قال محافظ عدن الجديد اللواء جعفر محمد سعد أن مطالب الانفصال في جنوب اليمن ستنحسر مؤكدا ان شعب اليمن باكمله هو من سيدافع عن الوحدة اليمنية .
وكشف اللواء جعفر في حديث لصحيفة الوطن السعودية أن لدى المقاومة الشعبية خطة جاهزة لتحرير صنعاء، مؤكدا أنها حققت حتى الآن نجاحا كبيرا على أرض الواقع، متوقعا أن يكون تحرير العاصمة قريبا.
وتناول سعد في حديثه لـ "الوطن" مشاركته في تحرير عدن، حيث أصيب على أرض المواجهات وتم علاجه في السعودية، ثم عاد لإنقاذ مسقط رأسه من براثن الحوثيين حتى حقق حلمه.
وأشار سعد إلى أن دعاوى الانفصال في اليمن موجودة منذ وقت طويل، بسبب السياسات الخاطئة للرئيس (المخلوع) علي عبدالله صالح، متوقعا انحسار تلك الدعاوى في المستقبل القريب بعد الانتهاء من التمرد، وبداية عهد الدولة اليمنية الجديدة. إضافة إلى كثير من التفاصيل التي تطالعونها بين سطور الحوار التالي:
بداية، هل ترى تناقضا بين تخصصك العسكري والمهمة الجديدة الموكلة إليك؟
المحافظ هو رئيس المجلس العسكري للدفاع والأمن بأي محافظة، والمسؤوليات الأمنية تأتي ضمن منظومة أعماله، وعليه فليس غريبا ولا جديدا تعيين شخصية مثلي في مثل هذا المنصب، وأنا أعمل بالقانون واللوائح، والأنظمة تحدد مهامي، ولدي دراية تامة بها.
أرغمت على الخروج من عدن بعد حرب 1994، واليوم تعود إليها محافظا، كيف تقرأ هذه المفارقات؟
هذه المعلومة ليست دقيقة 100%، فلقد عدت في مارس الماضي للدفاع عن عدن، وتعرضت لإصابة بطلقتين في ظهري، عندما تعرضت لهجوم استهدفني أنا ووزير الدفاع، وقائد اللواء فيصل رجب، وتلقيت العلاج في المملكة العربية السعودية، حيث تم إخراج الطلقتين من ظهري في عملية أجريت لي هناك. ثم رجعت إلى عدن وكنت قائد الجيش الذي حررها.
من واقع خبرتك العسكرية، ما توقعاتك بشأن تحرير صنعاء؟
تم وضع خطة مدروسة بشكل جيد لهذا الغرض، ولكل مرحلة أهدافها، والقيادات العسكرية المعنية، حققت نسبة كبيرة من الخطة، ما انعكس على أرض الواقع، وأنا مطمئن بأن كافة المراحل الباقية سوف يتحقق الهدف الرئيس منها. وهي تسير وفق ما هو مخطط لها.
ما رسالتك للقيادات العسكرية؟
الدور الأكبر هو للتحالف العربي بقيادة الشقيقة المملكة العربية السعودية، فهم لم يقدموا لنا دعما فحسب، وإنما قدموا أيضا أرواح أبنائهم من أجل إنقاذ اليمن في المقام الأول، فشكرا للملك سلمان والشيخ محمد بن زايد. ورسالتي للقيادات في الميدان أن يعلموا أن عملهم في المقام الأول من أجل الحفاظ على اليمن وشعبه، والنصر سيكون حليفهم قريبا.
ما تفسيرك للتفجيرات والاغتيالات التي أعقبت تحرير عدن؟
تبدو عدن في الوقت الحالي وكأنها خرجت من حرب عالمية، حيث شمل الدمار ما يقارب 75% من البنية التحتية والمؤسسات الحكومية،ومنازل المواطنين، مع انعدام الكهرباء والغاز، كما نهبت ميليشيات الحوثي وقوات صالح كل ما وجدته في عدن من مقدرات وأموال وخزانات عامة ووثائق وإمكانات، وعاثوا فيها فسادا وتدميرا، وقتلوا الأبرياء، ونسفوا كل مقومات العيش والحياة.
واليوم، تمت تلبية 40% من احتياجات المدينة، ولا نستغرب تحرك الخلايا النائمة هنا وهناك من بقايا صالح والحوثي، وما يثيرونه من فوضى وإشاعات، وهناك نية حقيقية للقضاء عليهم وتوجيهات واضحة وصريحة من رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، بإجراءات عاجلة وسريعة لإعادة ترتيب الأمور، لتبقى عدن آمنة مستقرة.
إلى أي مدى تؤثر هذه الخلايا على سير أعمالكم؟
لم يؤثروا فيها أثناء احتلالهم المدينة، فأنى لهم اليوم بعد تحرير عدن. وإذا كانت توجد خلايا نائمة أو مجاميع فوضوية، فإننا قادرون، بإذن الله، على اجتثاثها تماما.
هل أصبحت الأجواء ملائمة لعودة الدراسة؟
عاد الطلاب إلى مقاعد الدراسة قبل أسبوعين، وعودة الحياة إلى طبيعتها في عدن من شأنه أن يطرد بقايا الحوثيين، ويسهم في انتعاش المدينة، ويكشف من يقف خلف تلك الأعمال التخريبية.
ما أبرز العقبات التي تواجهكم حاليا؟
الملف الأمني وتشغيل المؤسسات المرتبطة بحياة المواطن في المقام الأول.
ما تعليقك على الأصوات المنادية بالانفصال؟
المطالبة بالانفصال كانت موجودة منذ 25 عاما، وذلك نتيجة لما عاناه شعب المحافظة في ظل حكم المخلوع صالح، ولكن عندما يحصلون على حقوقهم وتعود الحياة الطبيعية، ويشعرون بجدية الدعم من دول الخليج، وما تقدمه السلطة ممثلة بالرئيس ونائبه، أعتقد أن شعب اليمن بأكمله هو من سيدافع عن الوحدة.