أقر المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً ، السبت، بسقوط معسكر لمليشيات الحزام الأمني بمديرية لودر التابعة لمحافظة أبين في أيدي القوات الحكومية، متوعّداً بالرد، في تصعيد جديد يهدد بنسف اتفاق الرياض الهش الذي ترعاه السعودية بين الانفصاليين والحكومة الشرعية.
وذكر الموقع الإلكتروني للمجلس أنّ الزعيم الانفصالي عيدروس الزُبيدي ترأس اجتماعاً للقادة العسكريين والأمنيين، ناقش خلاله الأحداث والمواجهات العسكرية في مديرية لودر بمحافظة أبين، والتعزيزات العسكرية لاقتحامها، والسيطرة على معسكر قوات الحزام الأمني.
وفيما أشار إلى أن قواته "لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه أمن واستقرار لودر ومحافظة أبين بشكل عام"، توعد المجلس الانتقالي المسؤولين عن تلك الأحداث بـ"دفع الثمن".
واعتبر المجلس الانتقالي أنّ التحركات الحكومية لفرض مدير جديد لشرطة لودر بناء على قرار من وزير الداخلية في الحكومة الشرعية "هي بمثابة خرق فاضح لاتفاق الرياض بهدف الوصول إلى إفشال الاتفاق عموماً".
ولاحقاً أصدرت القوات التابعة للمجلس الانتقالي، قراراً بتعيين قائد جديد لقوات الحزام الأمني في مديرية لودر بمحافظة أبين.
وذكرت وسائل إعلام انفصالية، أنه تم تكليف أحمد محمد عوض مجهش قائداً للحزام في لودر، خلفاً للقيادي عبدالله عمر الدماني، الذي تم تحميله على الأرجح مسؤولية الفشل في سيطرة قوات شرطة أبين الموالية للشرعية على كامل المديرية بما فيها معسكر الحزام الأمني.
وأعلن القائد الجديد للمليشيات الانفصالية في لودر، أنه سيعمل على ترتيب صفوف قواته من جديد، و"الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار لودر"، كما وعد باحتواء الأحداث الأخيرة.
وتعود جذور التوتر في لودر كبرى مدن محافظة أبين، إلى قيام قوات أمنية حكومية بتنفيذ قرار وزير الداخلية بتغيير مدير جديد لشرطة لودر، بعد رفض المدير المقال تسليم المقر، وذلك بعد الاستعانة بالمليشيات الانفصالية الموالية للمجلس الانتقالي.
وأعلنت شرطة محافظة أبين الموالية للشرعية، في بيان صحافي، أنها تعرضت لاستهداف مباشر بالرصاص الحي أثناء دخولها مدينة لودر لتنفيذ القرار، وتثبيت دعائم الأمن والاستقرار، لافتة إلى أنه وبعد معركة استمرت لأكثر من 6 ساعات، تمكنت من بسط سيطرتها الكاملة على مدينة لودر ومؤسساتها الأمنية والعسكرية والمرافق المدنية، رغم محاولة المسلحين الاحتماء بين منازل المواطنين.
وفيما أعربت عن أسفها لسقوط عدد من القتلى والجرحى جراء المعركة التي اضطرت لخوضها، "حذرت شرطة محافظة أبين والقوات الحكومية المشتركة، من أي محاولات لجر مدينة لودر إلى مربع الصراع وتنفيذ أجندة سياسية لن تمر"، وفقاً لتعبير البيان.
وأكد سكان محليون في أبين، أنّ المجلس الانتقالي دفع، السبت، بعدد من الآليات العسكرية إلى مدينة زنجبار ومواقع التماس مع القوات الحكومية، ما يهدد بانفجار الموقف عسكرياً، بعد توقف الاشتباكات بين الجانبين منذ تشكيل حكومة المحاصصة أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وتشهد العلاقة بين الحكومة اليمنية والانفصاليين احتقاناً واسعاً منذ اقتحام عناصر موالية للمجلس الانتقالي، منتصف مارس/آذار الماضي، قصر معاشيق الرئاسي في عدن، وإجبار رئيس الحكومة معين عبد الملك على المغادرة صوب الرياض.
وفي وقت سابق من فجر اليوم السبت، دعت الحكومة اليمنية المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً إلى وقف كل أشكال التجاوزات التي تطاول مؤسسات الدولة وهياكلها، والتوقف عن تأزيم الأوضاع بصورة مستمرة في محاولة فرض أمر واقع لتحقيق مكاسب غير مشروعة.
كما دعت الحكومة، في بيان شديد اللهجة جاء رداً على الدعوة السعودية للتهدئة، الانفصاليين إلى التوقف عن تشويه سمعة الدولة وقياداتها السياسية وسمعة الجيش الوطني، الذي وصفه البيان بـ"البطل الذي يقود أشرف المعارك، مدافعاً عن قيم الجمهورية والديمقراطية".
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك