أكد وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو الثلاثاء مقتل كمال القضقاضي المشتبه به الأول في اغتيال سياسيين وجنود العام الماضي ضمن عملية أمنية قتل فيها سبعة مسلحين بمنطقة رواد قرب العاصمة.
وقال بن جدو في مؤتمر صحفي بمقر وزارة الداخلية إن تحليلا أوليا للحمض النووي الريبي أكد أن القضقاضي كان من بين القتلى السبعة. وذكر أسماء أربعة آخرين من المسلحين, وهم ناصر الدريدي (خبير متفجرات) وهيكل بدر, وعلاء الدين نجاحي, وعلي القلعي, في حين يجري التحقق من هوية القتيلين المتبقيين.
وأشار بن جدو إلى أن القضقاضي هو المشتبه به الأول في اغتيال زعيم حزب الديمقراطيين الموحد (يساري) شكري بلعيد في 6 فبراير/شباط من العام, والنائب المعارض محمد البراهمي في 25 يوليو/تموز من العام نفسه, وقتل ثمانية جنود في جبل الشعانبي غرب البلاد بعد ذلك بأيام.
وكان اغتيال بلعيد والبراهمي قد أثار أزمة سياسية في تونس، انتهت مطلع هذا العام بإقرار الدستور, وتشكيل حكومة جديدة برئاسة مهدي جمعة.
ووفقا لوزير الداخلية التونسي, اشترك علاء الدين نجاحي مع القضقاضي في قتل الجنود الثمانية في جبل الشعانبي بمحافظة القصرين التي تقع قرب الحدود مع الجزائر, وكان متواجدا مع القلعي ومسلحين آخرين في الجبل. وأثنى بن جدو على جهود المؤسستين الأمنية والعسكرية في مكافحة الإرهاب, قائلا إنه خيار سياسي ووطني.
وكشف الوزير التونسي أن القتلى السبعة كانوا مسلحين ببنادق "كلاشينكوف" وقنابل يدوية وأحزمة ناسفة, موضحا أن قوات الأمن طلبت منهم تسليم أنفسهم، لكنهم قاوموها. وبالإضافة إلى المسلحين السبعة قتل عنصر من الحرس الوطني (الدرك) وأصيب اثنان وفقا لوزارة الداخلية.
تفاصيل العملية
وفي وقت سابق اليوم, قال مراسل الجزيرة في تونس محمد البقالي إن قوات الأمن فجرت منزلا كان يتحصن فيه المسلحون عقب انتهاء العملية. وأضاف أن تواجد القضقاضي وعناصر أخرى كانت فوق جبل الشعانبي ضمن المجموعة التي تحصنت بمنطقة رواد يثير تساؤلات عن كيفية تنقلهم إلى العاصمة دون أن يرصدوا.
بن جدو قال إن قوات الأمن تضبط باستمرار أسلحة ومواد تستخدم لصناعة المتفجرات(الفرنسية)
وأشار إلى أن العمليات الأمنية التي بدأت عصر الاثنين واستمرت نحو 24 ساعة تمت على منوال عمليات سابقة وقعت العام الماضي بأحياء قريبة من العاصمة.
كما أشار المراسل إلى اعتداء قوات الأمن على فريق الجزيرة بمنطقة رواد، وحجزها الكاميرا, واعتدائها بالضرب على المصور والسائق, وبالعنف اللفظي على المراسلة ميساء الفطناسي. لكنه أكد لاحقا أن قوات الأمن أعادت الكاميرا إلى فريق الجزيرة.
وكانت قوات الأمن التونسية قد اشتبكت في أغسطس/آب الماضي مع مسلحين في ضاحية الوردية جنوب العاصمة, وقتلت أحدهم واعتقلت خمسة آخرين.
وأفادت تقارير بأن مجموعة مسلحة مؤلفة من أربعة أفراد حاولت الليلة الماضية اقتحام مقر أمني متقدم في منطقة بوشبكة بمحافظة القصرين, وأنه تم صدها. من جهته, أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع التونسية أن الجيش قصف مساء الاثنين مواقع بجبل الشعانبي يشتبه بوجود مسلحين فيها.
نجاحات أمنية
وأكد وزير الداخلية التونسي في المؤتمر الصحفي أن أجهزة الأمن تضبط "يوميا" أسلحة وكميات من مادة "الأمونيتر" التي تستخدم في صناعة المتفجرات. وقال إن الفرق الأمنية اعتقلت العام الماضي أكثر من 1300 شخص يشتبه في صلتهم بالإرهاب, وأحيلوا إلى القضاء.
كما اعتقل العام الماضي نحو 300 تونسي ضالعين في تسفير تونسيين إلى سوريا للقتال مع الفصائل المسلحة هناك, بينما مُنع أكثر من 8000 شاب تونسي من السفر إلى سوريا حسب بن جدو.
وقال إن 23 عنصرا من الشرطة والحرس الوطني قتلوا العام الماضي في مواجهات مسلحة. وأفاد بن جدو بأنه تم ضبط مئات من قطع السلاح والألغام والقنابل وآلاف الطلقات النارية.
*الجزيرة نت
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك