خلال الأيام الماضية، ارتفعت وتيرة النشاط العسكري في مدن الشريط الساحلي الغربي، بدءاً من مديرية ميدي الحدودية مع السعودية، وصولاً إلى المخا جنوباً. هذه التطورات تهدّد الوضع المعيشي والأمني لسكان تلك المناطق. وتعدّ مؤشرات انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية عالية فيها، في ظل قلّة فرص العمل والتعليم.
وتظهر مؤشّرات عدّة احتمال امتداد الحرب إلى مدينة الحديدة، الواقعة وسط الشريط الساحلي، لتهدّد الوضع المعيشي والاقتصادي في كامل المحافظات اليمنيّة التي تسيطر عليها جماعة أنصار الله (الحوثيّين)، كونها المنفذ البحري الوحيد. وتحظى مدينة الحديدة بأهميّة كبيرة لدى منظّمات الإغاثة، خصوصاً أنّها تعدّ مقرّاً بديلاً لمكاتبها. وفي الوقت الحالي، تحتضن الحديدة عدداً من المكاتب الفرعيّة للمنظّمات، ومخازن استراتيجية لشحنات الإغاثة التي تصل عبر ميناء المدينة. كذلك، تعدّ المدينة مسؤولة عن تأمين احتياجات مناطق الشريط الساحلي ضمن محافظات حجة والحديدة وتعز.
المجاورة والمتضرّرة من الحرب شديدة الفقر. ويواجه السكان النازحون مشاكل حقيقيّة بسبب انعدام وسائل العيش.
إلى ذلك، أبدت 12 منظّمة إغاثيّة قلقاً عميقاً جرّاء تزايد النشاط العسكري في محافظة الحديدة، إذ إن زيادة التوتّر الأمني حول مدينة الحديدة سيؤدي إلى إيقاف عمليّات توريد الشحنات الإنسانية والتجارية إلى 10 محافظات يمنية. وذكرت، في بيان مشترك، أنّ اقتراب الحرب من الحديدة يفاقم الأزمة الإنسانية على نطاق أوسع. ففي ظلّ معاناة أكثر من مليوني طفل من سوء التغذية الحاد، فمن الأهميّة بمكان أن تظلّ الموانئ الجوية والبحرية مفتوحة للحصول على الغذاء والإمدادات الإنسانيّة، مثل الأدوية الأساسية غير المتوفرة في البلاد، علماً أن اليمن كان يستورد 90 في المائة من احتياجاته الغذائيّة.
وتزداد مؤشّرات إغلاق الميناء نتيجة تأكيد الرئاسة اليمنية بدء تجهيز ميناء مدينة عدن (جنوباً) لاستقبال السلع عبر البحر.
على المقلب الآخر، تحديات كبيرة قد تواجه نحو 70 منظمة إغاثية محلية ودولية، تعمل في المجتمعات الساحلية المتضررة من الحرب بسبب النزوح وشدة الفقر. ويقول مصدر لـ "العربي الجديد" إنّ المنظّمات الدوليّة أخلت مكاتبها في المناطق الساحلية الغربية من الموظفين الأجانب، ليخلفهم موظفون يمنيون، وقد صنّفوا عملهم في الوقت الحالي في مرحلة الطوارئ. يضيف أن هذه المنظّمات قد تغلق مكاتبها في حال زاد النشاط العسكري، أو في حال اعتبرت هذه المناطق عسكريّة. وفي هذه المرحلة، أي مرحلة الطوارئ، خفّضت المنظمات أعمال الإغاثة إلى أدنى مستوياتها، بسبب قرب انتهاء مخزون الوقود لمركباتها وإنتاج الكهرباء، وزيادة التشديد الأمني على الطرقات من وإلى المجتمعات المستفيدة، وتعرّض المساعدات للنهب، بالإضافة إلى استعدادها لاحتمال الإغلاق المفاجئ.
كذلك، يتوقّع موظّفو الإغاثة أن تطول الحرب في مناطق الصراع الجديدة، ما سيؤدّي حتماً إلى زيادة نسبة المجاعة وسوء التغذية بين الأطفال والأمهات. من جهة أخرى، يتوقّع ازدياد صراع النازحين والمجتمعات المضيفة على الموارد المحليّة الشحيحة أصلاً.
من جانباً آخر كشفت مصادر ملاحية بميناء عدن أن عدد من الشركات الدولية العاملة بالنقل الدولي حولت خطوطها من ميناء الحديدة الى ميناء عدن في الأيام الماضية.
وأكدت المصادر أن شركة PIL قد حولت عدد من بواخرها، وهي كوتا نزار و كوتا انجن بجانب الباخرة كوتا نالوري من ميناء الحديدة إلى ميناء عدن.
وكشفت المصادر عن ترتيبات تجري لتحويل كل البواخر التجارية والإغاثية الى ميناء عدن، وذلك بعد أن منع التحالف العربي عدد البواخر من دخول ميناء الحديدة بعد استهداف فرقاطة سعودية قبالة الميناء.
يأتي ذلك بعد توجيهات رئاسية بتخفيض الجمارك في ميناء عدن وتحويل البواخر والسفن من ميناء الحديدة إلى ميناء عدن ، في خطوه كشفها خبير إقتصادي لـ " اليوم برس حيث قال أنها " تحمل أمرين ، الأمر الأول يتمثل في قطع الإيرادات التي يتحصلها الحوثيون من ميناء الحديدة وجعلها حكراً على الحكومة الشرعية ، والأمر الثاني يتعلق بقرب المواجهات من الحديدة وميناءها خاصة بعد الهجوم الذي نفذه الحوثيون على الفرقاطة السعودية.
* بتصرف عن العربي الجديد
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك