ستحدد معركة استعادة محافظة تعز مصير التسوية السياسية المأمولة مع الحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح.
المعركة التي تخوضها القوات الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لاستعادة تعز، بدعم من قبل قوات التحالف بقيادة السعودية ستكون مصيرية برأي كثيرين.
بعد أيام على اتفاق الطرفين المتصارعين على إجراء جولة جديدة من المفاوضات برعاية الأمم المتحدة، حقق الحوثيون وقوات الرئيس السابق صالح تقدما مهما في محافظتي تعز والضالع، ووصلت طلائع قواتهما إلى مشارف محافظة لحج ومدينة الضالع.. ومع هذا التقدم أعلن التحالف والقوات الموالية للرئيس هادي بدء عملية تحرير تعز في إشارة إلى أن الخيار العسكري ما زال المفضل..
من اتجاهات ثلاثة تقدمت القوات الموالية للرئيس اليمني مسنودة بوحدات من القوات السودانية والسعودية، وغطاء جوي كثيف لكنها تتقدم يبطء، في معركة يراهن الكثيرون على أنها ستحدد مصير محادثات جنيف التي اقترح المبعوث الدولي أن تتم في السابع والعشرين من الشهر الجاري وربما تفتح الآفاق أمام السلام بعد الخراب الذي طال كل شيء.
المعركة التي يدرك الحوثيون وحليفهم صالح أهميتها دفعت بالرئيس هادي للعودة إلى عدن للإشراف عليها، وللتأكيد على أنه تمكن من العودة إلى البلاد وأنه ذاهب إلى المباحثات من موقع القوة، وسيتمسك بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي من دون نقاش، وفي المقابل رمى الحوثيون وصالح بكل قوتهم إلى تعز لإثبات أنهم مازالوا القوة الفاعلة على الأرض بالرغم من الضربات التي تلقوها من التحالف طوال ثمانية أشهر.
منذ طرد الحوثيين وقوات صالح من محافظات الجنوب، نظر إلى مأرب وتعز باعتبارهما المعركة الفاصلة في هذه الحرب، وتمكنت قوات هادي وبدعم من التحالف من السيطرة على معظم مناطق محافظة مأرب، وبالتالي فإن ساحة المنازلة الأخيرة ستكون تعز ومن يهزم فيها سيكون الطرف الأضعف حول طاولة المفاوضات لأن الجميع يدرك أن الحرب لن تتوقف إلا بتسوية سياسية.
مسؤولون بالأمم المتحدة كشفوا أن مساعي عقد مفاوضات السلام لا تزال مستمرة.. مصادر دبلوماسية ذكرت أن المشاورات جارية للاتفاق على الملفات التي ستتم مناقشتها في إطار قرار مجلس الأمن 2216.. المبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد سيجري لقاءات مكثفة وصعبة مع ممثلي الحوثيين وصالح ومن ثم مع الفريق الحكومي لمحاولة ردم الهوة الواسعة بين الطرفين بشأن جدول أعمال المحادثات وبما يضمن أي نسبة من النجاح لها، لكن القدرة على تحقيق هذه الغاية بات الآن رهن المعركة في تعز.
إذا تمكن الحوثيون من الصمود، وفرضوا النقاط السبع في جدول أعمال المباحثات المقبلة فإن المعلومات المتوفرة تشير إلى أن الرئيس هادي سيغادر المسرح السياسي قريبا وستتجه الأمور نحو تشكيل مجلس رئاسي بعد الاتفاق على وقف إطلاق النار، لكن إذا تمكنت القوات الموالية للرئيس المعترف به دوليا من هزيمة الحوثيين وحليفهم فإن مسار المفاوضات سيمضي نحو تشكيل حكومة جديدة من الطرفين المتحاربين ومن ثم استئناف مسار التفاوض السياسي والذهاب نحو التحضير لانتخابات عامة.
بالرغم من الوضع الإنساني الكارثي في أنحاء اليمن، ومن تدمير جزء كبير من البنية التحتية للبلاد وغياب الخدمات الأساسية بما فيها ما يرتبط بالرعاية الطبية والصحية، فإن القادة السياسيين لا يظهرون قدرا كبيرا من التفاؤل بشأن فاعلية الحل السياسي في الوقت الراهن، ويشددون على أن الضغوط الدولية على الرياض وطهران هي أقصر الطرق للتوصل إلى حل خصوصا مع تنامي مخاطر تنظيم داعش الإرهابي في العالم والذي ينشط بقوة داخل الأراضي اليمنية، مستفيدا من غياب حكومة مركزية وانشغال الجميع بالقتال.
* عن روسيا اليوم .. محمد الأحمد
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك