صوت مشرعون ألمان، اليوم الجمعة، بالموافقة على 100 مليار يورو كتمويل خاص لتعزيز جيش ألمانيا، ممهدين الطريق إلى حملة شراء ضخمة بعد 3 أشهر على بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا الذي دفع الحكومة إلى التحرك.
وفاز القرار بدعم واسع في الغرفة الأدنى للبرلمان الألماني بعد أن أجرى التحالف الحاكم للمستشار أولاف شولتز مفاوضات مطولة مع كتلة الاتحاد المعارضة الرئيسية.
وصوتت أغلبية مؤلفة من 593 نائبا لصالح التمويل، بينما عارضه 80 نائبا وامتنع 7 عن التصويت، وفقا للأسوشيتد برس.
غير أن القرار ما زال يحتاج إلى موافقة الغرفة العليا للبرلمان التي تمثل حكومات الولايات الألمانية.
وكان مشروع القرار أدى إلى انتقادات روسية، حيث ألمحت موسكو إلى ماضي ألمانيا النازي.
فقد انتقدت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الجمعة، خطة ألمانيا لتعزيز جيشها، معتبرة أن ذلك يعد "معاودة تسلح" في إشارة إلى حقبة النازية في ألمانيا بين العامين 1933و1945، وفقا لما ذكرته فرانس برس.
وكان شولتز أعلن عن التمويل في 27 فبراير، أي بعد 3 أيام من بدء العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وقال المستشار الألماني إن بلاده ستنفق الآن أكثر من 2% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع، وهو هدف وضعه حلف شمال الأطلسي "الناتو" وتباطأ تحقيقه طويلا.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا "نعتبر هذا تأكيدا إضافيا أن برلين قد سلكت طريق إعادة تسلح جديدة. نعرف كيف يمكن أن ينتهي ذلك"، بحسب فرانس برس.
ويبدو تصريح زخاروفا تلميحا إلى إعادة تسلح ألمانيا خلال حكم النازيين في ثلاثينيات القرن العشرين، والتي أعقبها إطلاق زعيمها أدولف هتلر الحرب العالمية الثانية بين عامي 1939-1945.
وفي وقت سابق الجمعة، اعتبرت روسيا أن تكثيف ألمانيا لعمليات تسليح جيشها من شأنه "زيادة مخاطر التصعيد"، وذلك ردا على مايبدو على قرار برلين تحديث جيشها وشراء 60 مروحية "شينوك" لتحديث جيشها، وخصوصا سلاح الجو الألماني.
الجدير بالذكر أنه منذ نهاية الحرب الباردة، قلصت ألمانيا حجم جيشها بشكل كبير من نحو 500 ألف عنصر عند إعادة توحيد البلاد عام 1990 إلى 200 ألف عنصر فقط حاليا.
بالإضافة إلى ذلك، يتذمر المسؤولون العسكريون باستمرار من حدوث أعطال في طائراتهم المقاتلة أو سفنهم ودباباتهم.
غير أن العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا كانت بمثابة نداء استفاقة في بلد يسوده التوجه السلمي منذ انتهاء الحقبة النازية.
والأربعاء الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الألمانية عزمها شراء 60 مروحية نقل عسكري من طراز "شينوك" التي تصنعها شركة بوينغ الأميركية، ضمن حملة شراء كبرى لتحديث الجيش الألماني.
ويعترف المسؤولون بأن الجيش الألماني عانى من الإهمال لسنوات، فيما أبلغت وزيرة الدفاع الألمانية، كريستين لامبرخت، البرلمان بأن الحكومة تريد شراء مروحيات شينوك.
وأوضحت قائلة "لقد ثبت ذلك، إنها عمود النقل الجوي الأوروبي، وبهذا النموذج، سنعزز قدرتنا على التعاون في أوروبا".
وأضافت وزارتها في بيان أن الخطة تتضمن شراء 60 مروحية طراز "شينوك - 47 إف"، دون أن تفصح عن تفاصيل مالية، لكن الوكالة الألمانية قالت إن حوالي 5 مليارات يورو من حزمة إنفاق 100 مليار يورو خصصت للشراء.
ووفقا لوثيقة، أطلعت عليها رويترز، فإن برلين ستنفق 40.9 مليار يورو على عمليات تطوير وشراء، تشمل طائرات جديدة من طرازي "يورو فايتر" و"إف-35" كبديل لطائرات تورنادو المقاتلة، وكذلك إقامة نظام للتحذير المبكر في الفضاء.
وتضمنت الوثيقة أيضا تخصيص 19.3 مليار يورو لسلاح البحرية و16.6 مليار يورو للقوات البرية، وذلك لشراء سفن وغواصات جديدة وتطوير بديل لمركبة المشاة القتالية "ماردر".
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك