في ذكرى تحرير "عدن" وخديعة العدنيين ينبغي على كل حر أن يعترف بحقائق مرة.
الثوريون الجنوبيون طعنوا العدنيين مرتين، كانت الأولى في ثورة 14 أكتوبر والثانية في حرب تحرير "عدن".
وفي 14 أكتوبر اقتحم الثوريون الجنوبيون مدينة عدن وكانت واحدة من أبرز مدن العالم وأكثرها حضارة ودمروها وأقصوا أبناءها واستولوا على ممتلكاتهم وحولهم من أسياد الأرض إلى عبيدها .
أٌخذ القرويون كل ما يملكه أبناء عدن منذ قرون ، أٌخِذت الشركات والمباني والحقوق ولم يترك لعدن وأهلها شيء.
وظل أبناء عدن يعانون من العقلية القروية التي دمرت كل ما هو جميل في عدن حتى سلمتها ذات العقلية بعد عدم قدرتها على الإدارة في 1990 للرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وكانت الثانية في حرب 2015 حينما فرت أغلبية ضخمة من الثورجية الجنوبية تاركة أبناء عدن يواجهون مصيرهم الصعب ، أبناء عدن الذين لم يكن بينهم قيادي عسكري كبير ولا مسئول، بل كان غالبيتهم من الطبقة المدنية العاملة والبسيطة.
وخلاف ما كان يعتقده البعض صمد أبناء عدن وحملوا السلاح للمرة الأولى في حياتهم وسجلوا في سِفر التضحية والنضال سطور معركة دوّنها التاريخ بأحرف من نور حروفها من الدماء الطاهرة والزكية.
وعاد الثورجيون الجنوبيون مرة أخرى لينتقموا مرة أخرى من عدن وأبنائها حينما سيطروا على مدينة لم يشاركوا في تحريرها ولم يدفعوا قطرة دم واحدة في سبيل كرامتها وحريتها، وبدلا من أن يكرموا أبناء عدن على تضحياتهم ذهبوا لنهب عدن ومقدراتها وفتحوا السجون وزجوا فيها الآلاف من أبناء عدن وشردوا ما تبقى .
في كل المحطات كانت عدن وأبناؤها هم ضحية الجنوبيين الذين لم يضيفوا لعدن شيئا، وكانوا في كل مرة يتقاتلون فيها يدمرون عدن ليهرب الطرف المهزوم إلى قريته تاركا عدن وأبناءها يحاولون مداوة جراح مدينتهم التي أعطت ولم تأخذ التي ظٌلمت ولم تظلِم التي جُرحت ولم تجرح التي بنت ولم تدمر ، والذين انتقموا منها دون أن ترتكب ذنبا ولا جريرة.
في ذكرى تحرير "عدن" أما آن الوقت للجنوب الذي استباح "عدن" أن يعترف ويقر بحجم المآسي التي ارتكبها بحق أبناء عدن وأهلها؟!
أما آن للضمائر أن تصحو وأن تقر وتعترف بأن مدينة ما تدعى "عدن" كان لها أهل يعيشون في رخاء وسكينة وسعادة حتى جاء ثورجية الجنوب وأدموها ولاتزال جراحها مدماة حتى اليوم؟!!
في ذكرى تحرير "عدن" أما حان الوقت لإطلاق سراح أبناء عدن الذين تعج بهم المعتقلات الجنوبية ظلما وقهرا وعدوانا؟! أما آن الوقت أن يُمنح أبناؤها الحق في إدارة مدينتهم؟!
في ذكرى تحرير "عدن" أما آن لكل هذه الجموع التي استباحت "عدن" أن تقر وتعترف بأنها صادرت الحق العدني وحولت المواطن العدني من صاحب الأرض إلى غريب عنها، ومن سيدها إلى عبدها، ومن راعي عدالتها إلى مظلومها؟!
في ذكرى تحرير "عدن" أما آن الوقت أن يعتذر الظالمون عن ظلمهم لعدن وأبنائها؟!
أما آن لظالمي الجنوب أن يقروا بأنهم أول من ظلم أبناء عدن وأول من دمر "عدن" وأول من مارس الظلم بحق غيره.
صبرا عدن وأهلها.
والله المستعان
فتحي بن لزرق
10 مايو 2021
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك