شهدت أسعار الألماس تراجعاً كبيراً في العامين الماضيين، وفق تقرير بصحيفة ذا غارديان البريطانية نُشِر السبت. وقال التقرير إن الأسعار تنخفض بسرعة ولا تظهر أي علامات على التوقف. وأصبحت تكلفة الألماس الطبيعي أقل بنسبة 26% في المتاجر مما كانت عليه قبل عامين، وهذا بالنسبة للطبيعي، بينما تراجع سعر المزروع في المختبر بنسبة 74%.
وقال صائغ في نهاية هذا الأسبوع في هاتون غاردن، مركز تجارة الألماس في لندن، للصحيفة: "إنه وقت سيئ للألماس". وتابع: "من المحتمل أن تكون الأسعار أرخص في غضون أسابيع قليلة".
وذكرت شركة دي بيرز، وهي أكبر اسم في مجال الألماس، الشهر الماضي، أنها بدأت عام 2024 بمخزون ضخم من الألماس بقيمة ملياري دولار ولم تتمكن من نقله بحلول نهاية العام. وخفضت الشركة الإنتاج في مناجمها بنسبة 20%، وطرحتها مالكتها شركة أ"نغلو أمريكان" للبيع.
ويقول خبراء وفقاً لصحيفة ذا غارديان إن هناك عدة أسباب وراء الانخفاضات الكبيرة، وفقا لإيدين غولان، الشريك الإداري لشركة Tenoris التي تتتبع أسعار بيع التجزئة للألماس. وقال غولان: "بعد كوفيد، كان هناك ارتفاع كبير في الطلب على الألماس"، وهو جزء من "الإنفاق الانتقامي" الذي أدى إلى ازدهار ما بعد الوباء في الكماليات وحفلات الزفاف المعادة جدولتها. وبعد تلبية هذا الطلب الضخم، حدث انخفاض. لكن السؤال هو: لماذا يستمر؟
ويجيب التقرير بالقول إن انخفاض الطلب في الصين والكآبة التي تخيم على الاقتصاد العالمي وانخفاض حالات الزواج من العوامل الكبيرة، ولكن التغيير الأكبر هو ظهور الألماس المزروع في المختبر، والذي يجرى تصنيعه في مفاعلات البلازما. وكان صنع هذا النوع يستغرق أسابيع، ولكن يمكن الآن زراعته في بضع ساعات مقارنة بمليارات السنين بالنسبة للأحجار الطبيعية.
ويضيف، كما أن تتبع مصدرها أسهل بكثير من تتبع الألماس المستخرج، ما يعني أن العملاء من جيل الألفية ينظرون إلى المنتجات المزروعة في المعمل على أنها أكثر أخلاقية. ويمثل الاصطناعي الآن 45% من سوق مجوهرات الزفاف، وهو ما يمثل ضربة كبيرة لأمثال شركة دي بيرز المتخصصة في الألماس الطبيعي.
وتتتبع Tenoris أسعار الألماس في أكثر من 2000 متجر في جميع أنحاء الولايات المتحدة. وبلغ متوسط سعر الطبيعي قيراط واحد ذروته عند 6819 دولارًا في مايو 2022، وبحلول ديسمبر/كانون الأول الماضي، انخفض السعر إلى 4997 دولارًا، وذلك بانخفاض نسبته 26.7%. كما انخفض سعر النوع المعادل المُنتج في المختبر من 3410 دولارات في يناير 2020 إلى 892 دولارًا فقط في ديسمبر، وهو انخفاض بنسبة 73.8%.
وقال روبرت ويليس، مدير شركة E Katz & Co، أقدم صائغ مجوهرات في هاتون غاردن: "إن العملاء ما زالوا ينفقون أموالاً كبيرة على الألماس، حيث تتراوح ميزانيتهم بين 5000 إلى 8000 جنيه إسترليني للخاتم، وهو ما يقرب من ضعف ما أنفقوه قبل عشر سنوات، ويستمر الكثيرون في اختيار الألماس الطبيعي".
من جانبه، يقول جيفري فارو من شركة رافائيل، وهو صائغ على الجانب الآخر من الشارع في هاتون غاردن: "يبدو أن المنتجات المزروعة في المختبر تبدو غريبة، ولكنها يجرى تصنيعها وشراؤها". ويرى أن السعر سوف ينخفض أكثر فأكثر.
ويشمل سوق الألماس العالمي قطاعات مختلفة، بما في ذلك المصقول والخام، ويأتي الطلب من أسواق المجوهرات والتطبيقات الصناعية. وقد أدى تزايد شعبية الألماس بين المستهلكين، وخاصة بين جيل الألفية، إلى زيادة الطلب على المجوهرات الماسية، التي باتت تعد عنصراً رئيسياً في القيمة السوقية الإجمالية. وتقدر شركة "ستاتيستا" للإحصائيات الاقتصادية القيمة السوقية الإجمالية للألماس في العالم بنحو 101.03 مليار دولار في العام الماضي 2024.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك