تتركه يتعرض لحرب ضارية طوال شهرين دون أن تحرك ساكنا، ثم حين تأتي هدنة لإدخال مساعدات إنسانية له بعد شقِّ الأنفس تأتي هي لإفساد هذه الهدنة وإسقاطها!
والمشكلة أنها تقوم بهذا بحجة تقديم مساعدات إنسانية لليمن!
ماذا فعلت إيران لليمن طوال شهرين من الحرب السعودية الضارية على هذا البلد؟ بل ماذا فعلت لحلفائها الحوثيين فقط طوال هذه الحرب؟
لاشيء سوى الكلام الفارغ!
لاشيء على الاطلاق سوى محاولة واحدة لهبوط إحدى طائراتها في مطار صنعاء، وهي المحاولة التي قالت طهران إنها تهدف لإدخال مساعدات انسانية لليمن لكنها بدت في الواقع كمحاولة لتحدي السعودية وحلفائها والمجتمع الدولي أكثر منها لتقديم مساعدات للشعب اليمني. فلو كانت حريصة على إيصال المساعدات للشعب اليمني لأمكنها ذلك عبر منظمات الإغاثة الدولية المخولة بذلك. لكن المحاولة لم تأت كما يبدو لهذا الهدف قدرما أتت بهدف تحدي السعودية وحلفائها والمجتمع الدولي، وهو التحدي الذي انتهى بقصف مطاري صنعاء والحديدة، ومنع المساعدات التي كانت قد بدأت في الدخول شيئا فشيئا لليمن من منظمات دولية، وأدى في النهاية الى تشديد الحصار أكثر على اليمن!
واليوم، حصل الشعب اليمني على هدنة إنسانية مؤقتة لخمسة أيام بعد ضغوط كبيرة مارستها الولايات المتحدة على السعودية وحلفائها في الحرب، وهي الهدنة التي تريد واشنطن لها أن تكون مقدمة لوقف إطلاق نار دائم. اليمن بلداً وشعباً بات بحاجة ماسة لهذه الهدنة الإنسانية التي بالرغم من محدوديتها الزمنية إلا أنها ستتيح لليمنيين فرصة لإلتقاط أنفاسهم والحصول على ماتسنى لهم من احتياجات أساسية معدومة.
لكن إيران قررت القيام بعرضها المتكرر، عرضها السخيف والمبتذل ذاته، عرض ارسال المساعدات الإنسانية التي لاتصل للشعب اليمني ولن تصل إليه حتى وإن دخلت اليمن: ففي أحسن الأحوال، ستصل للحوثيين وحدهم الذين يسيطرون أصلاً على معظم المقدرات والوقود المتوفر داخل البلد.
وفي النهاية، علامَ يحصل الشعب اليمني من وراء مساعدات إيران؟
لا تصل المساعدات الإنسانية الايرانية الى الشعب اليمني، ولا تترك المساعدات الانسانية المرسلة من دول أخرى ومنظمات دولية تصل. وليست المساعدات الانسانية كل شيء رغم أن الكثير من اليمنيين يحتاجونها فعلا، لكن هناك أمراً آخر تفسده وتسقطه مساعدات إيران: الهدنة الإنسانية التي تشكل بحد ذاتها أمراً مهماً لليمن واليمنيين.
وفوق هذا وذاك، لاحظوا:
إيران ارسلت سفينة مساعدات "إنسانية" واحدة، وأرسلت معها سبع بوارج حربية لمرافقتها! وإذا رأيتم أي دولة تفعل هذا، فادركوا أن سفينة المساعدات الإنسانية هي آخر شيء يهمها في موكب السفن هذا!
المضحك أيضاً هو التهديد الذي أطلقته ايران اليوم: لقد هددت بإشعال حرب ستحرق الخليج كله إذا لم يسمح لها بادخال سفينة مساعداتها لليمن خارج آلية وإشراف الأمم المتحدة!
ياللروعة!
يالحبك الكبير لليمن ياإيران!
لم تحرك إيران ساكنا منذ بدء الحرب السعودية القذرة على اليمن ولم تلوح حتى بأي تهديد حرب رغم أنها وحلفاءها المتسببون الرئيسيون بهذه الحرب. ثم تأتي وتقول إنها ستشعل حربا شاملة تحرق الخليج كله إذا لم يسمح لها بإدخال سفينة المساعدات للشعب اليمني!
هذا الهراء لايمكن أن يدخل رأس أحد حتى وإن كان هذا الـ"أحد" نعجة.
حتى لو قالت إيران هذا الكلام لنعجة، لردت عليها النعجة:
على غيري يا إيران!
من صفحة الكاتب على الفيس بوك
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك