أكد مركز الإفتاء للأزهر أن "تهنئة المسيحيين بأعيادهم أمر مرحب به شرعا إذ يصنف مثل التعبير عن الإحسان إليهم والبر بهم ويدخل في باب لين الكلام وحسن الخطاب، وهذا ما أمر به الله".
وقال الأزهر، في بيان نشره يوم الأحد: "دعا الإسلام إلى قيم التعايش والتسامح والاحترام، وربى أتباعه على ذلك، وهي قِيم لا تتنافى مطلقا مع اعتزاز كل صاحب دين بدينه، وتمسكه به، فكلما ازداد المسلم فهما للإسلام كلما ازداد احتراما لغيره".
وأضاف البيان: "تهنئة المسيحيين بأعيادهم تندرج تحت باب الإحسان إليهم والبر بهم، كما أنها تدخل في باب لين الكلام وحسن الخطاب، وجميع هذه الأمور أمرنا الله عز وجل بها مع الناس جميعا دون تفرقة، خاصة مع أهل الكتاب الذين قال الله تعالى في حقهم في سورة الممتحنة: "لاَ يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ في الدِينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوَهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ»، وقال أيضا في سورة البقرة: «وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا".
وتابع الأزهر: "كما أن جواز تهنئة المسيحيين بأعيادهم يتوافق مع مقاصد الدين الإسلامي ويبرز سماحته ووسطيته، وأن هذا الأمر من شأنه تزكية روح الأخوة في الوطن، والحفاظ على اللحمة الوطنية، ووصل الجار لجاره، ومشاركة الصديق صديقه فيما يسعده من مناسبات. والله تعالى أعلم".
ويطفو السؤال حول جواز تهنئة المسيحيين بأعيادهم في الشريعة على السطح في الدول ذات الأغلبية المسلمة في ظل اقتراب أعياد رأس السنة وميلاد السيد المسيح، ولقد أثار مؤخرا جدلا في بعض البلدان العربية وخاصة العراق.
وأصدر مفتي أهل السنة والجماعة في العراق، مهدي الصميدعي، فتوى تقضي بحرمة احتفال المسلمين بأعياد رأس السنة الميلادية وتهنئة المسيحيين بها، مما أثار أصداء واسعة في البلاد لا سيما بين أتباع الديانة الإسلامية، بينما أعلن كل من ديوان الوقف السني والمجمع الفقهي لأهل السنة رفضهما هذا الحكم وأكدا على جواز تهنئة غير المسلمين بأعياد رأس السنة والميلاد.
المصدر: RT