الغاز الطبيعي المسال هو غاز طبيعي تم تحويله من حالته الغازية -التي يوجد عليها في الطبيعة- إلى الحالة السائلة، عن طريق تبريده إلى 162 درجة مئوية تحت الصفر. ويكون على شكل سائل عديم اللون والرائحة، ولهذا تضاف إليه كميات من مركب كيميائي (يشبه الكبريت في رائحته) قبل الشروع في توزيعه، من أجل إعطائه رائحة مميزة كعنصر أمان يسمح بالتعرف على وجوده في الهواء إذا وقع أي تسرب.
أساسيات
يتكون الغاز الطبيعي من خليط من المركبات الهيدروكربونية، ويحتوي على كميات كبيرة من غاز الميثان (70-98%)، ونسب قليلة من هيدروكربونات أخرى مثل الإيثان والبروبان والبيوتان. كما يحتوي أيضا على الماء وثاني أكسيد الكربون والنيتروجين والأكسجين وبعض مركبات الكبريت.
وتتم إزالة معظم هذه المكونات الثانوية من الغاز الطبيعي وتنقيته من الشوائب خلال عملية التسييل، حيث يتكون الغاز المتبقي بشكل رئيسي من الميثان.
وتمكّن عملية التسييل من تقليص حجم الغاز الطبيعي إلى حوالي 1/600 مقارنة بحالته الأصلية، مما يسهل تخزينه ونقله بأمان وبكميات كبيرة وعبر مسافات طويلة إلى مختلف أنحاء العالم.
وبعد تسييل الغاز تأتي مرحلة تخزينه ونقله إلى الأسواق، وتستدعي هذه المرحلة المحافظة على حرارة الغاز المسال عند 160 درجة مئوية تحت الصفر، لكي يبقى على شكل سائل ولا يتحول إلى حالته الغازية الأصلية.
ويتم نقل الغاز الطبيعي المسال عبر ناقلات مصممة خصيصا لهذا الغرض، وتحتوي كل ناقلة على عدة صهاريج ضخمة عازلة للحرارة ومكونة من جدار إسمنتي تبلغ سماكته مترا واحدا، بالإضافة إلى بطانة داخلية مصنوعة من الحديد.
وبعد وصول شحنات الغاز المسال إلى وجهتها النهائية (موانئ جهات الاستيراد) يتم تفريغه في خزَّانات، ثم يُعاد إلى الحالة الغازية من خلال رفع درجة حرارته (تسخينه)، وضخه في أنابيب من أجل توزيعه بغرض الاستهلاك المنزلي و/أو الصناعي.
ريادة قطرية
تمتلك قطر ثالث أكبر احتياطي من الغاز الطبيعي في العالم (حوالي 24.7 تريليون متر مكعب)، وهو ما يمثل نحو 13.3% من احتياطيات الغاز العالمية المؤكدة في عام 2013. وقد بلغ إنتاج قطر خلال عام 2013 ما يزيد على 158 مليون متر مكعب، وهو ما يعادل 4.7% من إجمالي إنتاج الغاز الطبيعي في العالم، مما جعلها تحتل المرتبة الرابعة كأكبر منتج للغاز الطبيعي في العالم (بعد روسيا والولايات المتحدة وإيران).
وتعد قطر دولة رائدة في مجال إنتاج الغاز الطبيعي المسال ولاعبا أساسيا في سوق الطاقة العالمية، حيث إنها تملك أكبر طاقة إنتاجية في هذا المجال. وقد صدَّرت أكثر من 84% من إنتاجها من الغاز الطبيعي خلال عام 2013 على شكل غاز مسال.
واستحوذت قطر على 32% من صادرات الغاز الطبيعي المسال عام 2013، حيث وصلت صادراتها إلى 76 مليون طن، في حين بلغ إجمالي الصادرات العالمية أكثر من 263 مليون طن.
تحولات
وتشير العديد من الدراسات إلى أن الغاز الطبيعي المسال قد دخل لتوه عصره الذهبي، مع تزايد استخداماته وقودا لوسائل المواصلات، وموردا نظيفا للطاقة المتجددة والصديقة للبيئة في العديد من الصناعات على مستوى العالم، بفضل التقدم التكنولوجي الذي شهده القطاع على مستوى تقنيات التسييل والنقل والاستعمال.
وتشهد سوق الغاز الطبيعي المسال تحولات كبيرة مع وجود مشاريع جديدة للغاز المسال في طور الإنشاء، من بينها مشاريع الغاز المسال في الولايات المتحدة وأستراليا. وتؤذن هذه التحولات بتغيرات جذرية قد تطرأ على خارطة الغاز المسال العالمية مع دخول المزيد من المنافسين، وظهور مراكز جديدة مصدرة للغاز الطبيعي المسال، خصوصا في أستراليا والولايات المتحدة الأميركية.
وتتوقع بعض الدراسات التي نُشرت حديثا أن يصل إنتاج الغاز المسال في أميركا إلى ما يناهز 100 مليار متر مكعب في عام 2017. وللإشارة فإن هيئة الطاقة الأميركية سبق أن وافقت على إنشاء مشاريع تسييل غاز يقدّر إجمالي طاقتها بحوالي 160 مليار متر مكعب.
وسيؤدي ولوج الفاعلين الجدد (مثل الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وروسيا وإيران وبعض الدول الأفريقية) إلى سوق الغاز الطبيعي المسال، إلى زيادة في الإمدادات.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك