قال خالد بحاح، نائب الرئيس اليمني، في مؤتمر صحافي، الخميس، إنه لا يمكن القبول بأي مبادرة قبل وقف الحرب في عدن، مؤكداً أن قرار مجلس الأمن يؤكد الدعم الدولي لخيارات الشعب اليمني.
وفيما يلي " اليوم برس" ينشر نص كلمة نائب الرئيس " بحاح" اليوم في الرياض .
السيدات والسادة ممثلو وسائل الإعلام ....
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أتحدث إليكم اليوم بعد ثلاثة أيام فقط من أدائي اليمين الدستورية كنائب لرئيس الجمهورية وعودتي لرئاسة الوزراء، وقد كنت دائما حريصا على التواصل والتعامل مع الاعلام بشفافية تامة وبصورة صادقة لإيماني برسالته، وحرصت بان اوجه من خلالكم مجموعة من الرسائل لأبناء شعبنا اليمني العظيم ولاشقائنا وأصدقائنا في العالم، مؤمنون بأن هناك وطنا ينتظر بلهفة العودة للهدوء والاستقرار.
نترحم على أرواح الشهداء من مدنيين وعسكريين ونسأل اهوق أن يقبلهم ويعلي درجاتهم في جنانه أنه سميع مجيب .
وأقول لأبناء شعبنا : ها نحن اليوم مجدداً بينكم ومعكم رغم أن كل المؤشرات والنصائح ؛ كانت تدفعنا لمغادرة هذا المشهد السياسي وهو في احلك صوره وأكثرها مخاطرة، وخاصة بعد أن واجهنا ما تعلمونه على كل المستويات ، وقد كنا صادقين حين عبرنا عن هذا الموقف وتلك الرغبة مراراً وتكراراً ، ولكننا أمام مسئوليتنا الوطنية وما يتعرض له بلدنا من صعاب ، فلم نستطع إلا أن نلبي نداء الواجب ونتحمل معكم وبكم جزءاً مهما من هذا العبء الثقيل.
ونحن نتحمل مع فخامة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي وزملائي في الحكومة عبىء هذه المسئولية الوطنية الصعبة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، بعد ان سلب الوطن من قبل مليشيات مسلحة جعلته عرضة للأخطار دون إدراك لأهمية موقع اليمن الاستراتيجي وأثره على السلم والامن الدوليين .
وأطالب جميع مؤسسات الدولة بالصمود والحفاظ على إرث الدولة وتقاليدها في خدمة المواطنين في ظل هذا الظرف الصعب، والذي يحتم علينا جميعاً مواصلة تقديم كافة الخدمات الممكنة، وإعطاء أولوية قصوى للمهام الإغاثية، فمهمتنا اليوم أن نظهر مستوى من القوة والعزم والإيثار يليق بحجم التضحيات لكي ننهض ونخرج من هذا المرحلة الصعبة ولن نستطيع الصمود والوقوف بدون تكاتف أبناء الشعب وبالأخص منتسبي مؤسسات الدولة المدنية منها والعسكرية.
إن الشعب اليمني بدأ يعاني من أوضاع إنسانية صعبة وشح في الغذاء والدواء ومستلزمات الحياة اليومية من كهرباء وماء ومشتقات نفطية وخدمية وغير ذلك الأمر الذي يستدعي تدخلا دوليا وإقليميا عاجلا لتوفير مثل هذه المتطلبات للمواطنين بالوسائل والأساليب المناسبة التي تكفل وصولها إلى المحتاجين، قبل أن تتفاقم الأزمة وتصل إلى مستوى الكارثة الإنسانية المحققة.
ونود التأكيد على أن أولوية الحكومة القصوى هي معالجة الجوانب الانسانية الطارئة التي يعاني منها الشعب اليمني دون تمييز ولهذا قررنا ان تكون من اولى خطواتنا إنشاء لجنة عليا للاغاثة والتنسيق .
إننا نأتي للإنقاذ وليس للإسهام في الدمار أو تحمل أخطاء سنوات كارثية مضت على حال وطننا الحبيب وهذا الدور لن يتحقق (أقولها بصدق) أنه لن يتحقق مالم نكن جميعنا نتحمل مسؤلية الإنقاذ ونواجه مشكلاتنا على طاولة الحوار وليس أي حوار ولكنه الحوار المتكافئ الذي يكون ملزم بضمانات تنفيذ الاتفاقيات على أرض الواقع .
وفي هذه اللحظة التاريخية فإنني أوجه نداء الى كل ابناء القوات المسلحة والأمن ان يكونوا في ركب مؤسسة الدولة الشرعية ويحمون الوطن وان يراجع كل قائد وضابط ومسئول نفسه الان بالعودة الى جادة الصواب وأنا على ثقة من أن معظم ضباطنا وجنودنا لن ينساقوا الى عبث تمزيق الوطن وتمزيق النسيج الاجتماعي والتفتيت المجتمعي بل سيمثلون المؤسسة الوطنية التي تتجاوز الولاءات الضيقة وهذا نداء الى كل الوحدات بالعمل في اطار الوطن وترسيخ السلام بكل اليمن .
رسالتنا بأنه يجب تغليب لغة العقل والحوار ، وبأنه علينا جميعا كيمنيين أن نلتف حول مشروعنا الوطني الجامع ، الا ان تحقيق ذلك يتطلب اولاً تطبيق مليشيات الحوثي /صالح للقرارات الدولية ذات العلاقة فوراً ودون ابطاء وإيقاف العبث بمقدرات الوطن وتدمير مؤسساته ، وإيقاف القتل العمد للمدنيين والتدمير الذي طال جميع انحاء الوطن ، وايقاف العمليات العسكرية لاجتياح الجنوب وقتل ابناءه ولاسيما ما يجري في الباسلة عدن ، في الوقت الذي نحن في اشد الحاجه للملمة جراحه وإيقاف نزيفه، وهنا أرحب بقرار مجلس الأمن الصادر يوم أمس والذي يؤكد دعم المجتمع الدولي لخيارات شعب اليمن في الامن والاستقرار واستكمال مسيرته السياسية وفقاً لمخرجات الحوار الوطني ، واشكر كل الدول التي ساهمت في إنجاح هذه المهمة السياسية والدبلوماسية .
نشيد بموقف حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ال سعود وبموقف كافة الاشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي والدول الشقيقة والصديقة الداعمة والمساندة لأمن واستقرار اليمن.
وفي الختام فإنني أدعو شعبنا اليمني العظيم إلى تعزيز لحمته الوطنية وتعزيز كل أوجه الترابط والتكافل الاجتماعي فيما بين أبنائه على مختلف المستويات الإدارية بدءا بالحارات وانتهاء بالمحافظات في مواجهة الأزمات القائمة وتوفير الاحتياجات وتحقيق أعلى صور التضامن والتكافل الاجتماعي حتى تنجلي الأزمة القائمة في أقرب وقت ممكن... وعلينا دوما أن نتشبث بالأمل واليقين بأن الله سبحانه وتعالى سيتداركنا برحمته وسيعود اليمن آمنا مطمئنا مستقرا كما كان بل أفضل بفضله تعالى الذي سخر أشقاءنا ليقفوا إلى جانبنا في هذه اللحظة التاريخية العصيبة التي ستصبح عما قريب جزءا من الماضي نستحضرها للعظة والعبرة وتعلم المزيد من الدروس..
رغم كل التعقيد الذي يحيط بنا والالم الذي يعتصرنا مع كل قطرة دم تراق هنا او هناك ، الا أننا نرى ضوء في نهاية النفق ، ونراهن اولاً على إرادة شعبنا الواعية وحكمته ، وسنعمل سويا وبصدق من اجل بناء وطن يتسع للجميع ، ونلتزم لكم بالعمل الصادق من اجل ذلك
حفظ الوطن واهله وجنبنهم كل مكروه انه سميع مجيب والسلام عليكم ورحمة اه و وبركاته .
..
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك