غيّرت جائحة كوفيد-19 مشهد العمل بشكل جذري، إذ قام ملايين الأميركيين بتحويل مساراتهم المهنية أو ودّعوا العمل من المكتب إلى الأبد.
وفي حين أن التوظيف في الولايات المتحدة سيشهد نمواً متقزماً على مدى السنوات العشر القادمة، وفقاً لتقرير مكتب إحصاءات العمل، إلا أن الطلب على وظائف معينة سيرتفع بشدة.
وقال مكتب إحصاءات العمل، في تحليل جديد، إن الولايات المتحدة ستضيف 11.9 مليون وظيفة حتى عام 2030، والعديد منها في الصناعات التي تضررت بشدة من الوباء.
ومن المتوقع أن تضيف الوظائف المتعلقة بإعداد الطعام والخدمات بما في ذلك الخوادم والطهاة وموظفي الوجبات السريعة حوالي 1.5 مليون وظيفة بحلول عام 2030.
كما تصدّر فنيو خدمة توربينات الرياح قائمة الوظائف الأكثر طلباً في العقد المقبل، حيث من المتوقع أن تقفز تلك المجموعة من العمال بنسبة 68.2%.
أسواق المال
وتنقسم الوظائف الأخرى في الترتيب إلى ثلاث فئات: الطاقة المتجددة والبيانات والرعاية الصحية.
وارتفع الاهتمام بطاقة الرياح والطاقة الشمسية بشكل كبير مع انخفاض تكاليف التركيب وإعطاء المزيد من الدول الأولوية لخفض انبعاثات الكربون، وفقاً لما قاله رئيس قسم إحصاءات العمل في مكتب إحصاءات العمل مايكل وولف لشبكة "CNBC""، واطلعت عليه "العربية.نت".
وستصبح المهن الأخرى، مثل محللي أمن المعلومات وعلماء البيانات، أكثر شيوعاً مع استمرار الناس في العمل من المنزل وعبر الإنترنت. حيث قال وولف: "نظراً لأن الشركات لديها عدد أكبر من موظفيها يعملون عن بُعد، فسوف يستثمرون أكثر في البرامج والأنظمة التي تمكنهم من أن يكونوا منتجين في تلك البيئة". "هناك أيضاً تركيز متزايد على حماية بياناتهم ومعلوماتهم عبر الإنترنت".
وفي حين أن الوباء أوجد حاجة غير مسبوقة للرعاية الصحية، فإن الطلب المستمر على الوظائف في هذا القطاع مدفوع في الواقع بتقدم السكان في السن، كما يوضح وولف.
والذي يرى، أن جيل طفرة المواليد أكبر بكثير من الأجيال السابقة، وقد بدأوا في دخول الستينيات والسبعينيات من العمر، وعندما يعتمد الناس على المزيد من خدمات الرعاية الصحية". "سنشهد زيادة هائلة في عدد الأشخاص الذين يستهلكون هذه الخدمات".
ويتوقع وولف أيضاً أن معدل المشاركة في العمل في أميركا سينخفض مع تقدم العمر وانخفاض أعداد الشباب (الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و24 عاماً) من الحصول على وظائف.
وقال وولف: "إننا نرى عدداً أكبر من الأشخاص يقررون متابعة التعليم بعد المدرسة الثانوية أو التعليم ما بعد الثانوي، لذلك لا يلتحق الناس بالقوى العاملة في وقت مبكر كما كانوا من قبل". وأضاف "كان من الشائع أيضاً أن يكون لدى الأشخاص وظيفة بدوام جزئي أثناء التحاقهم بالمدرسة الثانوية أو الكلية، ولكن الآن، يقرر الكثير من الأشخاص أن يكونوا طلاباً بدوام كامل وعدم الانضمام إلى القوى العاملة في نفس الوقت".
على الرغم من أن التوقعات طويلة الأجل واعدة، إلا أن سوق العمل في الولايات المتحدة يواجه تحديات أكثر إلحاحاً حيث تؤدي زيادة حالات كورونا إلى تعطيل الانتعاش الاقتصادي. فبعد نمو قوي للوظائف في يوليو، تباطأ الاقتصاد، مضيفاً 235 ألف وظيفة فقط في أغسطس، وفقاً لمكتب إحصاءات العمل، وهو أقل بكثير من 720 ألف موظف جديد توقعه الاقتصاديون.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك