إن عملية بناء الدولة تقوم على العديد من المرتكزات أبرزها الكادر البشري القادر على صناعة الواقع بصورة قادرة على تحقيق الرفاهية للشعب بكل تفاصيلها.
إن الأوضاع التي يعيشها اليمن الآن رغم سلبياتها تجعلنا نجزم بأنها فرصة لبناء الدولة اليمنية بصورتها الحقيقية، وهذه الفرصة يجب أن تستغلها القيادة السياسية بدءا باختيار الشخص المناسب للمكان المناسب دون النظر في الاعتبارات السابقة والمتمثلة في المحاصصات السياسية والقبلية والاجتماعية والعسكرية والمناطقية على حساب الكفاءة، والتي لم تثمر سوى أوضاعاً مأساوية ترتسم اليوم على أرض الواقع..
لذا فإن تجاوز الماضي والتعلم منه يجب أن يكون عنوان المرحلة الراهنة والمستقبلية، وما يبعث على الأمل هو قرار الرئيس عبد ربه منصور هادي بتعيين الشاب محمد عبدالله الحضرمي نائباً لوزير الخارجية، ويُعد قراراً موفقاً يمنح هذا الشاب المؤهل فرصة تقديم ما بجعبته من قدرات ستنعكس إيجاباً على السياسة الخارجية لليمن، فالخارجية من أهم مؤسسات الدولة التي يجب أن تقوم عليها كفاءات متميزة فهي الصورة الحقيقية للبلد في العالم.
يمتلك الدبلوماسي الشاب محمد عبدالله الحضرمي شخصية دبلوماسية تجعلك توقن بأنها تمتلك الكثير من الإمكانات لتحسين صورة اليمن في الخارج ورسم صورة مشرقة عن بلد يعج تاريخه بالحضارات التي لا ينافسه فيها أي بلد في العالم، فهذا البلد الحضاري بامتياز لا يمكن أن تكون صورته مقرونة بالحرب والموت، بل يجب أن تكون صورته تفسر لماذا سماه الفرنسيون والأوربيون بـ "العربية السعيدة.
الشخصية الدبلوماسية التي يتمتع بها معالي نائب وزير الخارجية محمد الحضرمي تتكئ على مؤهلات علمية تنحو ذات المنحنى، فهو حاصل على ماجستير في الدبلوماسية والعلاقات الدولية (امتياز)، وماجستير في سياسة التنمية، فهو يجمع بين الدبلوماسية والتنمية، فضلاً عن إمكانياته في اللغات التي تؤهله للتعامل مع العالم بسلاسة، ناهيك عن خبراته العملية في المجال الدبلوماسي، حيث تدرج في عدة مناصب آخرها نائباً لسفير الجمهورية اليمنية لدى الولايات المتحدة الأمريكية بواشنطن، ليتم تعيينه مؤخراً نائباً لوزير الخارجية.
يُعد الحضرمي باحثاً متميزاً وله العديد من المؤلفات وأوراق العمل والتي تجسد حنكته ورجاحة عقله، ومنها الورقة البحثية المعنونة بـ"إحياء عملية السلام في اليمن"، و"حرب اليمن ضد الإرهاب"، و"انهاء الأزمة في اليمن"، والورقة البحثية الموسومة بـ"فلسطين- وجهة نظر عربية".
هذه السيرة المقتضبة عن هذا الدبلوماسي تجعلنا نثق بأنه قادر على القيام بمهامه بكفاءة واقتدار، خاصة تلك المهام التي كلفه بها الرئيس هادي والمتمثلة بتفعيل دور البعثات الدبلوماسية في نقل صورة الوضع في اليمن وما يعانيه الشعب اليمني ، والانتصار لإرادة شعبنا اليمني وإيصال رسالته الحقة دون تزييف.
لقد جاء محمد عبدالله الحضرمي من كنف الدبلوماسية ومن بيئة الشباب اليمني الطموح بدولة مدنية ترتكز على تلك القواعد التي توافق عليها الشعب اليمني والمتمثلة بمخرجات الحوار اليمني الرامية إلى بناء يمن اتحادي جديد تحكمه الكفاءات لا المحاصصات ولا النفوذات العسكرية ولا المذهبية ولا القبلية ولا العنصرية ولا المناطقية.