نفى مصدر في وزارة الخارجية السورية، اليوم ، الأخبار المتداولة عن توقيع اتفاقية أمنية مع إسرائيل في سبتمبر/ أيلول المقبل. ونقل التلفزيون العربي عن المصدر قوله، إن الأخبار المتداولة عن توقيع اتفاقية أمنية مع إسرائيل غير صحيحة. جاء هذا النفي بعد أن نقل موقع "اندبندنت عربية" أمس الخميس عن مصادر سورية وصفها بـ"الرفيعة" قولها إن سورية وإسرائيل ستوقعان اتفاقاً أمنياً برعاية الولايات المتحدة في الخامس والعشرين من سبتمبر المقبل.
وأوضحت المصادر ذاتها أن خطاباً للرئيس السوري أحمد الشرع في نيويورك سيسبق التوقيع على الاتفاق، ضمن مشاركته باجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأشارت إلى أن تل أبيب ودمشق لن توقعا اتفاق سلام شامل في المستقبل القريب وسيقتصر الاتفاق على الجانب الأمني لوقف التوترات.
وفي هذا الصدد قال الباحث في مركز جسور للدراسات وائل علوان لـ "العربي الجديد"، إن "العلاقة بين الحكومة السورية وحكومة إسرائيل معقدة جداً ولا يمكن الذهاب إلى تفاهمات دون أن تقدم إسرائيل أي بادرة للتوقف عن تدخلها العسكري والأمني في سورية"، موضحاً أن "هناك مناطق واسعة اجتاحتها إسرائيل والاعتداءات مستمرة، كما أن التدخل في الشؤون الداخلية السورية مستمر".
وأضاف علوان "المشكلة الرئيسية أن إسرائيل بعد صلف القوة واستخدامها لفرط القوة في المنطقة عموماً باتت غير ملتزمة حتى بالتعهدات أو الاتفاقيات التي تبرمها وبالتالي لا وجود لضمانات حقيقية لالتزام إسرائيل، من هذا المنطلق تحاول الولايات المتحدة الأميركية بالفعل إيصال سورية وإسرائيل إلى وقف إطلاق نار حقيقي وإلى هدنة مستدامة طويلة الأمد".
ورأى علوان أن "الولايات المتحدة الأميركية اقتنعت أن الذهاب إلى السلام حالياً والدخول في الاتفاقات الإبراهيمية (التطبيع) غير ممكن"، معتبراً أن "الأمر ليس متعلقاً بالحكومة السورية وإنما بمدى جاهزية الجانب الإسرائيلي وعدم قبوله بتقديم أي تنازلات، وفي النهاية هناك شرعية دولية حتى وإن كانت غير قادرة على استعادة الحق على الأرض، لكنها تبقى مرجعية في أن الاحتلال الإسرائيلي يجب أن يعود عن كامل المناطق التي اقتحمها بعد ديسمبر/كانون الأول 2024". إلا أنه استدرك "كان هناك رسائل عديدة من الجانب الإسرائيلي أنه لن يقوم بذلك وأن إسرائيل لن تلتزم بذلك".
وأشار علوان إلى أن "الحكومة السورية صادقة وجادة في أنها لا تريد مشكلات ولا تريد الذهاب إلى مواجهات لا حالياً ولا مستقبلاً لأنها منشغلة فعلياً بمرحلة إعادة البناء وبمرحلة ترميم عقود من التفكيك والفساد والإفساد الذي خلقه نظام الأسد الأب والابن في سورية". وتابع "سورية غير جاهزة ولا تريد أن تدخل في مواجهات مع أي طرف إقليمي أو دولي"، لكن هذا الأمر في رأيه لا يعطي "رسائل طمأنة لإسرائيل، بل يعطيها رسائل أن الحكومة السورية ضعيفة وأن إسرائيل تستطيع أن تتمادى في تجاوزاتها بمعنى أن إسرائيل تقرأ الرسائل التي أرسلتها الحكومة في دمشق بطريقة مختلفة".
وأشار الباحث إلى أن "هناك استياء إقليمياً ودولياً من عنجهية إسرائيل من كل هذا الحجم من الفوضى التي تخلقها في المنطقة". وختم بالقول: "هناك تفاهمات ترعاها الولايات المتحدة الأميركية وتضغط على إسرائيل لإلزامها بها ونفي الحكومة السورية اليوم جاء لأنه لا يوجد فعلياً إلى الآن جدول زمني واضح ورسمي بذلك. لكن المسار موجود والرعاية والدعم الأميركي للمباحثات موجود فعلاً".
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك