أدت حادثة الطائرة الروسية التي سقطت في مصر إلى فتح باب الجحيم أمام مصر ، خاصة فيما يتعلق بقطاع السياحة ، والذي يعتبر من أهم المحركات الرئيسية للإقتصاد المصري.
الضربة القوية التي تلقتها القاهرة يوم أمس جاءت بإعلان وقف الرحلات الجوية الروسية إلى شرم الشيخ، مع اتخاذ كافة التدابير اللازمة ﻻستعادة السياح الروس من شرم الشيخ، حيث يقضى الآلاف من روسيا عطلاتهم في مصر حاليا.
شلل تام في شرم الشيخ بعد القرار الروسي
القرار الروسي سيؤثر بشكل كبير على قطاع السياحة المصرية والفنادق، خاصة وأن 50% من قوام سياحة شرم الشيخ يعتمد على السياحة الروسية، كما أن نحو 3.2 مليون سائح روسي يزورون شرم الشيخ سنويا، وهو الأمر الذي يصيب شرم الشيخ بالشلل التام قبل أسابيع من احتفاﻻت عيد الميلاد ورأس السنة.
8 رحلات يومية ﻻجلاء رعايا بريطانيا
هذا ويشهد مطار شرم الشيخ حالة تكدس للسياح البريطانيين الذين يجري إجلاؤهم من خلال 8 رحلات يومية إلى بلادهم، وفق تصريحات لوزير الطيران المصري، حسام كمال، والذي بين أن طاقة المطار ﻻ تتحمل أكثر من 8 طائرات يومية الى هناك، وذلك في الوقت الذي دعت لندن لتسيير 27 رحلة يومية وهو ما لم توافق عليه مصر.
الخبراء أكدوا أن هذه الإجراءات الاحترازية التي تتخذها دول مختلفة ستؤثر بشكل كبير على الحياة في منتجع شرم الشيخ الذي يقوم في هذه الفترة على السياحة الروسية والبريطانية.
وقال الخبير العسكري والمساعد السابق لرئيس جهاز المخابرات العسكرية المصرية اللواء أحمد إبراهيم كامل أكد أن قرار روسيا ومن قبلها بريطانيا بشأن إجلاءِ رعاياهما يمثلُ إجراءً إحترازيا يؤخذ في وقت لعبت فيه آلة الإعلام الغربي بدور في منتهى الخطورة للضغط في اتجاه شبهة العمل الارهابي، على الرغم من أن التحقيقات التي تشترك فيها روسيا ومصر لم تظهر لها أية نتائج بعد.. داعيا الى ضرورة انتظار النتائج الرسمية للتحقيقات حتى ﻻ يتسبب الأمر في خسائر فادحة لقطاع السياحة المصرية الذي يعانى من حالة ارتباك لم يتعافَ منها بعد.
من جهته يؤكد السيد الدمرداش الخبير السياحي أن قرار إجلاء رعايا روسيا وبريطانيا، ولو مؤقتا، سيتسبب في خسائر فادحة لقطاع السياحة، وبخاصة أن شرم الشيخ تعتمد بشكل أصيل على السائح الروسي الذي يمنحها "قبلة الحياة"، وفق وصفه، وسط عطب قائم.
وأضاف الدمرداش أن السياحة في شرم الشيخ ستتأثر ليس اليوم، بل خلال الأسابيع القادمة، كما ستتأثر الحجوزات في موسم عمل شرم الشيخ في رأس السنة والأعياد.
وهكذا تبقى عودة الحياة لشرم الشيخ إلى طبيعتها رهناً بما ستفسر عنه نتائج التحقيقات في سقوط الطائرة المنكوبة والتي تجري بتعاون بين مصر وروسيا، الى جانب كل من ايرلندا وفرنسا وألمانيا.
عزل شرم الشيخ
وحتى سقوط الطائرة الروسية، استطاعت الحكومة المصرية عزل شرم الشيخ عن أعمال العنف الدائرة في شمال سيناء؛ ولذلك ظل من المنتجعات التي تستقبل آلاف السياح، معظمهم من الروس.
وطبقا ليورو مونيتور، وهي مؤسسة خاصة في لندن تعنى بجمع المعلومات حول الأسواق المختلفة في العالم، فإن عدد السياح الروس وصل إلى ثلاثة ملايين في 2014، وهو الأعلى بين السياح الأجانب في مصر، تلاهم البريطانيون الذين وصل عددهم إلى مليون في ذلك العام.
وتقول فايننشال تايمز إن المخاوف الأمنية التي عبرت عنها بريطانيا، ونفتها مصر بغضب، سوف تؤدي إلى انخفاض أكبر في أعداد السياح.
ونقلت الصحيفة عن محللة شؤون السفر بمؤسسة مونيتور ناديجا بوبوفا القول إن قرار بريطانيا بإجلاء رعاياها "سيكون له أثر خطير على الاقتصاد المصري، إذ إنه يعني أن المواطن السياحية التي ظلت آمنة في مصر هي الآن في بؤرة الخطر".
وأضافت أن "السياح سيترددون في الذهاب إلى الشرق الوسط، وسوف تكون وجهتهم دبي وعمان وحتى المغرب، مقارنة بوجهات مثل تونس ومصر".
مصدر دخل
وتعد السياحة أحد المصادر الرئيسية للعملة الأجنبية لمصر، التي وصل الاحتياطي منها إلى أدنى مستوياته نهاية الشهر الماضي عند 16.4 مليار دولار، وهو رقم بالكاد يستطيع تغطية ثلاثة أشهر من الواردات.
ومن المتوقع أن تصل إيرادات البلاد من السياحة إلى ثمانية مليارات دولار هذا العام، هبوطا من 13 مليار دولار قبل عام 2011، وتتوقع مصر وصول عشرة ملايين سائح، معظمهم روس في 2015.
وتعد حادثة الطائرة الروسية الثانية التي تلحق الضرر بأرباح مؤسسات مالية دولية بعد هجوم في تونس هذا العام أدى إلى هبوط أرباح توماس كوك ومجموعة تي يو آي العالمية للسياحة.
وقد أعلنت توماس كوك خسائر وصلت إلى 37.5 مليون دولار، بينما وصلت خسائر تي يو آي إلى 43 مليون دولار.
وقد ألغت توماس كوك وشركة تومسون -المملوكة لـ تي يو آي- كل رحلاتهما إلى شرم الشيخ للأيام السبعة المقبلة. وتمثل سوق مصر ما بين 3 و4% من سوق الأعمال لدى توماس كوك، أي نفس حجم السوق التونسية.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك