لماذا إنتقلت المواجهات بين الحوثيين وقوات تابعة لـ " صالح " من جامع الصالح إلى حصار منزل العميد طارق محمد عبدالله صالح ؟

 
لا زال الوضع متوتر في محيط منزل العميد طارق محمد عبدالله صالح في شارع الجزائر وسط العاصمة صنعاء ، عقب إشتباكات مسلحة وقعت بين مسلحين حوثيين وقوات تابعة لنجل شقيق صالح العميد طارق محمد عبدالله محمد صالح ، والتي وصلت فيما بعد تعزيزات حوثية حاصرت منزل العميد طارق.
 
ولكن قد يتساءل البعض لماذا يستهدف الحوثيين منزل العميد طارق محمد عبدالله صالح بالرغم من أن المواجهات بدأت ظهر اليوم في جامع الصالح ؟ وكيف إنتقلت المواجهات إلى منزل العميد طارق ؟ وبالرغم من أن العميد طارق شارك الحوثيين برجاله في القتال أثناء إقتحام الحوثيين لمقر الفرقة الأولى مدرع وغيرها من المواقع في العام 2014م .
 
" اليوم برس " يحاول إبراز بعض تلك الأسباب ، وكما يلي :  من المعروف أن الحوثيين كانوا قد إستهدفوا عقب إجتياحهم للعاصمة صنعاء أي تشكيلات عسكرية منظمة سواء معسكرات تابعة للحرس الجمهوري أو أي تشكيلات عسكرية أخرى ، كون أي تشيكل عسكري قوي ومنظم سيهدد تواجدهم في العاصمة صنعاء ، وبالتالي قاموا بتشكيل قوات خارج إطار مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية من حيث إنشاء معسكرات التدريب وإدماجها شيئاَ فشيئاً في إطار وزارتي الدفاع والداخلية ، بل وإتخذوا سياسة "التطفيش " لجميع أفراد الجيش والأمن من خلال قطع المرتبات ، وبالتالي وجد منتسبوا قوات الجيش والأمن أنفسهم خارج المؤسستين العسكرية والأمنية بسبب عدم وجود مرتبات ، فمنهم من تم إحلالهم بأسماء مواليه للحوثيين ، ومنهم من لزم المنزل ويتردد على وحدته التي يعمل فيها من أجل لا يتم إستبداله بآخر .
 
العميد طارق محمد عبدالله صالح وعمه الرئيس السابق " صالح " وأسرة صالح بكاملها  وجدوا أنفسهم من دون حماية ، خاصة وأن الحرس الجمهوري كان يعتبر الجهة الضامنة لبقاء صالح كورقه قويه يواجه بها من يهدده ، بل ومن أجل الحفاظ على حياته من بطش الحوثيين الذين يتوعدونه بين الحين والآخر .
 
ولأن الحرس الجمهوري أصبح شيئ هلامي ولم يعد تلك القوة الضاربة ، بل وأصبح خارج سيطرة صالح ونجلة في ظل هندسة وعمل دؤوب قام به الحوثيين من أجل إنهاء شيئ إسمه حرس جمهوري كقوه نظامية ، وأصبح عبد الخالق الحوثي وعدداً من القيادات الحوثية هي من تتحكم بزمام الأمور في تلك الوحدات التي أصبحت تدين بالولاء للحوثيين .
 
وأمام ذلك لم يسع العميد طارق وعمه " صالح " إلا أن قاما بإنشاء معسكر إسمه معسكر " الشهيد الملصي " وقاما بإستقطاب عدداً من أبناء القبائل المنتمين لحزب المؤتمر ، بالإضافة إلى منتسبي الحرس الذين كانوا لفترة طويله في منازلهم ولم يشاركوا الحوثيين القتال في الجبهات أو من الذين تم تهميشهم بسبب إستمرار ولائهم لنجل صالح قائد الحرس الجمهوري السابق العميد أحمد علي عبدالله صالح .

 
ومع بدء العميد طارق بالعمل الفعلي في ذلك المعسكر جن جنون الحوثيين وإعتبروا أن تلك التشكيلات الخارجة عن إطار وزارة الدفاع تشكل خطراً عليهم ، بل وإعتبروا من خلال تصريحات بعض قياداتهم وناشطيهم وإعلاميهم أن الحوثيين هم المستهدفين الوحيدين من تلك التشكلات ، حتى أنهم إتهموا الإمارات بدعم ذلك المعسكر الذي يقوده العميد طارق محمد عبدالله صالح ، بالرغم من أن الحوثيين يقومون بتخريج الدفع العسكرية بإستمرار  تحت مظلة طاعة " السيد " والمذهب.
 
فبالرغم من أن الرئيس السابق صالح قدم هديه ثمينه للحوثيين ممثله في تسليم رجال القبائل وأبنائهم من المنتميين لحزب المؤتمر للحوثيين وجعلهم وقود المعارك في الجبهات المختلفة ، بالإضافة إلى ترك أفراد وضباط الحرس الجمهوري لقمة سائغة في متناول الحوثيين ، إلا أن الحوثيين لم يشفعوا لـ " صالح " ولم يقدروا له ذلك الجميل ، فبدأوا بتضييق الخناق عليه ، حتى أصبح ظاهره إعلاميه أكثر مما هو شخص فاعل على أرض الواقع ، فرجاله باعهم بثمناً بخس ، كما تم التخلي عن دم العقيد خالد الرضي الذي قتله الحوثيون في جولة المصباحي بالعاصمة صنعاء قبل أشهر .
 
نعود إلى العميد طارق ، وفي ظل تواري رجال صالح من عسكريين وأمنيين ومسؤولين مدنيين عن المشهد وظهور رجال الحوثي ممسكين في زمام الأمور ، ظهر العميد طارق محمد عبدالله صالح كشخصيه فاعلية من خلال قيادته لمعسكر " الملصي " ، وبالتالي لم يعد هنالك من رجالات صالح يزعج الحوثيين بتحركاته سوى العميد طارق ، ولهذا عمد الحوثيين اليوم الأربعاء على نقل المعركة من جامع الصالح إلى منزل العميد طارق وحصار منزله ، والإشتباك مع رجاله ، بالإضافة إلى أن أي مواجهات تحدث بين الحوثيين وما تبقى من القوات المحسوبة على صالح ، فإن التعزيزات تصل من القوات التي لا زالت تحت إمرة العميد طارق ، وبالتالي فإن إستهداف طارق وكبح جماحه يعد بمثابة " القشة التي ستقصم ظهر صالح " .
 
حصار منزل طارق وسط العاصمة صنعاء من قبل الحوثيين يندرج ضمن سياسة الحوثيين التي عمدت على إهانة الكبير حتى لا يتطاول الصغير ، فلسان حال أنصار صالح يقول : " ما عسانا أن نفعل مادام ومنزل العميد طارق محاصر ، وجامع الصالح تم إقتحامه " ؟؟!
 
حتى كتابة هذا التقرير لا زال الهدوء الحذر هو سيد الموقف في محيط منزل العميد طارق والمناطق التي وقعت فيها الإشتباكات ، كون الحوثيين يريدون أن لا يؤثر ما حدث على فعاليتهم التي ستقام غداً في ميدان السبعين بمناسبة " المولد النبوي " ، وبعد ذلك سيتفرغ الحوثيين لإكمال مهمتهم في إستهداف كل من يقف أمامهم حتى وإن كان حليفهم الذي مهّد الطريق لهم !
*اليوم برس
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط https://telegram.me/alyompress


كلمات مفتاحية:


اقرأ ايضا :
< بن دغر يرأس اجتماعاً استثنائياً للجنة الأمنية والعسكرية في عدن
< تفاصيل إقتحام الحوثيين لجامع الصالح بصنعاء
< السيسي يأمر الجيش باستعادة الأمن بسيناء واستخدام "كل القوة الغاشمة"
< معلومات استخبارية تكشف عن استيلاء قيادي حوثي على مقتنيات ثمينة من متحف بصنعاء
< «الرباعية» تشدد على تعزيز آليات التفتيش لمنع تهريب أسلحة لليمن
< محاكم إب تعلّق العمل والنادي يمهل الحوثيين اسبوع لضبط عناصرهم الذين هربوا السجناء
< شاهد صور وتفاصيل جديدة لمبنى وزارة المالية الذي إستهدفته سياره مفخخة في عدن

اضف تعليقك على الفيس بوك
تعليقك على الخبر

ننبه الى ان التعليقات هنا تعبر عن كاتبها فقط ولا يتبناها الموقع، كما ننبه الى ان التعليقات الجارحة او المسيئة سيتم حذفها من الموقع
اسمك :
ايميلك :
الحد المسموح به للتعليق من الحروف هو 500 حرف    حرف متبقى
التعليق :
كود التحقق ادخل الحروف التي في الصورة ما تراها في الصورة: