يسعى الحوثيون إلى إفراغ اليمن من «الدولة» وكل هياكلها، مما أدى إلى نفور البعثات الدولية المتواجدة فوق الأراضي اليمنية بعد أن ضاقت ذرعاً بتصرفات الحوثيين وبممارساتها وتعنتها المستمر، حيث باتت هي الآمر الناهي في غياب مؤسسات دستورية.
وقد آن الأوان لتحرك أممي لتطبيق الفصل السابع من قرارات مجلس الأمن لردع الانقلابيين. اليمن يقف اليوم على مفترق طرق فإما أن ينزلق نحو الحرب الأهلية والتفكك أو أن يجد مخرجاً ويعيد العملية الانتقالية إلى مسارها. فالأحداث الجارية في هذا البلد تستدعي وضع المصالح الضيقة جانباً والالتفات إلى المصلحة الوطنية لإنقاد اليمن من الضياع. وليجنبوا بلادهم عزلة دولية ومصيراً مؤلماً قد يقودهم معه الحوثيون إلى حرب أهلية.
ما يحدث في البلد هو مؤامرة كبيرة من أطراف داخلية وخارجية، حتى تصبح هذه الدولة رهينة في أيدي الحوثيين حيث بسطوا سيطرتهم عليها، ونصبوا أنفسهم حكاماً لها، بإقصاء كل الأطراف والقوى السياسية من المشهد السياسي..
وبسط نفوذهم على مفاصل الدولة بفكرهم، هؤلاء يتمددون بكل الاتجاهات رافضين قبول نتائج مؤتمر الحوار الوطني بحيث أن هدفهم الرئيسي هو تقسيم البلد إلى دويلات والاستفادة من ثروات النفط. ما ينبئ بفوضى وعدم استقرار في الفترة المقبلة، ما لم تتم إعادة قراءة الأمور بجدية من قبل كل الفعاليات السياسية واعتماد الآليات المناسبة لوقف زحف الحوثيين.
السبيل الوحيد للوقوف أمام هذا الخطر الداهم والمتوقع يتمثل في الوحدة والتماسك الذي لا تستطيع أي قوة أن تخترقه مهما كانت قوتها وغرورها، ويبقى الرهان الأساسي على القبائل من أجل فرملة زحف الحوثيين، حيث حان الوقت للتوحد من أجل كسر شوكة هذا التنظيم وإظهار للعيان أن اليمن لا ينكسر.
وكل ما سبق يقول إن اليمن مقبل على ظروف قاسية جداً، ولعل الأسئلة كثيرة حول مستقبل ذات الشعب اليمني وكيف يمكنه أن يعيش وهو قيد الاختطاف، وكيف سيتمكن الحوثيون أساساً من إدارة علاقات البلد العربية والأجنبية، في ظل عدم شرعية الحكم والانقلاب، وهذا يعني أن خطف اليمن، سيؤدي إلى عزلة وأضرار كبيرة على حياة اليمنيين، خلال السنين المقبلة.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك