قالت مصادر دبلوماسية مصرية مطلعة إن اتصال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، بنظيره المصري، عبد الفتاح السيسي، لتهنئته بالفوز في الانتخابات الرئاسية الأخيرة وإعادة انتخابه رئيساً لمصر، "كان فرصة للتأكيد على مواقف معينة للطرفين، لا سيما الجانب الإيراني، الذي حرص على إيصال رسائل طمأنة إلى الرئيس المصري، بعدم تأثر قناة السويس، بسبب تصعيد الحوثيين في اليمن هجماتهم على السفن الإسرائيلية، أو تلك المتجهة إلى إسرائيل، خلال الفترة الأخيرة في البحر الأحمر".
وكان الحرس الثوري الإيراني قد توعّد، السبت الماضي، بإغلاق بقية الممرات المائية الدولية إذا واصل الاحتلال الإسرائيلي جرائمه بحق سكان غزة.
وأضافت المصادر أن "الجانب الإيراني، أعرب عن رضاه عن عدم انضمام مصر للتحالف البحري الدولي الذي أعلنت عنه الولايات المتحدة مؤخراً لمنع هجمات الحوثيين، وتأمين طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن" .
وكان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أعلن، في 19 ديسمبر/كانون الأول الحالي، من البحرين، عقب زيارة أيضاً إلى إسرائيل، عن تدشين عملية "حارس الازدهار" الدولية، وهي مهمة أمنية متعددة الجنسيات ستكون تحت مظلة القوات البحرية المشتركة (سي أم أف) وقيادة فرقة العمل 153 التابعة لها، وستركز على الأمن في البحر الأحمر.
ولفتت المصادر إلى أن "الجانب الإيراني، حاول التأكيد أيضاً على موقفه من عدم توسعة نطاق المعارك في الإقليم، إلا في حال قامت الولايات المتحدة بذلك، وفكرت في استهداف المصالح الإيرانية بشكل مباشر".
تخفيف الحصار عن قطاع غزة
أما الموضوع الآخر المهم، الذي تم بحثه خلال اتصال رئيسي والسيسي، بحسب المصادر، فهو "موضوع غزة، حيث حاول الطرف الإيراني، إقناع الجانب المصري، بضرورة البحث عن وسيلة سريعة وفعالة لتخفيف الحصار المفروض على قطاع غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية لضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع".
وأشارت المصادر إلى أن "تخفيف الضغط على قطاع غزة، من شأنه أن يصب في صالح المقاومة الفلسطينية الموجودة داخل القطاع، وهو ما يحقق بالتبعية المصالح الإيرانية".
وذكرت المصادر أن "موضوع العلاقات الثنائية بين البلدين، تم تناوله أيضاً خلال اتصال السيسي ورئيسي، حيث تم بحث المسائل التي لا تزال عالقة وتعطل استعادة العلاقات الكاملة بين البلدين".
وفي سياق ذلك، قال المساعد السابق لوزير الخارجية المصري، السفير عبد الله الأشعل، في تصريحات ، إن "الاتصالات المصرية الإيرانية، لن تعيد العلاقات بين البلدين، وإنما هدف إيران، هو طمأنة مصر كي لا تنضم إلى تحالف البحر الأحمر لإغلاق باب المندب، لأن إغلاقه يؤدي في الواقع إلى التأثير على قناة السويس، بسبب ما يقوم به الحوثيون ضد السفن المتجهة إلى إسرائيل".
وأضاف الأشعل: "طبعاً لا يوجد تهديد للملاحة الدولية بشكل عام، ولكن للسفن الإسرائيلية أو المتجهة أو القادمة من إسرائيل فقط، ولكن الولايات المتحدة أثارت زوبعة كبيرة، من دون مبرر".
وحول احتمالات انضمام مصر إلى التحالف البحري مستقبلاً دفاعاً عن حرية الملاحة في باب المندب، قال الدبلوماسي المصري السابق: "لا أستبعد ذلك لأن مصر في النهاية، حليف استراتيجي للولايات المتحدة".
عمار فايد: الموضوع الأساسي للاتصالات المصرية الإيرانية هو أمن البحر الأحمر
من ناحيته، قال المساعد السابق لوزير الخارجية المصري، السفير رخا أحمد حسن، إنه "من الملاحظ في الفترة الأخيرة أن المشاورات بين مصر وإيران، ارتفعت إلى مستويات عليا، سواء بين وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، مع نظيره المصري سامح شكري، أو بين السيسي ورئيسي".
وأشار إلى أن "هذه المشاورات، تناولت العلاقات الثنائية في عدة مجالات سياسية وتجارية وأمنية، إلى جانب القضايا الإقليمية، خاصة الحرب الإسرائيلية على غزة".
وتابع: "ما هو معلوم أن إيران داعم قوي للمقاومة الفلسطينية في كافة المجالات. كما أن لما أبدته طهران من تأييد سياسي وعملي لما قرره الحوثيون من منع السفن المتجهة من وإلى إسرائيل، من المرور من باب المندب، تأثيرا على الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والمرور في قناة السويس، ونقل البترول في خط أنابيب سوميد المصري، بعد أن قررت عدة شركات ملاحة بحرية تجارية تحويل مسارها إلى رأس الرجاء الصالح".
أمن البحر الأحمر أساس الاتصالات المصرية الإيرانية
بدوره، قال الباحث في العلوم السياسية والعلاقات الدولية عمار فايد، في تصريح ، إن "أي اتصالات مصرية إيرانية في الوقت الحالي، سيكون الموضوع الأساسي فيها، هو أمن البحر الأحمر، والهجمات التي ينفذها الحوثيون ضد السفن المتجهة أو القادمة من إسرائيل".
وأضاف أن "الحرب التي تشهدها المنطقة موضوع أساسي أيضاً في أي اتصال بين القاهرة وطهران، وذلك باعتبار أن إيران طرف أساسي في المعادلة، ومصر حريصة على ألا تتوسع الحرب، سواء على الجبهة اللبنانية بين إسرائيل وحزب الله، أو في المنطقة بشكل عام".
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك