على الرغم من تأكيد مسؤولين أميركيين أن الولايات المتحدة "واثقة تمامًا" من نجاحها في إضعاف قدرة الحوثيين على مواصلة مهاجمة السفن في البحر الأحمر، لاتزال شريحة كبيرة من الشحن العالمي تتجنب نقاط العبور عبر البحر الأحمر والتي تقع في نطاق هجمات الحوثيين. حيث يبدو أن الحوثيين أنفسهم لم ينحنوا بعد هجمات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
ووفق تحليل نشرته واشنطن بوست Washington Post، – "بينما لا يزال اليمنيون العاديون يواجهون الانهيار الاقتصادي والكارثة الإنسانية المترامية الأطراف، فإن الحوثيين يسيطرون على مساحات كبيرة من البلاد، ويهددون بنشاط جيرانهم في الخليج بضربات صاروخية وطائرات بدون طيار، ويمكنهم إبراز قوتهم على أحد أكثر الممرات البحرية استراتيجية في العالم".
ويؤكد المحللون أن هذه المرحلة الجديدة من الأعمال العدائية قد تقوي الحوثيين، بدلاً من إضعافهم. إذ أن التعاطف مع الفلسطينيين يتجاوز الصراع الداخلي والخصومات التي تقسم اليمن، وبالتالي فإن الحوثيين يحشدون بعض النوايا الحسنة حتى من اليمنيين الذين لا يدعمونهم.
علاوة على ذلك، حتى أعدائهم المعلنين، بما في ذلك حكومات المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، تجنبوا تأييد الحملة الأخيرة التي قادتها الولايات المتحدة ضد الحوثيين، محذرين من التصعيد. بالتالي فإن قدرة الحوثيين الآن على الصمود أمام الضربات الجوية الدولية هو بمثابة إثبات لصحة تقديرهم.
لقد نجح الحوثيون منذ فترة طويلة في التعامل مع وجودهم في مرمى القوى الأجنبية. ومن غير الواضح مدى رغبة الولايات المتحدة وبريطانيا، القوة الغربية الكبرى الأخرى التي شاركت في ضربات الأسبوع الماضي، في إطلاق حملة منسقة لزيادة تقليص قدرات الحوثيين.
وقال جيرالد فايرستين، سفير الولايات المتحدة السابق في اليمن بالقول "ربما يحسب الحوثيون أنه بعد أن صمدوا لمدة سبع سنوات من القصف الجوي السعودي على مدار الحرب الأهلية اليمنية، فمن غير المرجح أن يؤدي الهجوم الجوي الأمريكي على أهداف يمنية إلى إلحاق المزيد من الأضرار الجسيمة أو أن أي ضرر قد يلحق بمعداتهم أو منشآتهم قد يؤدي إلى تفاقم هذه الأضرار".
في الواقع، فإن حرب غزة وتداعياتها، كما أشارت مجموعة الأزمات الدولية، "وفرت للحوثيين فرصة لتفادي الضغوط الشعبية المتزايدة بشأن ممارساتهم في الحكم في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، ومكنتهم من قمع المعارضة لحكمهم من خلال الاعتقالات ضد المعارضين في تلك المناطق بتهمة التواطؤ مع إسرائيل والولايات المتحدة".
وفي واشنطن، يشكك المحللون من مختلف الأطياف السياسية في استراتيجية إدارة بايدن فيما يتعلق بالحوثيين. وقد سخر الصقور من النهج المحدود للحملة الحالية، والتي وصفها إليوت كوهين من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بأنها "القصف العلاجي" الذي ظهر الأسبوع الماضي، والذي قد لا يفعل الكثير على المدى الطويل لإضعاف قدرات الحوثيين أو تفكيكها.
بعد استمرار هجمات الحوثيين على أهداف الشحن هذا الأسبوع، تنهد بن فريدمان، مدير السياسات في أولويات الدفاع، وهي مؤسسة بحثية تدعو إلى ضبط النفس في السياسة الخارجية الأمريكية، بإحباط قائلاً إن إدارة بايدن "لم تعد تقرر ما إذا كانت ستتراجع وتبدو عاجزة، أو تصعد بلا جدوى". وأضاف: "إن السبيل الوحيد للخروج من هذا هو الدبلوماسية".
من جانبها، أشارت نيويورك تايمز The New York Times، إلى أن تحديد أهداف الحوثيين ثبت أنه يمثل تحديًا للقوات الأمريكية.
حيث قال المسؤولون إن وكالات الاستخبارات الأمريكية والغربية الأخرى لم تنفق وقتًا أو موارد كبيرة في السنوات الأخيرة لجمع بيانات حول موقع الدفاعات الجوية للحوثيين ومراكز القيادة ومستودعات الذخيرة ومرافق تخزين وإنتاج الطائرات بدون طيار والصواريخ.
وقال المسؤولون إن المحللين الأمريكيين يسارعون إلى متابعة وفهرسة الأهداف المحتملة للحوثيين كل يوم.
كما قال مسؤولون عسكريون أمريكيون كبار إن القوات الأمريكية تستعد لهجمات انتقامية أكبر بكثير من جانب الحوثيين، الذين بدأوا في استهداف السفن بعد بدء الحرب في قطاع غزة، ويستعدون لردود متصاعدة.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك