بالرغم أنّ اليمن تتسم بوجود تنوعٍ مجتمعي، في إطار هويةٍ يمنيةٍ عامةٍ مشتركة .
إلا أنَّ هذا التنوع كثيراً ما يُسيَّسُ ويستقطَبُ في ثنائياتٍ متنازعةٍ , ومتصارعة؛ مما يولدُ ثقافةً يمنيةً عامةً , يمكن وسمها بأنها "ثقافةً تحكيمية".
إنَّ هذا التنوع الاجتماعي المتوازن والمًسيَّس , غالباً ما يساهم في ذيوع "ثقافة التحكيم"، وانتشارها.
حيثُ يتم "تحكيم" الآخر، سواء أكان هذا الآخر "المُحكمَّ" جهةً داخليةً يمنية , أو جهةً خارجية.
إنَّ الإشكاليةَ الحقيقيةَ التي تعانى منها "الثقافة التحكيمية" في اليمن، أنَّ هذه الثقافةَ بمثابة سبب للنزاعات والصراعات ، ونتيجة لها ؛ حين توظيفها سلباً.
فهي , أحيانًا , ثقافةٌ ناجمةٌ عن النزاعات والصراعات، وهى في الوقت ذاته, مولدةً لنزاعاتٍ و صراعاتٍ جديدة ؛ متى ما وجدت جهةٌ أو سلطةٌ عاجزةً عن بناء مؤسساتٍ سياسيةٍ حديثة ، ومن ثم فإنها تسعى لـــ"تسييس" هذه الثقافة وصرعنتها !
ملحوظة : مقتبس (بتصرف) من كتابي , المجتمع والدولة في اليمن.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك