ألقت وكالة "رويترز" للأنباء، باللائمة على الحوثيين في تفاقم الأزمة اليمينة. وفي تحليل لها حمل عنوان "ترسانة صواريخ الحوثي تمثّل مفتاحاً لمستقبل السلام في اليمن"، قالت الوكالة: إن خطة الأمم المتحدة تسعى لحرمان جماعة الحوثي من ترسانة صواريخها الموجهة إلى السعودية، وهو ما يضع سؤالاً حول ما إذا كانت جماعة الحوثي ستتخلى عن صواريخها المخبأة في الأودية والجبال والتي منحتها نفوذاً مثل "حزب الله" في المنطقة؟
وتفصيلاً جاء التحليل الذي نشرته وكالة رويترز كما يلي:
صواريخ الحوثي
تسعى خطة الأمم المتحدة للسلام في اليمن إلى حرمان حركة الحوثي المسلحة في البلاد، من ترسانتها الصاروخية التي تقول مصادر أمنية يمنية إنها تشمل العشرات -بل وربما المئات- من الصواريخ الباليستية التي تعود للحقبة السوفيتية والموجهة نحو السعودية.
لكن السؤال بشأن ما إذا كانت الجماعة المتحالفة مع إيران ستتخلى عن الصواريخ المخبأة في الأودية الجبلية والتي منحتها نفوذاً إقليمياً برغم الحرب الدائرة ضدها منذ 20 شهراً؛ يظل دون إجابة قاطعة.
سكود وتوشكا وجراد
وتقول المصادر الأمنية لـ"رويترز": إن الجماعة تمتلك صواريخ سكود وصواريخ توشكا ذات المدى الأقصر، وصواريخ مضادة للسفن، وصواريخ جراد وكاتيوشا غير الموجهة.. وتمتلك جماعة الحوثي أيضاً صواريخ محلية الصنع أصغر حجماً ومنها "بركان" و"صمود".
ومن شأن الاحتفاظ بهذه الترسانة أن يحصّن الحوثيين في جيب مسلح على نحو دائم على غرار أقرانهم في جماعة "حزب الله" المتحالفين مع إيران؛ مما يعمّق الصراع الإقليمي ويؤثر على ممرات الشحن الرئيسية مثل خليج عدن الذي يمرّ منه معظم إنتاج النفط العالمي.
ولطالما عبّرت القوى الغربية والإقليمية عن شعورها بالقلق من أن يدفع التنافس الداخلي المتشابك -مع وجود فرع نشط لتنظيم القاعدة في اليمن- باتجاه الفوضى، وهي المخاوف التي تجسدّت بشكل كبير العام الماضي.
وكلاء إيران
وشنت قوات التحالف العسكري -بقيادة السعودية- آلاف الضربات الجوية على الحوثيين منذ أطاحت الجماعة بحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي المعترف بها دولياً، وتوسعت في أنحاء البلاد في مارس 2015.
مصير الخطة
وبحسب الوكالة؛ تسبّب الصراع -حتى الآن- في مقتل 10 آلاف شخص؛ في حين انتشر الجوع والمرض في الدولة التي كانت قبل الحرب تعجّ بالأسلحة وتعاني الفقر؛ لكن الحوثيين ربما يشعرون بأن التخلي عن أقوى الأسلحة في اليمن لضباط محايدين، والتحول إلى حزب سياسي -كما تقضي خطة الأمم المتحدة- قد يجعلهم عُرضة للهجوم.
وقال مسؤول أمني يمني كبير تحدّث لـ"رويترز" وطلب عدم نشر اسمه: "عندما استولى الحوثيون على (العاصمة) صنعاء بسطوا سيطرتهم الكاملة على مؤسسات الدولة والمناصب الرئيسية في الجيش وكل الصواريخ".
الأجهزة الأمنية
وأضاف: "التخلي عن الأجهزة الأمنية سيكون أهم خطوة نحو ما تحتاجه الدولة بشدة؛ مما يعيد تماسك الدولة مرة أخرى".
وانتهى يوم الاثنين الماصي وقف لإطلاق النار مدته 48 ساعة، استهدف تمهيد الطريق لمحادثات السلام وتشكيل حكومة وحدة. وكان وقف إطلاق النار الأحدث في سلسلة إجراءات مماثلة لم يُكتب لها النجاح؛ مما ألقى بظلال من الشك حول مصير خطة الأمم المتحدة.
مخازن الجيش
ويقول محللون عسكريون: إن الحوثيين طوّروا بعض الصواريخ لتحقيق أقصى قدر لمداها، وربما تشير الخبرة التقنية في الصناعة المحلية للصواريخ الأصغر وعدة عمليات إطلاق مميتة، إلى وجود مساعدة خارجية.
وقال قائد قبلي من المناهضين للحوثيين لـ"رويترز": إن الكشافة التابعين له رصدوا ما قالوا إنهم أعضاء من جماعة "حزب الله" اللبنانية المدعومة من إيران تساعد في هجوم مأرب.
وأضاف القائد الذي طلب عدم نشر اسمه: "قال رجالي إنهم رصدوا قاذفة صواريخ تُرافقها عدة سيارات تُقِلّ مستشارين من حزب الله؛ حيث نقلنا المعلومات إلى التحالف؛ لكننا لم نتلقَّ أي رد".
"حزب الله"
وقال اللواء الركن أحمد عسيري المتحدث باسم التحالف لـ"رويترز": إن التحالف لديه معلومات على وجود لبنانيين يعملون مع المقاتلين الحوثيين تابعين لـ"حزب الله"، وإنه يعلم أنهم هناك، ويعلم أنهم يساعدون الحوثيين لتجديد وصيانة الصواريخ.
وقال مسؤولون يمنيون وغربيون وإيرانيون لـ"رويترز": إن إيران كثّفت نقل الصواريخ وغيرها من الأسلحة إلى الجماعة في الأشهر الأخيرة.
باب المندب
تهدد صواريخ الحوثيين أيضاً السفنَ المارة عبر مضيق باب المندب في البحر الأحمر.
وأطلقت الجماعة صاروخاً على سفينة عسكرية إماراتية في الأول من أكتوبر، وصاروخاً باليستياً بعد ذلك بأسبوع على القوات الموالية للحكومة في جزيرة ميون التي تمتد على جانبيْ أضيق نقطة بالممر المائي التي يبلغ عرضها 25.6 كيلومتراً.
وقصفت الولايات المتحدة محطات رادار على الساحل الذي يسيطر عليه الحوثيون بعد أن قالت إن سفينة حربية أمريكية تَعَرّضت لهجوم فاشل في المضيق بعدة صواريخ "أرض- بحر"، وهو اتهام نفاه الحوثيون. وقال دبلوماسي طلب عدم نشر اسمه: "إنها دلالة تبعث على القلق البالغ والتكنولوجيا المستخدمة من القوارب السريعة الصغيرة إلى الصواريخ؛ توضّح وجود تشابه على أقل تقدير مع الأنماط البحرية التي تستخدمها إيران في الخليج".
موافقة الحوثي
ووافق الحوثيون على خطة الأمم المتحدة، التي ستتيح لمقاتليهم المتمرسين الاحتفاظَ بأسلحتهم الخفيفة؛ وهو أمر قد يسمح لهم بالاحتفاظ بالسلطة على ساحة السياسة الوطنية.
وقال مصدر دبلوماسي يمني لـ"رويترز": "سعى الحوثيون للحصول على ضمانات بأنهم لن يتعرضوا لأي هجوم مفاجئ من داخل اليمن، وبأنهم سيحتفظون بدور سياسي كبير".
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك