قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) خليل الحيّة إنّ الحركة مستعدة للموافقة على هدنة لمدة خمس سنوات أو أكثر مع إسرائيل، معرباً في الوقت نفسه عن استعداد الحركة لإلقاء أسلحتها والتحول إلى حزب سياسي إذا أُقيمت دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967. وجاءت تصريحات خليل الحيّة خلال مقابلة يوم الأربعاء مع وكالة أسوشييتد برس في إسطنبول، وسط جمود لأشهر من محادثات وقف إطلاق النار. ووصفت الوكالة لهجة الحيّة خلال المقابلة بأنها كانت متحدية في بعض الأحيان وتصالحية في أحيان أخرى.
وأكد أن حركة حماس تريد الانضمام إلى منظمة التحرير الفلسطينية لتشكيل حكومة موحدة لغزة والضفة الغربية. وقال إن الحركة ستقبل بدولة فلسطينية ذات سيادة كاملة في الضفة الغربية وقطاع غزة، وعودة اللاجئين الفلسطينيين وفقاً للقرارات الدولية على حدود عام 1967. وأضاف أنه إذا حدث ذلك، فستُحَلّ كتائب القسام التي تُعَدّ الجناح العسكري للحركة. وتابع قائلاً: "كل تجارب الذين ناضلوا ضد المحتلين، عندما استقلوا وحصلوا على حقوقهم ودولتهم، ماذا فعلت هذه القوى؟ لقد تحولت إلى أحزاب سياسية، والقوات المقاتلة المدافعة عنهم تحولت إلى الجيش الوطني".
ولم يوضح خليل الحيّة خلال المقابلة ما إذا كان اعتماده الواضح لحلّ الدولتين سيكون بمثابة نهاية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي أو خطوة مؤقتة. ولم يصدر حتى اللحظة أي ردّ فعل من إسرائيل أو السلطة الفلسطينية على تصريحات الحية.
وتأتي تصريحات الحيّة في وقت تتواصل الحرب على غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، التي خلّفت أكثر من مئة ألف شهيد ومصاب ومفقود، إضافة إلى تدمير هائل في البنية التحتية لمختلف أنحاء قطاع غزة وتشريد نحو 80 بالمائة من سكانه. وتستعد إسرائيل حالياً لشنّ هجوم على مدينة رفح الواقعة جنوبيّ القطاع، حيث نزح أكثر من مليون فلسطيني، وتزعم إسرائيل أن الهجوم على رفح ضروري لتحقيق النصر على حماس.
ويرى خليل الحيّة أن مثل هذا الهجوم لن ينجح في تدمير حماس. إذ أكد أن الاتصالات بين القيادة السياسية في الخارج والقيادة العسكرية داخل غزة "لم تنقطع" خلال الحرب، حيث تجري "الاتصالات والقرارات والتوجيهات بالتشاور" بين المجموعتين. وفي حين نبّه الحية إلى أن القوات الإسرائيلية "لم تدمر أكثر من 20 بالمائة من قدرات حماس"، تساءل قائلاً: "إذا لم يتمكنوا (الإسرائيليون) من القضاء على حماس، فما الحل؟ الحل هو الذهاب إلى الإجماع".
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني، نجحت الوساطة القطرية في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، واستمر لمدة أسبوع بموجبه إطلاق سراح أكثر من 100 محتجز مقابل الإفراج عن نساء وأطفال أسرى في سجون الاحتلال، غير أن المحادثات من أجل هدنة طويلة الأمد وإطلاق سراح المحتجزين الباقين متعثرة الآن، حيث يتهم كل جانب الآخر بالتعنت. ونفى الحية أن يكون هناك انتقال دائم للمكتب السياسي للحركة من قطر، وقال لأسوشييتد برس، إن حماس تريد أن ترى الدوحة مستمرة في دورها وسيطاً في المحادثات بعدما قالت إنها بدأت في الأيام الأخيرة تجري "إعادة تقييم" لدورها وسيطاً، بعد تعرضها لحملات تحريض إسرائيلية وأميركية.
وبشأن المفاوضات، قال الحيّة إنّ حماس قدمت تنازلات في ما يتعلق بعدد الأسرى الفلسطينيين الذين تريد إطلاق سراحهم مقابل إطلاق سراح المحتجزين الباقين. وذكر أن الحركة لا تعرف بالضبط عدد المحتجزين الذين ما زالوا على قيد الحياة. لكنه أوضح أن حماس لن تتراجع عن مطالبتها بوقف دائم لإطلاق النار والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية، وهو الأمر الذي ترفضه إسرائيل، قائلة إنها ستواصل عملياتها العسكرية حتى هزيمة حماس نهائياً، وستحتفظ بوجود أمني في غزة بعد ذلك.
تعليقاً على ذلك، قال الحيّة: "إذا لم نكن متأكدين من أن الحرب ستنتهي، فلماذا نقوم بتسليم الأسرى؟". ولمّح الحيّة ضمنياً بأن تهاجم حماس القوات الإسرائيلية أو غيرها من القوات التي قد تتركز حول رصيف عائم تسعى الولايات المتحدة لبنائه على طول ساحل غزة لإيصال المساعدات من طريق البحر. وقال الحيّة: "نحن نرفض بشكل قاطع أي وجود غير فلسطيني في غزة، سواء في البحر أو البر، وسنتعامل مع أي قوة عسكرية موجودة في هذه الأماكن، إسرائيلية أو غيرها… كقوة احتلال".
ولفت الحيّة كذلك إلى أنّ حماس غير نادمة على عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، نافياً أن يكون مسلحو حماس قد استهدفوا مدنيين خلال الهجمات، وقال إن العملية نجحت في تحقيق هدفها المتمثل بإعادة اهتمام العالم بالقضية الفلسطينية. ووفقاً للحيّة، فإن المحاولات الإسرائيلية للقضاء على حماس ستفشل في نهاية المطاف في منع الانتفاضات الفلسطينية المسلحة في المستقبل. واختتم حديثه متسائلاً: "دعونا نقول إنهم دمروا حماس، فهل ذهب الشعب الفلسطيني؟".
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك