى ثكنة عسكرية؟
تحولت منشأة بلحاف الغازية أكبر المشاريع الاقتصادية في البلاد إلى منشأة خارج نطاق العمل الاقتصادي، منذ حرب 2015م .
وناشد المحافظ وكثير من الأصوات تسليم المنشأة، وخروج القوات الإماراتية منها، وعودتها الى عملها، في خدمة الاقتصاد والتجارة في المحافظة والوطن عامة لكن لم تستجب القوات الاماراتية لتلك النداءات.. فهل يكون ميناء قنا أحد البدائل والحلول التي تكسر حاجز حصار منشأة بلحاف الغازية في شبوة المحافظة النفطية.
لماذا موانئ شبوة؟
تحتل شبوة موقعا مميزا على ساحل البحر العربي وتتوزع على السواحل عدة موانئ تجارية جذابة، حيث كان ميناء بلحاف يشكل عمقا استراتيجيا وتجاريا للمحافظة والبلد بصورة عامة، فهو الميناء الاول في تصدير النفط والغاز وقد لعبت شركة توتال دورا كبيرا في تأهيل الميناء ايام حكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح ليكون ميناء تصدير الغاز الذي تستغله توتال بناء على اتفاقية موقعة مع الحكومة اليمنية.
لقد ظل الصراع على اشده حول مواني محافظة شبوة، فقد قيل ان جماعة الحوثي تستغل احد الموانئ في المحافظة للتزود بالمهربات من نفط وسلاح لكن هذه الفرضية اصبحت مدحوضة بعد سيطرة قيادة المحافظة عبر المحافظ محمد صالح بن عديو الذي بدا كما لوكان يريد استعادة امجاد شبوة من جديد وصناعة واقع اقتصادي وتجاري خاص بشبوة لوحدها بعيدا عن الاعتماد على محافظات اخرى،وهذا ما سيتحقق في تصوري وذلك عند الانتهاء من تجهيز ميناء قنا الذي سيكون البوابة الرئيسية للمحافظة للتزود بالمواد والسلع التجارية ناهيك عن المحروقات وجميع المشتقات النفطية.
لقد تعطل العمل التجاري في ميناء بلحاف بسبب سيطرة القوات الامارتية عليه وتحويله الى ثكنة عسكرية وبذلك منعت شبوة من تصدير الغاز والنفط الى الخارج ويرى مراقبون ان هذا العمل يخل بالأهداف التي دخل من اجلها التحالف الى اليمن لاستعادة الشرعية، اذ ان تعطيل المنشآت التجارية
والمصالح الاقتصادية يلحق الضرر بالدولة اليمنية التي تناضل لاستعادة وجودها في ظل انقلاب غاشم وصلف.
هل سيتم اكتشاف شبوة من جديد؟
تعد شبوة من اغنى المحافظات اليمنية فهي محافظة نفطية وساحلية في ان واحد وقلما يتوافر ذلك في محافظة يمنية اخرى وهي تشبه حضرموت الى حد بعيد، الاان المحافظة ما تزال تعاني من الفقر وضعف التنمية وغياب الكهرباء ومشاريع المياه.
لقد استغل النظام السابق شبوة بشكل كبير اقتصاديا ولم يقدم لها شيئا يذكر في مقابل ثرواتها وخيراتها التي امتصت من قبل جيوب الفساد في صنعاء، فتركت مهملة لعقود طويلة ولم يتم اكتشافها من جديد.
فهل تكتشف شبوة اليوم من قبل المحافظ بن عديو الذي بدأ يتحرك بشكل جيد في خدمة المحافظة وتشهد له عدد من الانشطة التي يقوم بها في مجالات حيوية مختلفة ويرى مراقبون ان تنفيذ ميناء قنا سيعد ضربة معلم وسيرفع من شعبية المحافظ الذي حارب لإيجاد البديل لبلحاف.
ان شبوة بحاجة لمن يكتشفها فهي ما تزال جوهرة مدفونة فيها العديد من مقومات النمو والتطور الاقتصادي والتجاري كل الانظار تتجه صوب المحافظ الجديد ومشروعه المتمثل في ميناء قنا الذي ينتظره مستقبل كبير في حال تماعادة تأهيله من جديد ليكون منفذا لتصدير الغاز والنفط واستقبل السلع التجارية والمشتقات النفطية، والذي ستستفيد منه محافظات عدة.
*بتصرف عن عدن الغد
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك