تطرقت صحيفة "كوميرسانت" إلى زيارة رئيس الحكومة اليابانية إلى بلدان جنوب-شرق آسيا وأستراليا؛ مشيرة إلى مجيئه إلى هناك بالتزامات واستثمارات.
جاء في مقال الصحيفة:
بدأ رئيس وزراء اليابان شينزو آبي جولته في بلدان جنوب–شرق آسيا وأستراليا بزيارة الفلبين. وهدف هذه الجولة، وفق صحيفة "ذي جابان تايمز"، هو تعزيز علاقات تحالف اليابان "لمواجهة عدوانية الصين المتزايدة"، وخاصة أن عدم ثقة طوكيو بالإدارة الأمريكية الجديدة يدفعها إلى التصرف بصورة مستقلة.
استقبل رئيس الفلبين رودريغو دوتيرتي في العاصمة مانيلا "صديقه الذي هو أغلى من الأخ" رئيس وزراء اليابان شينزو آبي، وهو أول زعيم أجنبي يزور الفلبين هذه السنة، والذي طلب زيارة مدينة دافاو - مسقط رأس دوتيرتي. وقد جلب آبي معه في هذه الجولة ممثلين عن 20 شركة يابانية وحزمة مساعدات واستثمارات (8.7 مليارات دولار)، مكرسة بشكل أساسٍ لمشروعات البنية التحتية وبرنامج إعادة تأهيل المدمنين على المخدرات، وهذا مهم جدا في ضوء حملة مكافحة المخدرات الجارية في الفلبين.
ولم يخف آبي أن هدف زيارته هو إزاحة الصين، التي وعدت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي بتقديم 24 مليار دولار إلى مانيلا (15 مليارا استثماراتٍ و9 قروضا)، وجميعها مخصصة لمشروعات البنية التحتية وإعادة تأهيل المدمنين على المخدرات. وبالطبع، إن ما تقدمه طوكيو أقل مما تقدمه بكين، ولكن لا يجب أن يكون ثمن ذلك التخلي عن مطالب في بحر الصين الجنوبي. فالفلبين، بعد زيارة دوتيرتي إلى الصين في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قدمت عددا من التنازلات في مسألة النزاع الحدودي في بحر الصين الجنوبي، على الرغم من كسبها في يوليو/تموز قرار محكمة لاهاي، الذي حكم بعدم قانونية مطالب الصين في المنطقة. ومع ذلك، فقد أشار دوتيرتي بعد الزيارة إلى إمكان أن تستخرج الشركات الصينية النفط من المنطقة الاقتصادية الفلبينية.
وقد صرح آبي خلال زيارته إلى الفلبين بأن النزاع مع الصين في بحر الصين الجنوبي "هو قضية ذات أهمية عالمية" لا يمكن تجميدها. ورسميا ليس لليابان في هذه القضية موقف واضح، بيد أنها عمليا هي أشرس منتقدي بكين.
وتشير صحيفة "يميوري" اليابانية إلى أن مجلس الوزراء يضع خطة دفاعية جديدة تتضمن تفاصيل السيناريوهات الحربية كافة ردا على احتلال الصين المحتمل جزيرة سينكاكو. وبما أن الفلبين جغرافيًا هي أقرب دولة إلى اليابان في جنوب شرق آسيا، فإن تعزيزها في فلك بكين، سيؤدي إلى زيادة المخاطر على طوكيو.
هذا، ويأتي هذا النشاط المتزايد لآبي على خلفية صعوبة التكهن بسياسة الإدارة الأمريكية المقبلة. فلقد كان الرئيس المنتخب دونالد ترامب قد أطلق عدة تصريحات متضاربة، حين وعد بسياسة مشددة ضد الصين (بسبب نزاع الجزر) وضد حلفاء واشنطن في المنطقة (بسبب مساهمتهم المادية الضئيلة في التحالف).
يقول كبير الباحثين في مركز كارنيغي بواشنطن جيمس شوف: لن تتمكن اليابان من أن تحل محل الولايات المتحدة في ضمان الأمن في المنطقة. ولكنها خلال المرحلة الغامضة في البيت الأبيض، يمكنها أن تساهم في الحفاظ على التحالفات الإقليمية، لأن طوكيو تستطيع "دعم الدول التي تتأرجح بين الولايات المتحدة والصين اقتصاديا، وتقنعها بأنه ليس من الضروري قبول مساعدات بكين".
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
RT
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك