أعرب رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام اليوم الجمعة 19 عن أسفه لقرار السعودية إيقاف المساعدات المخصصة لتسليح الجيش وقوى الأمن اللبناني، معبرا عن أمله في إعادة النظر فيه.
وقال سلام في بيان "إننا تلقينا بكثير من الأسف قرار السعودية المفاجئ القاضي بإيقاف المساعدات المخصصة لتسليح وتجهيز الجيش وقوى الأمن الداخلي".
وذكر أنهم في لبنان ينظرون إلى هذه الخطوة باعتبارها "أولا وأخيرا شأنا سياديا تقرره السعودية وفق ما تراه مناسبا".
وأعرب سلام عن أمله في أن تعيد السعودية "النظر بالقرار الخاص بوقف المساعدات عن جيشنا وقواتنا الأمنية".
فيما هاجم كل من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري حزب الله اللبناني، محملين إياه مسؤولية القرار السعودي.
فقد حمَل سمير جعجع حزب الله مسؤولية خسارة لبنان المليارات جراء تهجمه على السعودية التي أوقفت مساعداتها المقررة للجيش لشراء أسلحة فرنسية، وقيمتها 3 مليارات دولار.
واقترح جعجع أن تطلب الحكومة اللبنانية من الحزب عدم التعرض للمملكة أو تشكيل وفد رسمي لزيارة السعودية وطلب إعادة العمل بالمساعدات المجمدة. حسب ما أفاد مراسلنا.
رئيس تيار المستقبل، من جانبه، قال إنه يتفهم قرار السعودية وقف مساعداتها للجيش والقوى الأمنية اللبنانية.
وأضاف "نتطلع إلى قيادة المملكة لأن تنظر إلى ما يعانيه لبنان بعين الأخ الكبير، ومن يفترض أن لبنان يمكن أن يتحول إلى ولاية إيرانية فهو واهم، بل هو يتلاعب في مصير البلاد".
وكانت قد أعربت كلٍ من الإمارات والبحرين اليوم الجمعة في بيانين منفصلين رسميين عن تأييدهما لقرار السعودية بمراجعة علاقاتهما مع لبنان، وذلك بعد أن أعلنت الرياض وقف تمويل الجيش وقوى الأمن الداخلي اللبنانيين، بسبب المواقف الرسمية التي اتخذها لبنان في بعض المناسبات، والتي قررتها قوى لبنانية حليفة لإيران.
وكانت قد نقلت وكالة الأنباء السعودية "واس" عن مصدر مسؤول قوله إنه في ظل هذه الحقائق فإن السعودية قامت بمراجعة شاملة لعلاقاتها مع لبنان "بما يتناسب مع هذه المواقف ويحمي مصالح المملكة".
وأضاف المصدر أن بلاده اتخذت قرارات منها:
أولا: "إيقاف المساعدات المقررة من المملكة لتسليح الجيش اللبناني عن طريق الجمهورية الفرنسية وقدرها ثلاثة مليارات دولار أمريكي".
ثانيا: "إيقاف ما تبقى من مساعدة المملكة المقررة بمليار دولار أمريكي المخصصة لقوى الأمن الداخلي اللبناني".
وأشار المصدر إلى أن "السعودية عملت كل ما في وسعها للحيلولة دون وصول الأمور إلى ما وصلت إليه لتؤكد في الوقت ذاته وقوفها إلى جانب الشعب اللبناني الشقيق بكافة طوائفه وأنها لن تتخلى عنه وستستمر في مؤازرته وهي على يقين بأن هذه المواقف لا تمثل الشعب اللبناني الشقيق".
وأكد المصدر أن السعودية "تقدر المواقف التي صدرت من بعض المسؤولين والشخصيات اللبنانية بمن فيهم دولة رئيس الوزراء السيد تمام سلام والتي عبروا من خلالها عن وقوفهم مع المملكة وتضامنهم معها وتعرب عن اعتزازها بالعلاقة المميزة التي تربط المملكة العربية السعودية بالشعب اللبناني الشقيق والتي تحرص المملكة دائما على تعزيزها وتطويرها"