تعدّ دبابة القتال الرئيسية «ميركافا» العمود الفقري للقوات المدرعة الإسرائيلية، وشهدت على مدار سنوات الكثير من التحسينات حتى وصلت للإصدار الرابع.
بدأ التفكير في إنتاج دبابة قتال رئيسية إسرائيلية عقب الخسائر الثقيلة التي تلقتها في حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973 التي كانت تعتمد فيها على الدبابة الإنجليزية «سنتوريون».
مرت «ميركافا» بالكثير من التغييرات والتحسينات حتى وصلت إلى الإصدار الرابع «ميركافا - 4» الذي دخل الخدمة عام 2004، لكن الإصدار الثالث «ميركافا - 3» هي الأكثر إنتاجاً.
تحتوي الدبابة «ميركافا - 4» على مدفع رئيسي من عيار 120 مللم، و12 قاذفاً لقنابل الدخان ومدفع هاون داخلي من عيار 60 مللم.
ويمتلك الإصدار الرابع من «ميركافا» نظام الحماية النشط «تروفي» الذي يعمل على حمايتها من القذائف المضادة للدبابات عن طريق إطلاق مقذوف اعتراضي، وكذلك تنبيه قائد الآلية بمكان مطلِق القذيفة.
واجهت «ميركافا» صيفاً سيئاً خلال المواجهات بين «حزب الله» اللبناني والجيش الإسرائيلي في عام 2006، حينما استخدم عناصر الحزب الصاروخ الروسي المضاد للدبابات «كورنيت»؛ ما أدى إلى تدمير عدد من دبابات «ميركافا» كانت غالبيتها «ميركافا - 3»، حيث كانت أعداد «ميركافا - 4» التي دخلت الخدمة محدودة آنذاك.
اضطرت الفصائل الفلسطينية خلال الحرب التي بدأت في غزة في أكتوبر 2023، إلى استخدام تكتيك مختلف، وهو إطلاق القذائف من مدى قريب للغاية من الدبابة يتراوح بين 50 و150 متراً في محاولة لتحييد عمل نظام الحماية «تروفي».
وتوجد من دبابة الميركافا أنواع عدة: ميركافا 1 وميركافا 2 وميركافا 3 وميركافا 4، وهو آخر طراز، ويعدّ تطويرا لميركافا 3.
وبدأ تطوير دبابة الميركافا في أوائل التسعينيات من القرن العشرين، وأنتج الطراز الرابع منها في 2002، وسُلّم أول إنتاج فعلي منها للجيش الإسرائيلي في 2004. واستخدمت في الانتفاضة الثانية وحرب لبنان 2006 وحرب غزة 2008-2009.
تتميز بأنها أول دبابة في العالم تحتوي على نظام متقدم من الذكاء الاصطناعي يدير مهام الخزان، مما يقلل عبء العمل على الطاقم، ويساعد في تحديد الأهداف بدقة كبيرة، ودُمج نظام الذكاء الاصطناعي بنظام إدارة ساحة المعركة.
تحتوي الميركافا على نظام حماية نشط، يعترض الصواريخ المضادة للدبابات قبل وصولها، ولها القدرة على إطلاق النار على الأهداف المتحركة، وأظهرت قدرات عالية لإصابة الطائرات العمودية التقليدية باستخدام الذخائر المضادة للدبابات.
تطور الميركافا
ترى إسرائيل سلاح الدبابات من أهم الأسلحة الحربية في المواجهات البرية التي تضمن بها تحقيق الأفضلية في الحروب ومواجهة التهديدات المحيطة بها، فتحرص دائما على تطوير نظامها الدفاعي، وعلى هذا المبدأ حرصت على تصميم أحدث النماذج ووضعته في ميركافا 4 وأطلقت عليها لقب "دبابة القرن 21". وقدرت تكلفتها حوالي 6 ملايين دولار أميركي لكل دبابة.
تتمتع ميركافا 4 بدرع جديد مقارنة مع سابقتها، وأعيد تصميمها لتركيب محرك جديد إضافة لتوفير محرك مثبت في الأمام، كما زُودت بدروع معيارية جديدة يمكن إعادة تشكيلها لمواجهة تهديدات محددة، وطُور قاع هيكلها لتقديم حماية أفضل من الألغام الأرضية.
زودت ميركافا بنظام حماية متطور يدمر الصواريخ، والصواريخ المضادة للدبابات، ويشمل نظام حماية متقدما لتحديد التهديدات والإنذار، مع نظام حماية من الصواريخ التي تُطلق من الجو.
تتميز بمدفع متطور من عيار 120 ميليمتر، وهو نتيجة تحسينات إضافية لمدفع ميركافا 3 للحفاظ على ضغط أعلى، وهو ما يترتب عليه توليد سرعة أكثر.
مميزات دبابة الميركافا 4
تتميز بمحركها الخلفي على عكس غالبية الدبابات ذات المحركات الأمامية، الأمر الذي يوفر حماية إضافية للطاقم، فهو يعمل حاجزا بين مقصورة الطاقم والنيران القادمة.
تصميمها يسمح بنقل ما يصل إلى 6 جنود، إضافة إلى طاقمها المكون من 4 أشخاص.
تحتوي الميركافا على نظام حماية نشط يستخدم أجهزة استشعار، و"رادارات" للكشف عن التهديدات، والقدرة على اعتراضها.
تتمتع -أيضا- بدروع معيارية يمكن استبدالها أو ترقيتها بسهولة، مما يسمح للدبابة بالتكيف مع الظروف المتغيرة، والبقاء على أهبة الاستعداد ضد أي تهديد.
يتميز شكلها الخارجي بالانخفاض نسبيا مقارنة بالدبابات الأخرى، الأمر الذي يصعب اكتشافها واستهدافها في الحروب البرية.
تتضمن نظاما متقدما للتحكم في الحرائق، يتكون من محدد المدى بالليزر والتصوير الحراري، إضافة لنظام استهداف محوسب، مما يسمح للطاقم بالاشتباك مع الهدف بدقة وسرعة، حتى في ظروف الإضاءة المنخفضة أو المحجوبة.
تحتوي ميكرافا 4 على أجهزة استشعار محدثة، ولها قدرة على رؤية الواقع الافتراضي، مما يسمح برؤية واسعة تصل إلى 360 درجة من خلال درعها. إضافة إلى إمكانية تركيب بكرات الألغام في مقدمة هيكلها.
تحتوي على نظام إدارة المعركة، مما يسهل على الطاقم تخطيط المهام، وتقدير الوضع المحيط بالدبابة في الخارج.
تتميز بتصميم قتالي يسمح لمحركاتها المثبتة في الأمام بتحرير مساحة للقوات في الجزء الخلفي من الهيكل، عندما تُفرغ الذخيرة، وتسمح هذه القدرة بتنقل القوات مباشرة من وإلى ساحة القتال.
المكونات الأساسية للدبابة
ميركافا 4 آلة في غاية التعقيد والتطور تتضمن تقنيات فائقة لتوفير الحماية لطاقمها في ساحة القتال. تقع مقصورة القتال والبرج في جزئها الخلفي، ويتمتع البرج بشكل بيضاوي إلى الأمام، يغطيه درع خاص لتحقيق الحماية من التهديدات، ويعدّ هيكلها الجزء الرئيس الذي يوفر الحماية للطاقم، ويضم ناقل الحركة وخزانات الوقود.
تحتوي على محرك مثبت خلفيا لتوفير الطاقة لمسارات الخزان وأنظمته الأخرى، وفيها ناقل حركة ينقل الطاقة من المحرك إلى مسارات الخزان، مما يسمح بالتحرك في أصعب الطرق.
تتضمن ميركافا 4 نظام تعليق مائيا هوائيا يسمح للخزان بضبط ارتفاع الركوب، لإمكانية التنقل في مختلف التضاريس بشكل أفضل.
هذه الدبابة مسلحة بمدفع رئيس من عيار 120 ميليمترا، يمكنه إطلاق مختلف الأنواع من الذخائر، بما فيها الطلقات شديدة الانفجار المضادة للدبابات (HEAT)، وقذائف التخلص من الزعانف المثبتة في الدروع (APFSDS).
كما لديها مدفع رشاش محوري عيار 7.62 ملم، ومدفع رشاش عيار 12.7 ملم على سطح برجها.
قهرتها المقاومة
وعلى الرغم من كل التحصين والتقدم التقني الذي تتمتع به دبابة ميركافا، فإن المقاومة الفلسطينية هزمتها في كثير من المناسبات، وآخرها في عملية "طوفان الأقصى"، حيث نشرت كتائب عز الدين القسام صورا للاستيلاء على دبابة إسرائيلية، وإحراقها في غلاف غزة.
وسبقت ذلك عمليات تدمير سابقة لميركافا قامت بها المقاومة الفلسطينية، كما في منتصف فبراير/شباط 2002 وفي سبتمبر/أيلول من العام نفسه، وفي العدوان على قطاع غزة 2008، وفي مارس/آذار 2020.
كما سبق أن دمر جزب الله في جنوب لبنان عددا من هذه الدبابات الإسرائيلية في صيف 2006 ، حتى لُقبت منطقة وادي الحجير بأنها "مقبرة للميركافا".
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك