تناولت صحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس" خطاب أوباما، الذي أجمل فيه النتائج العسكرية لحكمه؛ معترفا بمسؤولية الولايات المتحدة عن ظهور "داعش".
جاء في المقال:
ألقى الرئيس الاميركي باراك أوباما خطابا في قاعدة ماكديل العسكرية بالقرب من مدينة تامبا في ولاية فلوريدا. ولم يكن اختيار المكان مصادفة: فغير بعيد من هنا يقع مقر القيادة المركزية الأمريكية وقيادة العمليات الخاصة. وهاتان المؤسستان بالتحديد تتحملان مسؤولية عمليات مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط. ولذا، كان موضوع مكافحة الإرهاب رئيسا في خطاب الرئيس، الذي اعترف بأن الحرب في العراق ساهمت في صعود تنظيم "داعش". غير أنه فضل الحديث عن فترة رئاسته بصورة إيجابية.
قال أوباما: "دار الكثير من الجدل حول "داعش": وهل كان وجود القوات الأمريكية والأوروبية هناك في عام 2011 ليحول دون انتشاره؟ في الواقع لم يكن أمامنا خيار آخر. ففي عام 2011، أراد العراقيون أن ننهي وجودنا في البلاد. وأصبح بقاء الجنود الأمريكيين في بلد ضد إرادة شعبه وقيادته يمثل تهديدا لهم". وأضاف أوباما أنه "عندما أصبح خطر "داعش" القضية الرئيسة للعراق، طلبت حكومته منا المساعدة". "ونحن آنذاك فكرنا مليا كيف نتصرف، وفي البداية رفضنا طلب حكومة العراق، قناعة منا بعدم تكرار خطأ غزو العراق كما حدث في عام 2003، والذي ساهم في نهوض هذا التنظيم الذي أصبح لاحقا "داعش". وبدلا من هذا، ركزت الولايات المتحدة جهودها على تقديم المساعدة إلى الحكومة العراقية وتشكيل التحالف الدولي وتطوير شبكة الاستخبارات وتوريد الأسلحة وإرسال المستشارين العسكريين. ويعتقد أوباما أن هذا النهج تكلل بالنجاح، وكان أقل تكلفة بكثير لميزانية الولايات المتحدة. وأضاف أوباما ملمحا إلى هالته "كحمامة" في مواجهة "الصقور" الجمهوريين: "أنا أرسلت قواتنا إلى المعركة فقط عندما كان الغرض واضحا وقابلا للتحقيق، وكان الظرف يحتم ذلك".
وأكد أوباما أن الحرب ضد الإرهاب لا يمكن أن تنتهي باستسلام العدو بالكامل، وأنها سوف تستمر لأمد طويل، مشيرا إلى أن "تطوير التكنولوجيا يجعل من المستحيل تأمين الحماية الكاملة لعقول الناس البسطاء من تأثيرات أيديولوجية العنف".
وقال: "كنت دائما أصر على عدم عقلانية إرسال قواتنا العسكرية لتقرير مصير شعوب على الجانب الآخر من الأرض، وحل نزاعاتهم الداخلية هناك". وبدلا من ذلك كان يفضل أوباما تقديم المساعدة إلى الحلفاء الإقليميين، لكي يكون بمقدورهم حل مشكلاتهم بأنفسهم. ويضيف سيد البيت الأبيض المنتهية ولايته: "علاوة على ذلك، أتاح قرارنا دعم أفغانستان الفرصة لكي يكتسب الأفغان القدرة على الدفاع عن بلدهم".
وعدد الرئيس الأمريكي الحالي إنجازاته المتمثلة بحظر التعذيب أثناء العمليات العسكرية، وكذلك الاتفاق النووي" مع إيران، وإتلاف الأسلحة الكيميائية في سوريا؛ متناسيا الدور الروسي في حل هذه المشكلات.
ولم يُنه أوباما كلمته من دون توجيه النقد إلى الكونغرس الاميركي الذي لم يمنحه، برأيه، الفرصة الكافية لتنفيذ وعوده الانتخابية، لا سيما إغلاق سجن غوانتانامو. وقال: "نحن ننفق مئات الملايين من الدولارات لإبقاء أقل من 60 شخصا في السجن في كوبا. وهذا ليس إظهارا للقوة". وخلص إلى القول، متابعا نهجه بالاعتراف بالأخطاء: "نحن كشفنا المعلومات حول أساليب التحقيق التي كانت خاطئة، من أجل ان نتعلم من دروس الماضي".
هذا، ويعتقد سيرغي صامويلوف، رئيس مركز أبحاث آلية السياسة الخارجية في معهد الولايات المتحدة وكندا أن أوباما محق تماما في أن الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية ظهور تنظيم "داعش". وأنه محق أيضا في أن الذنب يقع على الإدارة الجمهورية السابقة. ذلك مع أن ترامب حاول أثناء حملته الانتخابية اتهام الديمقراطيين بذلك. "نعم تنظيم "داعش" ظهر إبان حكم أوباما، ولكن بوش هو الذي أضرم نيران الحرب".
ووصف الخبير تصريح أوباما بالجريء. لكنه في الوقت نفسه رأى أن له سياقه المحلي: "بالطبع أوباما يرغب في توجيه "ركلة سياسية" إلى ترامب، أي بما يعني: أنت كنت تنتقدني، ولكنكم أنتم الجمهوريون أشعلتموها".
أما غياب ذكر روسيا، فذلك بالنسبة إلى الأمريكيين أمر تقليدي. إذ إن "أي نجاح في الساحة الدولية تم إحرازه بالمشاركة مع آخرين، أو حتى أحيانا وبكل بساطة من دون مشاركتهم، ولكنه جاء متلائما مع المصلحة الاميركية، ينسبونه إلى أنفسهم. إنه المظهر النموذجي للغطرسة النرجسية الأمريكية".
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
RT
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك