عادة ما تباهى الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح أمام الرأي العام المحلي والإقليمي والعالمي بأنه كمن يروض رؤوس الثعابين أثناء فترة حكمه في اليمن لأكثر من ثلاثة عقود وهو أمر غير دقيق على أرض الواقع.
ببساطة ما كان يفعله المخلوع صالح طيلة 33 عاماً هو اطعام رؤوس الثعابين – كما يسميها – وهي أذرع الفساد التي أحاط بها نفسه لحماية سلطته والتي توفر الدفء لرأس الأفعى الكبيرة المتمثلة في شخصه.
يعرف عن صالح أنه كان ضابط مغمور في محور تعز العسكري وذلك في أواخر السبعينات الميلادية، اشتهر خلال تلك الفترة بقطع الطريق العام وسلب المسافرين وعابري السبيل ما يملكون، حتى جاءت حادثة اغتيال رئيس الجمهورية العربية اليمنية آنذاك إبراهيم الحمدي، ولظروف كثيرة وصل لسدة الحكم وأصبح بين عشية وضحاها رئيساً للبلاد.
ومنذ اغتيال الحمدي والغشمي مروراً باغتيال عشرات القادة الأمنيين والأكاديميين والسياسيين فتش عن المخلوع صالح وأذرعه طيلة السنوات الماضية، ونفس الممارسات تكررت إبان إعلان الوحدة اليمنية عام 1990م فقد نكث المخلوع صالح بكل تعهداته مع الجنوبيين لاحقاً وبدأ تصفية قادتهم تباعاً.
وما يؤكد ذلك تصريح أحد قيادات الحوثيين (حلفائه اليوم)، وهو حسن زيد الذي قال بأن المخلوع صالح لم يتعلم القراءة والكتابة إلا بعد أن أصبح رئيساً، مؤكداً أن صالح كان يمنح الرتب العسكرية لعناصر القاعدة لتصفية العسكريين والأكاديميين والشخصيات الاجتماعية.
لم تشهد فترة حكم المخلوع صالح لليمن الشمالي، أو اليمن الموحد بعد العام 1990م أي تنمية حقيقية للبلاد، وكل ما حدث من تطوير للبنية التحتية أو ازدهار اقتصادي كان يعتمد بالدرجة الأولى على المساعدات الخارجية من دول الخليج خصوصاً، أو من خلال القطاع الخاص ورجال المال والأعمال اليمنيين، مع الاعتبار أن أكثر من نصف المساعدات الخارجية يتم سرقتها من صالح ونظامه طيلة كل هذه السنوات.
منذ اليوم الأول لاستلامه الحكم، عمل صالح على عدة مسارات لتثبيت حكمه منها اغتيال القيادات المؤثرة والشخصيات الاجتماعية والأكاديمية النزيهة، كما قام بنشر ثقافة الفيد والاسترزاق في مختلف أجهزة الدولة، وجعل الجميع أسرى للرشوة والمحسوبية ونهب المال العام.
بموازاة ذلك، صرف المخلوع جل موازنة الدولة على بناء جيش مناطقي قبلي لحمايته وأسرته (الحرس الجمهوري) وجعل مقره العاصمة صنعاء التي كدسها بمخازن السلاح ومنصات الصواريخ، وأهمل بل وشتت الجيش الوطني اليمني المفترض أن يقوم بحماية البلاد ومصالحها وسيادتها.
المخلوع صالح لم يعرف يوماً ماذا يعني وطن، أو دولة، لأنه كان زعيم عصابة يديرها من قصوره العاجيةالمنتشرة في صنعاء ومن حوله حاشيته الفاسدة التي تزين له عمله كل هذه السنوات. ومعظم من يدافع عنه ونظامه اليوم، إما فاسد مستفيد وهم كثر، أو جاهل مغفل يساق مع القطيع وهم أكثر للأسف الشديد.
عندما يتحدث المخلوع وعصابته عن وجود دولة مؤسسات في عهده، فإن ذلك يمثل قمة الوقاحة والكذب فلم يكونوا سوى عصابة تدير بلد بأسلوب اللصوصية، ويحاولون تصوير أنفسهم بناةللديمقراطية والشفافية وهم بعيدون عن ذلك.
ومن يستغرب دعوة المخلوع صالح أخيراً قتل من سماهم بالـ (الدواعش، أو الإصلاحيين) سواء في تعز، والمخا، أو بقية المناطق اليمنية، وهم مواطنين يمنيين، عليه أن يقرأ تاريخ هذا المجرم الذي عاث في اليمن أكثر من 33 عاماً، وسيجد الحقيقة بلا رتوش.
يردد المخلوع صالح ورؤوس الفساد حوله أن المواطن اليمني اليوم في وضع مرزي وفقد كرامته واحترام الآخرين له في الداخل والخارج، والحقيقة أنك لكن لو سألت مواطناً بسيطاً في الشارع هذا السؤال، لأجابك بلاد تردد بأنه لم يشعر طيلة الـ 33 عاماً بقيمته في ظل حكم المخلوع الذي عمل على إذلال شعبه تجهيله، ونهب ثرواته وحقوقه.
* كاتب صحفي
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك