استبعد الباحث اليمني في مركز مالكوم كير-كارنيغي للشرق الأوسط، أحمد ناجي، دخول السعودية والإمارات (أبرز دولتين في تحالف دعم الشرعية في اليمن)، في أي صراع مع مليشيا الحوثي في المنظور القريب.
وقال في مقابلة نشرها موقع المركز، الجمعة: "تمتّعت الهدنة بأهمية ملحوظة للغاية بالنسبة إلى السعودية والإمارات على السواء، فخلال ستة أشهر، أوقف الحوثيون هجماتهم العابرة للحدود ضدّ الدولتَين، صحيحٌ أن انتهاء الهدنة سيُعيد حالة انعدام الأمن إلى المنطقة، لكنه لا يعني بالضرورة العودة إلى نزاع مسلّح شامل".
وأضاف: "تعمد السعودية والإمارات على السواء إلى تغيير استراتيجيتهما، واللجوء إلى النأي بالنفس عن السياسة اليمنية والاعتماد بصورة أكبر على وكلائهما المحليين الذين عززوهم خلال السنوات السبع الماضية، وحتى لو اندلع النزاع مرة أخرى، من المستبعد أن يصطدم السعوديون والإماراتيون بشكل مباشر مع الحوثيين، إذ إنهم حريصون على تجنّب أي ردّ عسكري عابر للحدود قد يصدر عن الجماعة".
وأشار إلى أن الحوثيين لايبدو مهتمين بتصعيد ملحوظ خصوصًا مع تزايد التحديات الداخلية، فهم يسعون إلى مواصلة الضغط على مجلس القيادة الرئاسي والتحالف الذي تقوده السعودية لقبول مطالبهم، وإن لزم الأمر من خلال تنفيذ عمليات عسكرية صغيرة النطاق وفي أماكن محددة.
ولفت ناجي إلى إن الاهتمام الذي شهده اليمن مؤخراً وأدى ذلك إلى الهُدنة ـ انتهت في الثاني من أكتوبر الجاري ـ كان يهدف إلى تجنيب السعودية والإمارات تداعيات الصراع باعتبارهما من أكبر الدول المنتجة للنفط، ولم يلبي لا من قريب ولا من بعيد احتياجات اليمن نفسه.
وأضاف: "خلال الأشهر القليلة الماضية، شهدنا تنامي اهتمام المجتمع الدولي بالصراع في اليمن، وبدا واضحًا أن عددًا كبيرًا من الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية، بما فيها الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، تريد تهدئة الوضع في البلاد، وربما رجّح ذلك الكفّة لصالح تنفيذ الهدنة".
وتابع: "لكن المشكلة هي أن مثل هذا الاهتمام الدولي يتعاطى مع اليمن من منظور ضيّق، فقد دفعت الحاجة الملحة إلى إنتاج مستقر للطاقة بسبب الأزمة الأوكرانية عددًا كبيرًا من الدول إلى السعي لضمان عدم استمرار النزاع في اليمن ليطال السعودية والإمارات، وهما من أكبر الدول المنتجة للنفط".
وحذّر الباحث في مركز مالكوم كير-كارنيغي للشرق الأوسط، من انحسار الاهتمام الدولي بالقضية اليمنية، مشيراً إلى أن ذلك سيدفع بها إلى النسيان كدولة فاشلة كما هو الحال في الصومال.
والخميس، وجه السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، الدعوة إلى من سامهم القادة اليمنين، "للعمل قولاً وفعلاً لوقف الحرب والانتقال للسلام دون املاءات وشروط" وذلك في إشارة إلى الحوثيين الذين تسببت اشتراطاتهم بعدم تمديد الهدنة.
وقال في تغريدات على تويتر: "كلي ثقة بأن كل عاقل وحكيم في اليمن وخاصة في مناطق سيطرة الميلشيات الحوثية (وهم كثر ) بأن يدركوا بأن التحالف يسعى دوماً لتحقيق السلام ووقف الحرب وتوفير الأمن وتقديم الدعم الاقتصادي والانساني للشعب اليمني الشقيق دون تميز إو إقصاء، وانتقال اليمن إلى مستقبل تنموي مزدهر".
وفشلت الأمم المتحدة في تجديد الهُدنة في اليمن مطلع أكتوبر الجاري، بسبب تعنت الحوثيين وفرض اشتراطات تعجيزية شملت المطالبة بدفع مرتبات مليشياتها واستمرار فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة دون قيود.
ومؤخراً تبادل وفدين سعودي وحوثي الزيارات إلى صنعاء والرياض، مع تزايد التقارير التي تؤكد وجود مباحثات غير معلنة تدور بين الطرفين منذ سنوات في العاصمة العُمانية مسقط، التي شهدت لقاءاً جمع وفداً من الحوثيين بمسؤولين إماراتيين الشهر الماضي، ناقش التهدئة بين الجانبين، حسب تسريبات إعلامية.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك