هجوم إلكتروني أمريكي على سفينة تجسس إيرانية تزود الحوثيين بمعلومات

 

شنت الولايات المتحدة مؤخرًا هجومًا إلكترونيًا على سفينة عسكرية إيرانية كانت تجمع معلومات استخباراتية عن سفن الشحن في البحر الأحمر وخليج عدن، وفق ما نقلت شبكة NBC نيوز الأمريكية، عن ثلاثة مسؤولين أمريكيين.

وقال المسؤولون إن الهجوم الإلكتروني وقع قبل أكثر من أسبوع وكان جزءًا من رد إدارة بايدن على هجوم الطائرات بدون طيار الذي شنته الميليشيات المدعومة من إيران في العراق والذي أسفر عن مقتل ثلاثة من أفراد الخدمة الأمريكية في الأردن أواخر الشهر الماضي وإصابة عشرات آخرين.

وقال المسؤولون إن العملية كانت تهدف إلى منع قدرة السفينة الإيرانية على تبادل المعلومات الاستخبارية مع المتمردين الحوثيين في اليمن الذين يطلقون الصواريخ والطائرات بدون طيار على سفن الشحن في البحر الأحمر.

ويقول المسؤولون الأمريكيون إن إيران تستخدم السفينة لتوفير معلومات الاستهداف للحوثيين حتى تكون هجماتهم على السفن أكثر فعالية.

وقال أحد المسؤولين الأمريكيين المطلعين على الهجوم الإلكتروني إن العملية نُفذت على سفينة إيرانية تدعى MV بهشاد. ورفض المسؤولون الآخرون الكشف عن اسم السفينة.

ولا يكشف المسؤولون الأمريكيون عادةً عن العمليات السرية، بما في ذلك الهجمات الإلكترونية، ولم ينشروا علنًا معلومات حول تلك التي تتعلق بسفينة التجسس الإيرانية المشتبه بها.

وفي مقابلة مع ليستر هولت، مراسل شبكة إن بي سي نيوز، الأسبوع الماضي، قال سفير إيران لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، إن بهشاد موجودة في البحر الأحمر "لمكافحة أنشطة القرصنة" ولا تقدم معلومات استخباراتية لقوات الحوثيين.

ومنذ يناير/ كانون الثاني، تعمل سفينة "بهشاد" بالقرب من ميناء جيبوتي، بالقرب من قاعدة عسكرية صينية على الشاطئ، وفقًا لبيانات تتبع السفن. ويقول محللون عسكريون إنه من المحتمل أن تكون إيران قد فضلت تحريك السفينة بالقرب من القاعدة الصينية لثني القوات البحرية الأمريكية عن محاولة مهاجمة سفينة التجسس المشتبه بها أو الصعود عليها.

يمر ما يقرب من 12% من الشحن العالمي عبر البحر الأحمر يوميًا. وفي أعقاب هجمات الحوثيين المتكررة منذ نوفمبر/تشرين الثاني، أعلنت شركات الشحن العملاقة مثل ميرسك عن توقف مؤقت لعملياتها في البحر الأحمر وخليج عدن، الأمر الذي سيضيف الوقت والمال إلى كلفة تسليم البضائع.

وعندما أمر الرئيس جو بايدن بالرد على الهجوم الذي أودى بحياة جنود أمريكيين في الأردن، قال مسؤولو الإدارة إن ذلك سيتم تنفيذه على جبهات متعددة وربما على مدى عدة أسابيع. بدأ الرد بضربات جوية في العراق وسوريا في 2 فبراير/شباط. وذكرت شبكة إن بي سي نيوز سابقًا أن ذلك سيشمل ضربات عسكرية وعمليات إلكترونية.

وأصدرت إيران تحذيرًا بالفيديو في 4 شباط/فبراير بعدم استهداف بهشاد. وردا على سؤال حول السفينة الأسبوع الماضي، قال السكرتير الصحفي للبنتاغون، اللواء باتريك رايدر، إنه ليس على علم باستهداف الولايات المتحدة لبهشاد، لكنه أضاف: "نحن على علم جيد بالسفينة".

وجاء مقتل الجنود الأمريكيين الثلاثة في هجوم 28 يناير/كانون الثاني على قاعدة الدعم اللوجستي في البرج 22 لشبكة الدفاع الأردنية، في أعقاب أكثر من 160 هجومًا على القوات الأمريكية في المنطقة من قبل مسلحين مدعومين من إيران، وفقًا لمسؤولين أمريكيين.

وقال البنتاغون الأسبوع الماضي إن الضربات الانتقامية الأمريكية أدت إلى مقتل أو إصابة أكثر من 40 مسلحا تدعمهم إيران في العراق وسوريا. وأعلنت الولايات المتحدة أيضًا أنها قتلت قائدًا لميليشيا كتائب حزب الله المدعومة من إيران – المجموعة التي يقول مسؤولو الإدارة إنها كانت وراء الهجوم في الأردن – في غارة بطائرة بدون طيار في بغداد.

وعلى الرغم من الرد العسكري الأمريكي على مقتل الجنود الأمريكيين الثلاثة في الأردن، قال مسؤولون أمريكيون لشبكة إن بي سي نيوز إن إيران تواصل تقديم الأسلحة والاستخبارات لوكلائها في المنطقة.