المليشيا التي أثبتت بجدارة بالممارسة والخطاب والحرب هويتها تلك هي ذاتها مشكلة حتى دون أن تكون معولاً بيد الحرس الثوري او الجمهوري!
التوقيت الذي اختير لبدء عملية تحرير عدن كان موفقا للغاية.. كانت بوارج التحالف العربي تواصل إنزال العربات والمدرعات والقوات الموالية للشرعية على الشاطئ فيما كان المتفاوضون في فيينا يضعون اللمسات الاخيرة على الاتفاق حول برنامج ايران النووي، ومع الإعلان عن التوصل لإتفاق كانت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في عدن قد حررت ثلثي مساحة المدينة التي سبق وان اعلنها الرئيس هادي عاصمة مؤقتة.
كانت شوارع طهران تضج بصخب المحتفلين بطي ملف النزاع مع الغرب وطي ملف سنوات من الحصار والعقوبات، وبالمثل وفي ذات الوقت ولكن لسبب آخر كانت شوارع عدن واحياؤها تضج بالفرح والمحتفلين وليل تعز والضالع ومناطق يمنية اخرى يشتعل بالألعاب والطلقات النارية، فالنصر في عدن صار حتميا ومسألة وقت ليس إلا.
بوغتت المليشيا الحوثية والمتحوثة وصعقت وهي تشاهد أرتال المدرعات تجتاح المدينة وكانت الى ما قبل يوم واحد فقط وحدها من يحتكر السلاح الثقيل المسروق من مخازن الجيش او المجير لصالح الانقلاب.
يوم أسود للمليشيا والمتعاطفين معها ليس فقط بسبب الهزيمة في عدن ولكن ايضا لأن طهران ايضا كانت تحتفل، ولأن اتفاق فيينا سيجرد في المحصلة المليشيا من كثير من الدعم الإيراني، فهو سيعزز من نفوذ التيار المعتدل في بلاد الملالي، وسيدفع بإيران أكثر بعيدا عن الخط الذي وضعها فيه المتشددون الذين سيواصلون بالتأكيد دورهم التخريبي في المنطقة العربية ولكن بيد مغلولة ومقيدة.
باختصار .. في بضع ساعات ومثل عملة نقدية تنهار او سهم يتراجع في البورصة خسر الكرت " الحوثي " قدرا كبيرا من قيمته وأهميته لدى الحليف الوحيد في الخارج وبالضرورة والنتيجة لدى الحليف الوحيد في الداخل " الرئيس المخلوع وقواته الجهوية وجناح المؤتمر الشعبي المتحوث ".
عملية تحرير عدن ووفقا للمعلومات جزء من عملية أكبر، أكبر من عدن بكثير، ومن راهنوا على ان مليشيا ذات هوية " طائفية " فجة يمكن أن تحكم اليمن واليمنيين وبقوة السلاح سيكتشفون انهم كانوا واهمين، فالمليشيا التي اثبتت بجدارة بالممارسة والخطاب والحرب هويتها تلك هي ذاتها مشكلة حتى دون أن تكون معولاً بيد الحرس الثوري او الجمهوري !، واستمرار سيطرتها على صنعاء لن تكون مقبولة لا من اليمنيين ولا من دول الجوار التي باتت تنظر الي الحركة الحوثية على انها قنبلة " طائفية " تهدد الجميع.
* عن المصدر أون لاين
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك