الجيش اللبناني يعتقل نوح زعيتر أخطر المطلوبين بتجارة المخدرات

الجيش اللبناني يعتقل نوح زعيتر أخطر المطلوبين بتجارة المخدرات
 
أوقف الجيش اللبناني، اليوم، في عملية نوعية في منطقة بعلبك، نوح زعيتر، وهو أحد أبرز مروجي المخدرات وأخطر المطلوبين للقضاء اللبناني. واكتفى الجيش اللبناني في بيان له بالإشارة إلى أن الموقوف يُدعى "ن.ز"، من دون أن يعلن اسمه بالكامل، وهي طريقة معتمدة من قبل الجيش عند إعلانه توقيفات، لكنه وصفه بأحد أخطر المطلوبين، وقد أُوقف بكمين على طريق الكنيسة – بعلبك.
وأعلنت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني أنها تمكنت، اليوم الخميس، وبعد سلسلة عمليات رصد ومتابعة أمنية دقيقة، من توقيف المواطن (ن.ز.) في كمين نُفِّذ على طريق الكنيسة – بعلبك. وأوضح الجيش في بيانه أن الموقوف "يُعد من أخطر المطلوبين في لبنان، وهو ملاحق بعدد كبير من مذكرات التوقيف بجرائم تشمل تأليف عصابات تنشط في مناطق لبنانية عدة في الاتجار بالمخدرات والأسلحة وتصنيع المواد المخدرة، إضافة إلى السلب والسرقة بقوة السلاح". وأشار البيان إلى أن الموقوف "كان قد أقدم في تواريخ سابقة على إطلاق النار باتجاه عناصر ومراكز للجيش ومنازل لمواطنين، فضلاً عن تورطه في خطف أشخاص مقابل فدية مالية". وأكد الجيش أن التحقيق بوشر مع الموقوف بإشراف القضاء المختص.
وتأتي هذه العملية في إطار سلسلة العمليات النوعية التي يقوم بها الجيش اللبناني في إطار ملاحقة المطلوبين ومروجي المخدرات والمخلّين بالأمن في مختلف المناطق اللبنانية، وقد شملت اليوم أيضاً عكار، شمالي البلاد، حيث أُوقف مروّج، وضبطت بحوزته كمية كبيرة منها بالإضافة إلى ذخائر حربية. ويوم الثلاثاء، استشهد عسكريان وأصيب ثلاثة بجروح نتيجة اشتباكات مع مطلوبين في أثناء تنفيذ مديرية المخابرات سلسلة عمليات دهم بمؤازرة وحدة من الجيش في منطقة الشراونة – بعلبك.
وخلال الاشتباكات، أصيب المطلوب (ح.ع.ج.) الذي كان من بين مطلقي النار على الجيش، وما لبث أن فارق الحياة، وهو من أخطر المطلوبين بجرائم مختلفة، منها إطلاق النار على دوريات للجيش بتواريخ مختلفة، والتسبب باستشهاد أربعة عسكريين وإصابة ضابط، إضافة إلى الخطف والسرقة والسلب بقوة السلاح والاتجار بالمخدرات.
وقال الوكيل القانوني لنوح زعيتر، المحامي أشرف الموسوي لـ"العربي الجديد"، إن نوح زعيتر بحقه ما يقارب ألف ملف قضائي عالق، وسأبدأ متابعتها. وكشف عن توقيف زعيتر في عملية أمنية دقيقة جداً من المخابرات في منطقة البقاع، وهو لم يقاوم ولم يطلق أي رصاصة في اتجاه الجيش، وقد نُقل إلى وزارة الدفاع، مشيراً إلى أن أغلب الأحكام الغيابية الصادرة بحقه مرتبطة بجرائم مخدرات فقط، لا سرقة سيارات ولا خطف. وحول توقيت التوقيف، قال الموسوي إنه مرتبط بحملات المداهمات الواسعة التي تقوم بها المخابرات بقرار أمني وسياسي في البقاع ومختلف المناطق اللبنانية.
وفي مارس/ آذار 2023، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية ضمّ نوح زعيتر إلى لائحة العقوبات، إلى جانب حسن دقّو، وأربعة سوريين مقرّبين من الرئيس السوري السابق بشار الأسد، وذلك على خلفية دعمهم نظام الأسد، وضلوعهم في تجارة الكبتاغون، ولصلة دقّو وزعيتر بحزب الله، علماً أن دقّو أُلقي القبض عليه في عام 2021 لارتباطه بتهريب شحنة كبيرة من الكبتاغون اعتُرضت في ماليزيا وكانت في طريقها إلى المملكة العربية السعودية، لكن بحسب الخزانة، فإن منتسبين إلى حزب الله سهّلوا قدرته على الاستمرار في إدارة أعماله في أثناء وجوده في السجن.
كذلك أشارت الخزانة الأميركية إلى أنشطة زعيتر غير المشروعة تحت حماية الفرقة الرابعة، في قوات نظام الأسد، وبعض أعضاء حزب الله، وتدخله في الحرب السورية لمصلحة الحزب. وبقي زعيتر حراً رغم الأحكام ومذكرات التوقيف الصادرة بحقه، وعجزت القوى العسكرية عن توقيفه، علماً أن بعض المداهمات قاومها زعيتر بالسلاح، وأصيب في إحداها، ودخل على أثرها المستشفى، لكنه تمكن من الفرار.
وظهر زعيتر في العديد من المقابلات الصحافية وبعض المناسبات في مناطق البقاع وبعلبك خصوصاً، وسط اتهامات لبعض الشخصيات التي تدور في فلك حزب الله ومحوره بدعمه وتأمين الغطاء الأمني له، لكن الحزب دائماً ما كان ينفي ذلك. واتّصل اسم زعيتر بالعديد من الاعتداءات الإسرائيلية التي طاولت البقاع وبعلبك، بحيث انتشرت أخبار في بعض العمليات عن أنه كان مستهدفاً فيها، وأنه اغتيل، لكن سرعان ما كان يتبين عدم صحة هذه الأخبار. ويأتي توقيت هذه العملية في وقتٍ يتعرّض فيه الجيش اللبناني لحملات تحريض، منها داخلية، وهجمات أبرزها كان من أعضاء بارزين في الكونغرس الأميركي، ما استدعى قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل إلى إلغاء زيارته لواشنطن التي كانت مقررة يوم الثلاثاء.
وتأتي الهجمة على الجيش لأسباب عدة غير معلنة، لكن مُسرّبة، ترتكز على البيانات التي يصدرها وتكون موجهة ضد إسرائيل، ووصفه لها بالعدو، إلى جانب بعض الانتقادات التي تطاول طريقة تطبيقه خطة حصر السلاح، خصوصاً مع رفضه طلب إسرائيل تفتيش المنازل وإجراء مداهمات فيها لنزع السلاح، علماً أن من أهداف الضغوط أيضاً دفع لبنان إلى قبول التفاوض المباشر مع إسرائيل، وهو ما تصبو إليه أميركا، ومن خلفها إسرائيل، الأمر الذي سبق أن تحدث عنه الموفد الأميركي توماس برّاك بدعوته الرئيس جوزاف عون إلى الاتصال برئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو للتخلص من كل الرواسب.
وتؤكد مصادر الجيش اللبناني لـ"العربي الجديد" مُضيّه رغم كل الحملات التي يتعرّض لها بتطبيق خطته لحصر السلاح، وإتمام المرحلة الأولى منها في جنوب نهر الليطاني بنهاية العام الجاري، رغم بعض المعوقات الموجودة المتصلة باستمرار الاحتلال الإسرائيلي لبعض النقاط في الجنوب. كذلك تشدد على أن عمليات الجيش لا تقتصر على سحب السلاح من حزب الله، بل من داخل المخيمات الفلسطينية ومن جميع الفصائل والقوى المسلحة، إلى جانب مهامه على صعيد منع التهريب وملاحقة مروجي المخدرات، وقد نجح في الفترة الماضية في توقيف كبار العصابات وتجار الكبتاغون، وإقفال أكبر معامل المخدرات، وتفكيك مخازن وشبكات تهريب دولية، وقد لاقت عملياته ترحيباً داخلياً ودولياً.
 
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط https://telegram.me/alyompress

اضف تعليقك على الفيس بوك
تعليقك على الخبر

ننبه الى ان التعليقات هنا تعبر عن كاتبها فقط ولا يتبناها الموقع، كما ننبه الى ان التعليقات الجارحة او المسيئة سيتم حذفها من الموقع
اسمك :
ايميلك :
التعليق :
كود التحقق ادخل الحروف التي في الصورة: