من المتوقع أن يؤثر الاختلاف في الثروة واستراتيجيات الاستثمار بين مرشحي الرئاسة الأميركية كامالا هاريس ودونالد ترامب على حظوظهما في الانتخابات بطرق مختلفة، حيث يعرف عن نائبة الرئيس الأميركي جو بايدن أنها تستثمر بشكل محافظ، وتحقق دخلها من الوظائف الحكومية والكتب، بينما يعتبر الرئيس السابق ثروته الكبيرة، ونجاح استثماراته في العقارات والأعمال، دليلا على نجاحه في الأعمال، مما يعزز صورته قائدا قويا لاقتصاد بلاده.
وتُقدّر الثروة الحالية لهاريس بحوالي 8 ملايين دولار، وجاءت من مصادر متعددة تشمل الراتب الحكومي، وحقوق نشر الكتب، والاستثمارات المالية. وعملت هاريس محامية عامة في سان فرانسيسكو، ثم شغلت منصب المدعي العام في كاليفورنيا، قبل أن تُنتخب عضوة في مجلس الشيوخ الأميركي. وخلال حياتها المهنية، كسبت راتبا من المناصب الحكومية، وحصلت على معاشات تقاعدية، إلى جانب أرباح من كتبها المشهورة مثل "Smart on Crime" و"Superheroes Are Everywhere" و"المذكرات" الخاصة بها.
وتشمل الاستثمارات العائلية لهاريس وزوجها دوج إمهوف أموال تقاعد تقدر بين 2.9 مليون و6.6 ملايين دولار، وجرى توجيه أغلبها إلى حسابات الادخار والاستثمار في أصول عقارية، بما في ذلك منزل بقيمة 4.4 ملايين دولار في لوس أنجلوس.
وفي المقابل، تقدر الثروة الحالية لدونالد ترامب بحوالي 2.5 مليار دولار، يتركز أغلبها في قطاعات العقارات والفنادق ونوادي الغولف والعلامة التجارية الخاصة به. ويعتمد ترامب بشكل كبير على عقاراته التجارية والسكنية، بينما تتنوع استثمارات هاريس بين العقارات والأسهم والسندات، ما يعكس توجها أكثر تحفظا واستقرارا.
ورغم الفارق الكبير في الحجم، تعكس استثمارات كلا الشخصين مسار حياتهما المهني، حيث تعتمد هاريس على مصادر دخل متفرقة ومحافظة، تسمح لها بتحقيق نمو تدريجي في الثروة، بينما يعتمد ترامب على استثمارات عالية المخاطر في قطاعات متعددة، ما سمح له بدخول قائمة أغنى الشخصيات في الولايات المتحدة.
وبينما يهدف نهج هاريس إلى الاستقرار المالي على المدى الطويل، يسعى ترامب إلى تحقيق مكاسب كبيرة من خلال مشروعات تجارية كبرى، ما يعكس اختلافا جذريا في استراتيجيات إدارة الثروات. ويقول بعض محللي بيانات الثروات والدخول إن هذا الاختلاف يعكس فلسفة كل منهما في إدارة المال والمخاطرة، حيث يتبنى ترامب نهجا أكثر عدوانية في البحث عن الفرص الاستثمارية الضخمة، بينما تفضل هاريس الاستثمارات المتنوعة والآمنة لضمان استقرار مالي على المدى الطويل.
وبينما تبدو هاريس بعيدة عن المغامرات المالية والاستثمارية، بصورة جعلتها ترتبك مع التعرض لأسئلة الصحافيين عن أجندتها الاقتصادية، لا يتوقف ترامب عن التفكير في طرق غير تقليدية لزيادة ثروته، والاستفادة من الأضواء الموجهة إليه، باعتباره أحد أكثر رؤساء أميركا إثارة للجدل.
وبعد حظره من منصات التواصل الاجتماعي الكبرى مثل "تويتر" و"فيسبوك" في أعقاب أحداث 6 يناير 2021، قرر ترامب إنشاء موقع تواصل اجتماعي خاص به، وهو "Truth Social". وأراد ترامب بهذا القرار إيجاد منصة تتيح له ولأنصاره التعبير بحرية دون قيود الرقابة التي فرضتها عليه المنصات الأخرى. أُطلق الموقع كجزء من "Trump Media & Technology Group" بهدف أن يكون بديلاً أكثر تسامحاً مع حرية التعبير، مقارنة بوسائل التواصل الاجتماعي التقليدية.
وحتى الآن، لم يساهم "Truth Social" بشكل كبير في زيادة ثروة ترامب بشكل مباشر. ولا تزال المنصة تواجه تحديات في تحقيق أرباح كبيرة، مثل قلة الإعلانات والمستخدمين مقارنة بالشبكات الكبرى، مما يجعل تأثيرها المالي محدودا على ثروته الإجمالية.
وأمس الأربعاء، انخفض سعر سهم شركة ترامب ميديا Trump Media بنسبة تزيد عن 17% خلال تعاملات الدقائق الأولى، بعد يوم مما اعتبر "أداء ضعيفا" للمساهم الأكبر في الشركة، في المناظرة التي جمعته وهاريس.
وقالت شبكة "سي أن بي سي" الاقتصادية إن سعر الأسهم عند جرس الافتتاح كان عند أدنى مستوى يجري تسجيله منذ أن بدأت الشركة المالكة لتطبيق تروث سوشيال Truth Social التداول علنا باسم DJT في بورصة ناسداك، أواخر مارس/آذار الماضي.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك