تقترب الجمهورية اليمنية من بلوغ عامها الخامس والعشرين حيث يفترض أن تحتفل في مايو القادم باليوبيل الفضي لقيام الوحدة بين شطري البلد شمالاً وجنوبًا ومع أن الجمهورية اليمنية في عز شبابها من حيث عمرها في ظل الوحدة إلا أن الأحداث التي شهدتها طيلة مايقارب من ربع قرن منذعام١٩٩٠وحتى الآن كل تلك الأحداث جعلتها دولة عجوز دخلت مرحلة الشيخوخة مبكراً وأصبحت للأسف وحدتها معرضة للخطر والإنهيار وذلك نتيجة لأخطاء من حكموا هذا البلد ولسياساتهم الفاشلة ونتيجة المحاولة للانفراد بالحكم والاستئثار بالقرار والثروات وساعدهم في ذلك عدد كبير من المسئولين وقادة الجيش والوزراء الذين كان الوطن هو آخر هم لهم لأن همهم الأول كان نهب الأراضي وشراء الفلل وزيادة أرصدتهم في البنوك الخارجية وتعيين أبنائهم وأقاربهم في عدة مناصب ووظائف وابتعاث عدد آخر منهم إلى الخارج للدراسة على حساب الوطن وعلى حساب كثير من المستحقين للوظائف وللمنح الدراسية ولكن حظهم في هذه الحياة أن ليس لديهم مسئول قريب من عائلتهم .
وكما قلنا لأن من قاد البلد قادها بعقلية عسكرية وقبلية أكثر من ثلاثة عقود منها واحد وعشرون عام في ظل الوحدة اليمنية أدت للأسف إلى الوضع المأساوي للبلد المؤسف بدءاً بحرب صيف ١٩٩٤ الغاشمة ثم حرب صعدة ٢٠٠٤ ثم اندلاع أول ثورة عربية سلمية في جنوب اليمن بعد أن طفح كيل أبناء الجنوب من الإقصاء والتهميش والظلم الذي تعرضوا له وبعد نهب أراضيهم وتدهور أوضاعهم ليبدأوا حراكهم السلمي والذي انحرفت مطالبه فيما بعد عن مطالبه الأوليه واتجهت مطالبه نحو الدعوة والمطالبه لإنفصال الجنوب وتبع ذلك الحراك ثورة التغيير السلمية والشبابية عام ٢٠١١والتي أطاحت بصالح وعائلته من الحكم ولتدخل البلاد بعدها ولتدخل البلاد بعدها حقبة جديدة تحت قيادة الرئيس هادي وحكومة الوفاق الوطني ولتدخل البلاد مرحلة قاسية وعصيبة حتى هذه اللحظة وخصوصاً بعد سقوط العاصمة صنعاء بيد الحوثيين واستقالة رئيس الوزراء باسندوه ولتدخل اليمن مرحلة إنتظار تشكيل حكومة الشراكة الوطنية وهي حكومة الآمال عليها معقودة وتطلعات أبناء الشعب اليمني كبيرة لإنتشال البلد من وضعه المأساوي إلى وضع أفضل لعل وعسى تنجز هذه الحكومة ماعجزت عن فعله سابقاتها فخلال تعاقب عشر حكومات وثمانية رؤساء وزراء للحكومة منذ قيام الوحدة حتى الآن والوضع في اليمن يزداد تعقيداً وما إن تأتي حكومة إلا وكانت أسوأ من سابقتها والبلد تمضي من سيء إلى أسوأ حتى أصبح كثير من الناس غير متفائلين بأي حكومة فقد شبع الناس من الوعود الكاذبة لدولتنا الموقرة !
وفيما يلي تلخيص سريع لحكومات الجمهورية اليمنية المتعاقبة .
حكومة الوحدة أول حكومة ائتلافية:
عقب إعلان وحدة اليمن في ٢٢ مايو من عام ١٩٩٠ تم تشكيل أول حكومة يمنية موحدة برئاسة المهندس أبوبكر العطاس وضمت تسعة وثلاثون وزيراً عشرون للمؤتمر وتسعة عشر للإشتراكي بإعتبار رئيس الوزراء من الإشتراكي واستمرت حكومة إئتلاف المؤتمر والإشتراكي ثلاث سنوات واجهت فيها صعوبات كثيرة لأن أكثر مؤسسات وأجهزة الدولة كانت منقسمة بين الشطرين ولم تكن هناك وحدة إندماجية فيها فالمؤتمر هو المسيطر عليها شمالاً والإشتراكي جنوباً !
وبعد أول إنتخابات برلمانية عام ١٩٩٣ وفوز المؤتمر بأغلب المقاعد وفوز الإصلاح المفاجىء وحلول الإشتراكي ثالثاً قرر المؤتمر بقيادة صالح التنازل للإشتراكي ببعض المقاعد ليحل ثانيا وتم تكليف العطاس بتشكيل حكومة إئتلاف جديدة كان الإصلاح طرفها الثالث حيث ضمت أربعة عشر وزيراً من المؤتمر وتسعة وزراء من الإشتراكي وستة وزراء من الإصلاح واستمرت تلك الحكومة عام فقط حيث اندلعت حرب صيف ١٩٩٤ المشئومة وليعلن نائب الرئيس السابق علي سالم البيض الإنفصال في ٢١ مايو وكلف العطاس بتشكيل حكومة للجنوب لم يكتب لها النجاح بعد فشل قرار الإنفصال ذلك ومغادرة البيض والعطاس البلاد وقبل ذلك كلف صالح الدكتور الراحل محمد سعيد العطار بتشكيل حكومة مؤقته بعد قرار الإنفصال و كانت الحكومة الثالثة واستمرت حتى أكتوبر من عام ١٩٩٤ ما يعني أنها استمرت ستة أشهر فقط .
حكومة المؤتمر والإصلاح
بعد حرب ١٩٩٤ بثلاثة أشهر وبعد خروج الحزب الإشتراكي من المشهد السياسي تم تكليف الأستاذ عبد العزيز عبد الغني رحمه الله بتشكيل حكومة إئتلاف بين المؤتمر والإصلاح بتاريخ ١٠/٦ /١٩٩٤ وضمت تلك الحكومة ستة وعشرون وزيراً واستمرت ثلاثة أعوام حتى الإنتخابات البرلمانية الثانية عام ١٩٩٧ والتي أفضت إلى إكتساح المؤتمر لأغلب مقاعد البرلمان وانفراده بالحكم وشهدت فوز نجل الرئيس السابق بأحد المقاعد وبداية ظهوره سياسياً وإعلامياً .
ولاننسى أن حكومة الإئتلاف تلك كانت قد بدأت رحلة الشعب مع الجرع تحت مسمى برنامج الإصلاح الإقتصادي وبرعاية الصندوق الدولي ومازال ذلك البرنامج متواصل حتى اليوم تتوارثه الحكومات دون أن يرى الشعب أي أثر لتلك الإصلاحات !
رحلة الشعب مع حكومة المؤتمر
حكومة بن فرج بن غانم طيبة الذكر
عقب إنفراد المؤتمر بالحكم عام ١٩٩٧ كلف الرئيس السابق صالح فرج غانم بتشكيل أول حكومة خالصة للمؤتمر وضمت في صفوفها ثمانية وعشرون وزيراً لكن تلك الحكومة لم تستمر سوى أحد عشر شهراً بالتمام والكمال بسبب إصرار المرحوم فرج بن غانم على القيام ببعض الإصلاحات الإقتصادية والتي تتطلب تغيير عدد من الوزراء الفاسدين حيث كان يرى رحمه الله استحالة معالجة الوضع الإقتصادي في ظل وجود أولئك المفسدين من وزراء حكومته لذا فقد طلب بأن تكون له بعض الصلاحيات لمعالجة ذلك الوضع وهو ماقوبل بالرفض ليعلن الرجل استقالته من الحكومة كأول رئيس وزراء يمني يفعل ذلك وقد قوبلت تلك الخطوة بترحاب شعبي كبير وحظي بن غانم رحمة الله تغشاه بحب كثير من الناس التي رأت فيه مثال القائد النزيه.
حكومة الإرياني
عقب إستقالة بن غانم تم تكليف الدكتور عبد الكريم الإرياني لرئاسة الوزراء واستمرت حكومته ثلاث سنوات حتى إبريل من عام 2001 وسط سخط واستياء شعبي حيث كان أول عمل قامت به تلك الحكومة القيام برفع أسعار المشتقات النفطية في مواصلة لبرنامج الإصلاح الإقتصادي وشهدت صنعاء عدة مظاهرات في عام ١٩٩٨تخللها أعمال شغب وأوقعت عدد من القتلى لكن تلك الحكومة واصلت عقب ذلك مشوارها حتى ٢٠٠١.
حكومة باجمال
في إبريل من عام ٢٠٠١ تم تكليف الأستاذ عبدالقادر باجمال لرئاسة الوزراء وتشكيل حكومة جديدة ضمت أربعة وثلاثون وزيرا واستمرت تلك الحكومة حتى الإنتخابات البرلمانية الأخيرة والتي واصل المؤتمر فيها هيمنته وانفراده بالحكم وتم تكليف باجمال بتشكيل حكومة جديدة عام ٢٠٠٣وضمت ثلاثة وثلاثون وزيراً واندلعت عام ٢٠٠٥مظاهرات شعبية ضد هذه الحكومة بعد تواصل إرتفاع أسعار المشتقات النفطية والمواد الغذائية وقتل خلال تلك المظاهرات العشرات من المواطنين المحتجين واستمرت حكومة با جمال حتى عام ٢٠٠٧وليصبح باجمال أول رئيس وزراء يستمر في منصبه ست سنوات عقب قيام الوحدة اليمنية .
حكومة مجور
في عام ٢٠٠٧ تم تكليف الدكتور علي محمد مجور لرئاسة الوزراء وتشكيل حكومة جديدة ضمت إثنان وثلاثون وزيراً لكنها لم تأتـ لليمنيين بالجديد حيث زادت الأسعار وزادا لتدهور المعيشي للناس وكذلك الوضع الإقتصادي والسياسي للدولة حتى بلغ السيل الزبى وكسابقاتها من الحكومات فلم يحس المواطن بأي تحسن في معيشته بل الوضع أصبح لايطاق لتشهد البلد ثورة التغيير الشبابية وعقب مجزرة جمعة الكرامة أقال صالح تلك الحكومة وكلفها بتصريف الأعمال وكانت تلك هي آخر حكومة في عهد صالح وآخر حكومة للمؤتمر دون وجود شركاء معه فيها واستمرت تلك الحكومة حتى توقيع المبادرة الخليجية .
حكومة الوفاق الحكومة الأكثر جدلاً
عقب توقيع المبادرة الخليجية والتي نصت على تخلي صالح عن الحكم وتنازله عن صلاحياته لنائبه هادي حتى إجراء الإنتخابات الرئاسية أصدر هادي قراراً بتشكيل حكومة الوفاق والتي ضمت كافة الأحزاب والقوى السياسية والمتمثله بالمؤتمر وحلفائه والمشترك وشركائه وأتت هذه الحكومة التي تشكلت عقب التوقيع على المبادرة الخليجية والتي كُلف محمد سالم باسندوه بتشكيلها أتت في وضع معقد جداً فقد أتت عقب ثورة ووسط إنقسام سياسي وشعبي وعسكري وتعرضت لهجوم لم تتعرض له حكومة سابقة من قبل حتى أن إعلام المؤتمر الموالي لصالح كان يهاجمها ليلاً ونهاراً رغم أنه شريك فيها وهذا من المضحكات والمبكيات في اليمن !!!
كما أن عدد من الوزراء كانوا فاشلين ولم يقدموا للناس أي شيء بل زادوا الطين بلة ورغم أن الكثير كان يشكر لهذه الحكومة ورئيس وزرائها قيامهم بتحمل المسئولية في ظروف صعبة وحساسة إلا أن كثرة إنطفاء الكهرباء وانعدام المشتقات النفطية وتدهور الوضع الأمني ثم قرار الجرعة الأخيرة والتي زاد فيها سعر البترول ألف وخمسمائة ريال كانت عوامل سخط لمعظم أبناء الشعب اليمني وبعد سقوط صنعاء بيد الحوثيين سبتمبر الفائت قام باسندوة بتقديم إستقالته ولتطوى صفحة الحكومة الأكثر جدلاً في تاريخ اليمن الموحد !!!
حكومة الشراكة الوطنية
بعد سقوط صنعاء بيد جماعة أنصار الله الحوثيين وبعد توقيع إتفاقية الشراكة والسلام بينهم وباقي القوى والذي نص على إختيار رئيس وزراء سيكون هو تاسع رئيس وزراء وتشكيل حكومة هي الحادية عشرفي تاريخ الجمهورية اليمنية تشكل خلال شهر فإن الأمل يحدو الجميع أن تكون هذه الحكومة مختلفة عن سابقاتها وإن كان قرار تعيين بن مبارك لقيادتها واعتراض الحوثيين على ذلك وخروجهم بمظاهرات منددة لقرار تعيينه ومقتل العشرات منهم في حادث إرهابي ورفض بن مبارك تكليفه رئيساً للوزراء كل هذا جعل البعض يتشائم من قادم الأيام فلأول مرة يختلف أبناء اليمن على تشكيل حكومتهم ولأول مرة يتم تعيين شخص لرئاسة الوزراء بقرار جمهوري ثم يرُفض من أطراف أخرى ويعتذر بعد ذلك وهذا ماجعل البعض يرى المشهد بعين سوداوية ولكن التفاؤل مازال لدى الكثيرين الآن وخصوصاً بعد تعيين المهندس خالدبحاح لأن تنجح حكومة الشراكة للخروج بالوطن إلى بر الأمان ومابين وكون تكليف هذه الحكومة لم يأت إلا بشق الأنفس وبعد أخذ ورد بين القوى السياسية وبعد مخاض عسير !!!الأيام ستثبت كفاءة حكومة الشراكة من عدمها ولن نحكم عليها مسبقاً بانتظار ماستقدمه للوطن وإن غداً لناظره قريب .
حكومات الجمهورية اليمنية
١- حكومة الوحدة
ورأسها حيدر أبوبكر العطاس من ١٩٩٠-١٩٩٣
(حكومة إئتلافية بين حزبي المؤتمر والإشتراكي )
٢- حكومة الإئتلاف الثلاثي ١٩٩٣-١٩٩٤
بقيادة العطاس أيضاً حكومة إئتلافية ثلاثية بين المؤتمر والإشتراكي والإصلاح
٣- حكومة مؤقتة بقيادة محمد سعيد العطار من مايو إلى أكتوبر ١٩٩٤
٤- حكومة الإئتلاف بين المؤتمر والإصلاح ١٩٩٤-١٩٩٧ برئاسة عبد العزيز عبدالغني
٥- حكومة فرج بن غانم ١٩٩٧-١٩٩٨ حكومة مؤتمر
٦- حكومة عبد الكريم الإرياني ١٩٩٨-٢٠٠١ حكومة مؤتمر
٧- حكومة عبد القادر باجمال ٢٠٠١-٢٠٠٣
حكومة مؤتمر
٨- حكومة عبد القادر باجمال ٢٠٠٣-٢٠٠٧
حكومة مؤتمر
٩- حكومة علي محمد مجور ٢٠٠٧-٢٠١١
حكومة مؤتمر
١٠ - حكومة محمد سالم باسندوة ٢٠١١-٢٠١٤
حكومة وفاق وطني
١١- حكومة خالد بحاح 2014 - ؟؟؟؟
حكومة شراكة وطنية
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك