لا توجد منطقة يمنية تكون حائط دفاع اول لمنطقة اخرى. السيادة لا تتجزأ، تماما كما الشرعية. والشعب اليمني يبدأ، اليوم، مرحلة نضالية حقيقية في سياق مشروع اجتماعي مدني وعصري بعد أن سقطت كل الأصنام والأوهام والمشاريع الخرافية.
لدينا جماعة أصولية اجتاحت العاصمة في سبتمبر وتدنو، حثيثا ولكن أكيدا، من مدينة عدن. تجتاح المدن متحالفة مع الرئيس السابق صالح وحزبه وقواته، ومستفيدة من غياب مشروع سياسي وطني وعصري، غياب أتاح لها التغلغل في اليمن عبر فجوات وصدوع تسبب بها السلوك التسلطي للنظام السابق والمشروع التفكيكي والتفتيتي للسلطة المؤقتة.
والآن، فإن اليمن، كما هو متوقع منذ خريف 2012، في قبضة الميليشيات. تحت رحمة سلطة أمر واقع، غير شرعية وغير ممثلة (على المستويين الجغرافي والاجتماعي) وتعتمد خطابا اسلامويا مفعما بالإيمان واليقينيات. وفي الأثناء يلتحق حزبيون وناشطون وأكاديميون وعسكريون بهذه الجماعة أو يمالئونها بقصد التربح أو التموضع في هيئات السلطة التي ستشكلها، او لأسباب محض عصبوية، طائفية وعنصرية.
في اليمن الآن حركة تتخذ هيئتها الفاشية بوتيرة متسارعة. عهناك قائد يخطب بحماس وقاعدة حزبية تؤمن بما يقوله حد التقديس، وجمهور محلي يؤيد دون أي تشكك، وسياسيون يقررون الانحياز إلى الجماعة درءا لخطر وتساوقا مع نعرة، وهكذا.
الدرس المستفاد حتى الآن، هو أن من يريد أن يدافع عن اليمن فعليه أن يتسلح بمشروع يقوم على ركيزتين؛ الوطنية والمواطنة. فالثابت أن الرئيس هادي وكل أبطال المرحلة الانتقالية، أسسوا مشروعهم على تسلط ضد اليمنيين وتقاسم للسلطة والثروة وتقسيم للجغرافيا. والشاهد أن "أنصار الحوثي" و"أنصار صالح" ينتصرون لدولة الامتيازات التي ثار عليها اليمنيون في 2011. والمرجح ان هذا التحالف الحوثي_ الصالحي (بطابعه العصبوي، الجهوي أساسا) لن يصمد طويلا. فاليمن الفتي الكبير المتنوع لن يحكم بأي مشروع عصبوي. ودولة "الغلبة" السلطانية يمكن ان تقوم في اليمن، لكن من دون "استمرارية"، لا في المكان ولا في الزمان!
من صفحة الكاتب على الفيس بوك
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك