لماذا تعد الكابلات الموجودة تحت البحر الأحمر مهمة جدًا.. وماذا سيحدث إذا تم قطعها؟

 

 رغم استخدامك خيارًا لاسلكيًا للاتصال بالإنترنت، مثل خدمة الإنترنت المنزلية من T-Mobile التي تعتمد على شبكة الجيل الخامس، إلا أن عملية ربط العالم بالإنترنت لا تزال قائمةً على الأسلاك.

فعلى سبيل المثال، وفقًا لموقع Telegeography، يُستمد أكثر من 50% من عرض النطاق الترددي للعديد من الدول من كابلات الألياف الضوئية الممتدة على طول قاع البحر الأحمر، كما يمر أكثر من 90% من البيانات بين أوروبا وآسيا عبر هذه الكابلات.

في حال حدوث أي ضرر يُلحق بهذه المكونات الأساسية للبنية التحتية للإنترنت، فقد تحدث انقطاعات وتأخيرات هائلة.

كان هذا هو الحال في خريف عام ٢٠٢٥، عندما واجهت خدمات الحوسبة السحابية، مثل مايكروسوفت أزور، ومؤتمرات الفيديو، ومنصات التداول، تأخيرًا ملحوظًا في الاستجابة في مناطق آسيا والشرق الأوسط، وفقًا لما ذكرته وكالة أسوشيتد برس.

وتشتبه السلطات في أن سفينة تجارية كبيرة قد علقت ببعض الكابلات المغمورة وألحقت بها أضرارًا أثناء محاولتها تثبيت نفسها.

لحسن الحظ، لم تكن أي دولة معطلة تمامًا، إذ كان من الممكن إعادة توجيه حركة الإنترنت عبر كابلات أخرى. ومع ذلك، ومع اضطرار بعض مناطق العالم إلى تجاوز مسارات البيانات عبر البحر الأحمر، وصلت الكابلات البديلة فجأةً إلى مستويات متزايدة من ازدحام الشبكة، مما تسبب في تباطؤ ملحوظ.

لماذا يعتبر زمن الوصول على هذا النطاق ضارًا جدًا؟

قد تظن أن بطء الإنترنت مزعج، ولكنه ليس سيئًا إلى هذا الحد، أليس كذلك؟ في الواقع، عندما تتضرر هذه الكابلات البحرية المهمة وتعاني البنية التحتية من بطء الاستجابة، فإن الأمر لا يقتصر على مجرد تمرين على الصبر، بل له عواقب وخيمة على الأسواق والشركات.

فمع وجود العديد من الكيانات التي تُجري معاملات آنية، فإن تزايد تأخير المنصات لا يُسبب انخفاضًا في الإنتاجية والمبيعات فحسب، بل يُؤدي أيضًا إلى ارتفاع تكاليف العمليات.

تخيّل أنك وسيطٌ يواجه عطلًا مفاجئًا في الإنترنت، فيستغرق ثوانٍ أكثر من المعتاد لتأكيد الصفقات أو حتى للاطلاع على بيانات السوق المُحدّثة آنيًا. بالنسبة لتجار التجزئة، ووفقًا لدراسة أجرتها شركة بورتنت ، فإن الموقع الذي يُفتح خلال ثانية واحدة يحقق معدل تحويل عملاء أعلى بثلاث مرات من الموقع الذي يُفتح خلال خمس ثوانٍ.

قد يتعرض موظفو الشركات الدولية أيضًا لاضطرابات كبيرة عند تأخر البنية التحتية للإنترنت. قد تتعطل قواعد البيانات ونقل الملفات واجتماعات الفيديو تدريجيًا، حيث تواجه فرق العمل من مختلف المناطق صعوبة في إنجاز المهام اليومية.

كم من الوقت يستغرق إصلاح كابل تحت الماء مقطوع وما الذي يمكن فعله للتخفيف من العواقب؟

تؤثر عدة عوامل على طول عملية إصلاح الكابل، وهي عملية ليست سهلة بالتأكيد. أولاً، يجب تحديد الموقع الدقيق للجزء التالف، إذ تمتد هذه الكابلات على طول البحر الأحمر وما وراءه.

ثم تُرسل سفينة مُعدّلة خصيصًا إلى المنطقة، وبناءً على العمق، يُمكن إما سحب الكابل إلى السطح لإصلاحه على متن السفينة، أو يتطلب الأمر نزول غواصين إلى قاع البحر لإصلاحه في الموقع. هذا يعني أن الإصلاح الكامل قد يستغرق عدة أسابيع، مما يُسبب اضطرابًا مستمرًا في المناطق المتضررة من العالم.

 كما يُمكن أن تؤثر هذه الحوادث على العلماء الذين يخططون لاستخدام تقنية الألياف الضوئية للكشف عن الزلازل والمد والجزر عبر الكابلات البحرية.

للأسف، فإن أحداث البحر الأحمر عام ٢٠٢٥ ليست الحادثة الوحيدة التي لحقت بها أضرار بالكابلات. فقد وقع حادث آخر في البحر الأحمر قبل عام واحد فقط في عام ٢٠٢٤، حيث انقطعت ثلاثة كابلات، مما تسبب في مشاكل في الاتصال بين ثلاث قارات.

في أعقاب هذه الانقطاعات الكبيرة في خدمة الإنترنت، يدعو البعض إلى بدائل أفضل، إذ أن مجرد إعادة توجيه حركة مرور الشبكة غير مجدٍ.

قد تستفيد الشركات من اتخاذ إجراءات استباقية من خلال توفير أنظمة أكثر تكرارًا، مثل خدمات استضافة البيانات الاحتياطية، وتوزيع مسارات البيانات للمساعدة في تقليل الاعتماد على نقاط الاختناق الشهيرة مثل البحر الأحمر.

 

*ترجمة يمن شباب نت