أعلن رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عبيد بن دغر، اليوم الخميس أن بلاده تعيش فاصلاً بين مرحلتين، ويأتي ذلك، بعد يومٍ من تصريح للرئيس عبدربه منصور هادي، كشف فيه عن تخصيص السعودية عشرة مليارات دولار لإعادة الإعمار في البلاد، الأمر الذي يفتح الباب أمام تساؤلات، ما إذا كان مؤشراً على توجه نحو حل سلمي قريب في اليمن، أم أنه في سياق المحافظات "المحررة"، في ظل استمرار الحرب في المناطق التي يسيطر عليها الانقلابيون.
وقال بن دغر، في اجتماع موسع اليوم، ضم أعضاء الحكومة ومحافظي المحافظات، في عدن "ربما يكون هذا الاجتماع فاصلاً بين مرحلة وأخرى؛ مرحلة عشناها ولا زلنا نعيش أيامها وفصولها ومرحلة قادمة، مختلفة نوعاً وهدفاً وغاية".
وطالب المحافظين والوزراء، بـ"صياغة الأهداف العامة للمرحلة القادمة وفق رؤية اقتصادية واجتماعية وثقافية شاملة ووضع الخطط وإعداد الدراسات والتصاميم وعلى نحو عاجل في مجالات منها الكهرباء والتعليم والصحة والمياه والطرقات والاتصالات، وأن ننهض بالتنمية الشاملة في المدينة والريف"، وأن "تحفز على رفع الوعي، والإعلاء من شأن قيم التسامح، ورفض العنف ونبذ الإرهاب".
وتطرق رئيس الحكومة اليمنية، إلى الحرب التي قال إن الانقلابيين أشعلوها، وقال إنه "قد آن لكل ذلك أن يتوقف، وآن لنا جميعاً أن نتطلع لسلام عادل دائم وشامل، يقوم على الانسحاب، وتسليم السلاح، واستعادة الدولة، وعودة الشرعيه، ومرحلة من الوفاق تجبّ ما قبلها".
وأضاف "نعم إننا إزاء مرحلة مختلفة نوعاً وهدفاً وغاية، هي مرحلة البناء والإعمار بمعناها الواسع الشامل، بهدف التقدم نحو غد أفضل ومستقبل زاهر، ونأمل أن يكون لهذه الكلمات معنى مختلف في الأيام القادمة عما تعودنا على سماعه في السنوات الماضية".
وتابع "إننا نقترب من النصر رويداً رويدا، ويوشك الطغاة أن يضعوا السلاح وهم سيضعونه سلماً أو حرباً، وسوف نستعيد صنعاء وسيرفع علم الجمهورية فوق جبال مران، لقد أيقنوا أنهم قد غامروا باليمن".
وجاءت تصريحات بن دغر بعد يوم واحد من تصريحات أخرى للرئيس عبدربه منصور هادي، حيث تحدث عن "دعم المملكة العربية السعودية لإعمار المحافظات المحررة بمبلغ 10 مليارات دولار منها مليارا دولار كوديعة لدى البنك المركزي لدعم العملة الوطنية". وتعليقاً على ذلك، قال رئيس الحكومة إن الرئيس هادي "تلقى تأكيدات هامة، ومن أعلى المستويات بأن هذا المبلغ قد أضحى متاحاً لليمن، وتحت تصرف الشرعية".
وفي الوقت الذي لم يصدر فيه، على الفور، تأكيد رسمي من السعودية، بتخصيص 10 مليار دولار، كدعم لليمن، بدا لافتاً، أن تأتي هذه التصريحات من قبل رئيس الحكومة عن مرحلة جديدة في اليمن، عنوانها "الإعمار"، بعد أيام من تصريحات وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، على هامش مشاركته في مؤتمر الأمن بمدينة ميونخ في ألمانيا، حيث أشار المسؤول السعودي إلى أن أزمة اليمن ستنتهي العام الجاري، وستبدأ مرحلة إعمار ما خلفته الحرب، التي اتهم جماعة أنصار الله (الحوثيين) وحلفاءهم من الموالين لعلي عبدالله صالح، بإشعالها.
من زاوية أخرى، تأتي هذه التصريحات، قبل شهر واحد، من موعد إكمال عامين على بدء التدخل العربي للتحالف بقيادة السعودية في اليمن، والذي بدأ في 26 من مارس/آذار2015.
ولم يستبعد سياسيون يمنيون تحدثوا لـ"العربي الجديد"، أن تشهد الجهود السياسية انتعاشاً بالتزامن مع اقتراب المناسبة، في ظل تراجع محدود بوتيرة المواجهات الميدانية بين قوات الشرعية والانقلابيين، في عدد من الجبهات، مع استمرار التصعيد في الساحل الغربي، حيث تستمر المواجهات والغارات بوتيرة في منطقة المخا، حيث الساحل الغربي لمحافظة تعز، جنوبي البلاد.
وعلى الرغم من هذه المؤشرات، تبيّن التصريحات الحكومية بشكل واضح، استمرار العمليات العسكرية، وتكثر الإشارة إلى إعادة "المناطق المحررة" من الانقلابيين.
وأكد الرئيس اليمني في أكثر من مناسبة خلال الأيام الماضية، أن المعركة في الساحل الغربي للبلاد، مستمرة، وأن قوات الشرعية تطرق أبواب مدينة الحديدة الساحلية غربي البلاد، وهي المدينة الحيوية الأهم غرباً.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك