فاز لاي تشينغ-تي مرشح الحزب الحاكم في انتخابات الرئاسة التايوانية في الانتخابات التي أجريت، اليوم السبت، والتي وصفتها الصين بأنها خيار بين الحرب والسلام. وأقر مرشح حزب "كومينتانج" المعارض هو يو-إيه بهزيمته.
وأعلن لاي تشينغ-تي فوزه في تجمع حاشد أمام أنصاره. وشكر المعارضة على التهاني، وقال "سأدرس بعناية برامج ومواقف خصومي في الانتخابات، شريطة أن تفيد الشعب والتنمية الوطنية، وسيتم تضمينها في برنامجي السياسي".
وبهذه النتيجة يتولى "الحزب الديمقراطي التقدمي"، الذي يناصر هوية تايوان المستقلة ويرفض مطالب الصين بالسيادة عليها، السلطة لثالث فترة على التوالي، وهو أمر غير مسبوق في نظام الانتخابات في تايوان.
ولاي تشينغ-تي الذي تقول الصين إنه يمثل "خطرًا جسيمًا" بسبب مواقفه المؤيدة لاستقلال تايوان، تصدر نتائج الانتخابات الرئاسية، ومن المتوقع أن يتولى منصبه في 20 مايو 2024.
وحصل لاي تشينغ-تي، نائب الرئيسة المنتهية ولايته، الذي ينتمي إلى "الحزب الديموقراطي التقدمي" على 40.2% من الأصوات، حسب النتائج التي تشمل 98% من مراكز الاقتراع. وحصل منافسه الرئيسي هو يو-إيه، مرشح الحزب القومي الكومينتانغ الذي يدعو إلى التقارب مع بكين، على 33.2% من الأصوات.
وصباح اليوم، توجه الناخبون في تايوان إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس وبرلمان جديدين، في انتخابات ذات دلالات جيوسياسية كبيرة تجذب الاهتمام العالمي، مع ترجيحات بفوز "الحزب التقدمي الديمقراطي" الحاكم الذي ينتهج سياسة استقلالية عن الصين، وسط توترات متزايدة بين الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي وبكين التي تعد الدولة الجزيرة مقاطعة صينية وتهدد بضمّها.
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها صباحا في تايوان التي يبلغ عدد سكانها 24 مليون نسمة.
ويحق لنحو 19.5 مليون شخص التصويت في الانتخابات الحالية. وفي عام 2020 شارك 75% من الناخبين بالانتخابات الرئاسة التايوانية، وفق تقرير الجمعة 12 يناير لصحيفة "ذا غارديان" The Guardian البريطانية.
ويخلف الفائز بالانتخابات رئيسة تايوان الحالية تساي إنغ - وين (67 عاماً) التي لا يخوّلها دستور البلاد ولاية ثالثة متتالية، لكن نائبها لاي تشينغ - تي ترشح للرئاسة كاستمرارية لها. وينتمي كل من تساي ولاي إلى "الحزب التقدمي الديمقراطي"، وهو حزب تمقته بكين، وتعدّهما (تساي ولاي) انفصاليين.
والمرشح لاي تشينغ - تي على أنه الأوفر حظاً للفوز بالانتخابات الرئاسية.
مخاوف صينية
وتخشى بكين من نتيجة انتخابات في تايوان ينتصر فيها التيار الاستقلالي. وتحاول بكين التأثير على نتائج الانتخابات التايوانية عن طريق إطلاق بالونات تجسس على ارتفاعات عالية فوق الجزيرة، وتمويل مؤثرين تايوانيين على وسائل التواصل الاجتماعي مؤيدين لبكين، واستضافة مسؤولين محليين في رحلات فخمة إلى الصين. هذه من بين التكتيكات التي تُتهم بكين بنشرها للتأثير على الانتخابات الرئاسية في تايوان اليوم.
وحذّرت بكين، الخميس، من أن لاي تشينغ-تي، المرشّح الأوفر حظاً للفوز بالانتخابات الرئاسية المقررة في تايوان بعد يومين، يشكل "خطراً جسيماً" على العلاقات بين الجزيرة والصين، بحسب ما أفادت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" الرسمية. ونقلت "شينخوا" عن تشن بينهوا، المتحدث باسم مكتب شؤون تايوان في بكين، قوله "آمل في أن يرى مواطنونا في تايوان. الخطر الجسيم الذي يمثّله تحريض لاي على الصراعات عبر المضيق (في تايوان) وأن يقوموا بالاختيار الصحيح".
مرشحو الرئاسة في تايوان
واختار الناخبون التايوانيون رئيسهم من بين ثلاثة مرشحين، بعد انسحاب منافس محتمل رابع، الملياردير تيري غو، مؤسس شركة "فوكسكون" الموردة الرئيسية لشركة "آبل"، قبل ساعات من الموعد النهائي للتسجيل رسمياً بصفته مرشحاً.
والمرشحون الثلاثة لرئاسة تايوان هم: لاي تشينغ - تي (64 عاماً) عن "الحزب التقدمي الديمقراطي"، وهو نائب رئيسة تايوان الحالية، وحزبه معروف بميوله المؤيدة للاستقلال بشكل علني عن الصين.
والمرشح الثاني هو هو يو - إيه (66 عاماً) من حزب "الكومينتانغ". ضابط شرطة سابق وعمدة تايبيه الحالي يدعو إلى توثيق العلاقات مع البر الصيني.
والمرشح الثالث هو كو وين - جي (64 عاماً) عن "حزب شعب تايوان". عمدة تايبيه السابق، يقول إنه سيتبع السياسات الخارجية للرئيسة الحالية تساي، ولكنه يدعو أيضاً إلى إجراء محادثات مع بكين.
الأحزاب الرئيسية المرشّحة واتجاهاتها
والأحزاب الثلاثة الرئيسية في تايوان التي تتنافس في الانتخابات هي "الحزب التقدمي الديمقراطي" الحاكم (DPP)، وحزب "الكومينتانغ" (KMT)، و"حزب شعب تايوان" (TPP) الذي تأسس في عام 2019 فقط.
ويتمتع "الحزب التقدمي الديمقراطي" حالياً بأغلبية في البرلمان بواقع 63 مقعداً. ويمتلك حزب "الكومينتانغ" 38 مقعداً، بينما يمتلك حزب "الشراكة عبر المحيط الهادي" خمسة مقاعد.
أما مجموع عدد مقاعد البرلمان فهو 113 مقعداً.
ويؤيد "الحزب التقدمي الديمقراطي" هوية تايوان المنفصلة عن الصين ويرفض مزاعم بكين السيادية، قائلاً إن شعب تايوان وحده هو الذي يمكنه أن يقرّر مستقبله.
ويفضّل حزب "الكومينتانغ" - وهو الحزب القومي الصيني الذي حكم تايوان لنحو 40 عاماً بقبضة حديدية منذ عام 1949 بعد خسارته حرب أهلية في البر الصيني - إقامة علاقات وثيقة بالصين لكنه ينفي بشدة أن يكون مؤيداً لبكين. ويدعم حزب "الكومينتانغ" الموقف القائل إن تايوان والصين تنتميان إلى صين واحدة، لكن يمكن لكل جانب تفسير ما يعنيه ذلك، وهو الموقف الذي رحبت به بكين. ويريد حزب "الشراكة عبر المحيط الهادي" أيضاً علاقات وثيقة مع الصين.
وتتألف المعارضة في تايوان من حزب "الكومينتانغ"، و"حزب شعب تايوان"، وهو حزب وسطي تأسس عام 2019، فشلت المعارضة في توحيد قواها لخوض الانتخابات ضد "الحزب التقدمي الديمقراطي" الحاكم بعد أن تشاجر قادتها على الهواء مباشرة وانتهى بهم الأمر بتسجيل ترشحات رئاسية منفصلة.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك