زيلينسكي في لندن لإجراء محادثات غداة مشادته مع ترامب

 

وصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى لندن أمس السبت لإجراء محادثات مع رئيس الوزراء كير ستارمر، ثم الملك تشارلز الثالث وحلفاء كييف الأوروبيين، غداة مشادته الحادة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وقال المتحدث باسم زيلينسكي للصحافيين "نحن في لندن"، مضيفاً أن اللقاء مع ستارمر مقرر في وقت مبكر من مساء السبت قبل الاجتماع في اليوم التالي مع الملك وحضور قمة مع الزعماء الأوروبيين.

وأعلن زيلينسكي أنه ما زال "مستعداً" لتوقيع اتفاق المعادن مع الولايات المتحدة بعد عدم التوقيع عليه إثر المشادة الكلامية مع ترامب. وقال في منشور على منصة إكس "نحن مستعدون للتوقيع على اتفاق المعادن، وستكون الخطوة الأولى نحو ضمانات أمنية".

واتهم ترامب نظيره الأوكراني بعدم "الامتنان" للمساعدات العسكرية الأميركية، وقال في وقت لاحق إنه "أظهر عدم احترام للولايات المتحدة الأميركية في مكتبها البيضاوي". وأورد زيلينسكي في منشوره "من الحيوي بالنسبة لنا أن نحظى بدعم الرئيس ترامب. إنه يريد إنهاء الحرب، لكن لا أحد يريد السلام أكثر منا".

كان من المقرر أن يوقع خلال الزيارة اتفاقاً بشأن الاستغلال المشترك للمعادن مع واشنطن، لكن مسؤولين في إدارة ترامب طلبوا منه المغادرة بعد المشادة، حسب ما ذكرت وسائل إعلام أميركية.

وسارع الزعماء والسياسيون الأوروبيون إلى الدفاع عن زيلينسكي بعد المشادة. كما ظهر بيترو بوروشينكو، غريم زيلينسكي السياسي وسلفه، مدافعاً عن الرئيس في منشور على "فيسبوك". وقال بوروشينكو "توقع البعض مني أن أنتقد زيلينسكي. لكن لا، لن تكون هناك أي انتقادات، لأن هذا ليس ما تحتاجه البلاد الآن". وأضاف "نأمل حقا أن يكون لدى الرئيس زيلينسكي خطة بديلة".

في الأثناء، دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته في تصريح لشبكة "بي بي سي" السبت الولايات المتحدة وأوكرانيا وأوروبا إلى "التكاتف" من أجل ضمان "سلام دائم". وقال روته "تحدثت هاتفياً مرتين حتى الآن مع الرئيس زيلينسكي. قلت له: نحن بحاجة إلى التكاتف، الولايات المتحدة وأوكرانيا وأوروبا، لتحقيق سلام دائم في أوكرانيا".

من جهتها، دعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إلى تخفيف أحكام الميزانية المحلية والأوروبية من أجل تسهيل دعم أوكرانيا. وفي تصريح متلفز رداً على المناوشة اللفظية التي وقعت الجمعة في البيت الأبيض، قالت بيربوك إنها ستدفع "من أجل مزيد من المرونة في ميثاق الاستقرار والنمو" الأوروبي.

وأضافت أنها ستعمل أيضا على إدخال "إصلاح جذري لآلية الحد من الديون" المنصوص عليها في دستور ألمانيا، من أجل إتاحة تقديم المزيد من المساعدة لكييف. واعتبرت الوزيرة الألمانية أن مثل هذه الإجراءات يمكن أن تساعد "أوكرانيا على الصمود في وجه العدوان الروسي حتى لو سحبت الولايات المتحدة دعمها، حتى تتمكن من تحقيق سلام عادل وليس الاستسلام".

وتابعت بيربوك "الكثير منكم ربما ناموا قلقين بعد رؤية مقاطع الفيديو الفظيعة من البيت الأبيض"، مضيفة "بصراحة، لقد شعرت بالقلق أيضا". وقالت "للأسف لم يكن هذا كابوساً، بل كان حقيقة ثقيلة". وشددت "يتعين علينا أكثر من أي وقت مضى الدفاع عن النظام الدولي القائم على القواعد وقوة القانون ضد قانون الأقوى. وإلا فلن تتمكن أي دولة حرة لها جارة أقوى منها من أن تنام بسلام".