منذ ساعات الفجر الأولى رحل الحوثيون حاملين أسلحتهم وعتادهم العسكري الذي تأبطوا حمله من مئات الكيلومترات من محافظة صعدة والجوف متجهين به إلى أرحب منذ أكثر من ستين يوما , حيث نقل شهود عيان لمأرب برس أن الحوثيين غادروا أرحب في موكب كبير من الجهة الشمالية ومن نفس الطريق الذي دخلوا منه خرجوا منه , وبترسانة عسكرية كبيرة قدرت بأكثر من ثمانين طقم محملة بالرجال والسلاح .
وجاء انسحاب الحوثيين فجر اليوم قبل التوقيع على بنود الصلح مع لجنة الوساطة , وهو ما عدة الكثير من المراقبين انسحاب هزيمة بعد فشل كل محاولاتهم في التوغل في عمق القبيلة ألأشرس في محياط قبائل بكيل .
وقد تقدم الوساطة اليوم رئيس اللجنة الرئاسية اللواء علي بن علي الجائفي وعضوية عدد كبير من المشائخ بينهم عبدالقادر هلال .
نجاح اللجنة الرئاسية اليوم مثلت نصرا لقبيلة أرحب التي حاول الحوثيون طيلة أكثر من شهرين من نقض العهود والمواثيق والاستعانة بمليشيات متعددة وخوض معارك ضارية في عدة جبال مع رجال قبيلة أرحب لكن كما قيل "ما كل مرة تسلم الجرة " هذه المرة كسرت جرة الحوثيين في أرحب , ورفع القادة الميدانيون إلى جهات عليا في ضحيان ومران بأن معركة أرحب ليست كسابقاتها والنتيجة هي الهزيمة فابحثوا عن حل يبقى ماء الوجه.
وأخيرا وبعد محاولات كثر لنكوص ببنود الصلح و ومحاولة الصمود , أخيرا خضع ممثلو الحوثي في أرحب للتوقيع ظهر اليوم الأحد على عريضة صلح توقف بموجبها المعارك الطاحنة وانسحاب الحوثيين القادمين من خارج القبيلة .
وتحدثت مصادر قبلية من أرحب ذات صلة بالحوثيين أنهم شعروا بقوة الخسارة الميدانية التي تكبدها مقاتلوهم وان كان غالبيتهم في عمر الزهور وأعمارهم تتراوح ما بين 17- 25 عاما , حيث قالت تلك المصادر أن قتلى الحوثيين في أرحب تجاوز ثلاثمائة قتيل ومئات الجرحى خلال الشهرين الماضيين , إضافة إلى خسائر كبيرة في العتاد والعدة , ناهيك عن الغنائم التي غنماها رجال القبائل من أيدي الحوثيين .
كما نجح صبر رجال القبائل والتواصل المستمر حتى مع خصومهم الحوثيين وفي مقدمتهم الشيخ نبية أبو نشطان وفارس الحباري , في كسر مشاعر العداء الداخلي .
ووصلت ذروة الخلاف بين الحوثيين ذروتها خلال الأيام الماضية , حيث نقلت مصادر قبلية في أرحب لمأرب برس " أن القيادي الحوثي القادم من صعدة والذي نصب نفسه قائدا لقوات الحوثي في أرحب فيصل بن حيدر , شن هجوما عنيفا على أنصاره من أرحب وفي مقدمتهم نبيه أو نشطان وفارس الحباري ووصفهم بأنهم أطفال وقال أنهما عملا على تضليل السيد عبدالملك الحوثي وأوهموه أن لأنصار الله ثقل وشعبية في أرحب والتي أثبت الواقع عكسها تماماً .
كما توعدت القيادات الحوثية التي قدمت أرحب باسترجاع المبالغ المالية التي منحها الحوثيون كرشاوي لرجال القبائل مقابل تسهيل دخولهم والتي لم يتحقق منها شيئ .
وقالت بعض المصادر التي حضرت اللقاء الأخير والساخن بين قيادات الحوثيين من أرحب وصعدة , أن القيادي فيصل بن حيدر توعد الحباري قائلا " الآن يا حباري قاتل أنت ومن معك أما نحن فسوف ننسحب , لقد خسرنا خيرة مقاتلينا وقد وجهنا السيد عبدالملك بالإنسحاب من الجبهة التي لم يكن يتوقع أنها ستصمد أكثر من قبيلة حاشد التي تعد رأس النواصب - حسب تعبيره- وقال أن عدم انسحابنا السريع سيضر بنا سياسياً وعسكرياً وخاصة أن الدولة قررت تمويل وتسليح قبائل أرحب التي كسرتنا بسلاحها الهزيل في أرضك يافارس وحالت دون وصولنا إلى معسكرات الصمع وفريجة التي اتفقنا عليها والتي كانت ستمكننا من إقامة دولة العدالة في اليمن كلها.
من جهته أكد الشيخ حافظ الحباري عم القيادي الحوثي فارس الحباري أن أكثر من ثمانين سيارة لمليشيات الحوثي غادرت مساء أمس السبت من أرحب بقيادة فيصل بن حيدر وتوجهت نحو مديرية حرف سفيان وقال حافظ الحباري أن خروج الحوثيين جاء بعد صمود أبناء القبيلة التي لقنتهم درساً لن ينسوه.
وفي صفحته على الفيس بوك نشر الشيخ عراف العبيدي رئيس إئتلاف أحفاد الزبير للثورة الشبابية الشعبية قائلا "أنه قد غادرة أكثر من ثمانين سيارة تابعة للحوثة بقيادة فيصل بن حيدر وتوجهت نحو سفيان فرارا من الموت الذي واجهه الكثير منهم ورأوه بأم أعينهم على أيدي حماة الديار في مواقع الشرف بأرحب الجود وهذه بشائر النصر ولله الحمد تلوح في الافق".
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك