بعد أن خرج الدكتور سعد الدين العثماني، القيادي في حزب "العدالة والتنمية" المغربي، في أحد أيام أكتوبر/تشرين الأول 2013، من النسخة الأولى من الحكومة السابقة التي كان يشغل فيها منصب وزير الخارجية، ليعوضه صلاح الدين مزوار في النسخة الثانية منها، عاد الرجل لتصدّر رئاسة الحكومة الجديدة.
وفي تصريح مقتضب لـ"العربي الجديد"، بعد استقباله من طرف العاهل المغربي، قال العثماني إنه يشعر بأن منصبه الجديد يجعله "محط تكليف وليس تشريفا"، مضيفًا أن المسؤولية ثقيلة على كاهله، لكنه يستعين بثقة الملك فيه، ومؤازرة حزبه له، من أجل خوض غمار مشاورات الحكومة والوصول بها إلى بر الأمان.
ويمارس العثماني، المتحدر من منطقة إنزكان الأمازيغية، والذي رأى النور أول مرة في السادس عشر من يناير/كانون الثاني 1956، مهنة الطب النفسي منذ عدة سنوات، كما أنه ضليع في الفقه الإسلامي، ولديه مؤلفات في هذا المجال.
وشغل العثماني منصب الأمين العام لحزب "العدالة والتنمية" في الفترة بين 2004 و2008، ليخلفه في قيادة الحزب ذي المرجعية الإسلامية عبد الإله بنكيران، الذي قاده في انتخابات 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2011 إلى الفوز برئاسة الحكومة، ثم تصدر الحزب ثانية انتخابات 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2016.
ويعرف عن العثماني هدوؤه الكبير، بخلاف بنكيران الذي يتسم بشيء من الانفعال، كما أنه معروف بميوله إلى الهدنة والحلول الوسطى، حتى أنه يعتبر من بين مَن يسميهم البعض "حمائم" العدالة والتنمية، مقابل صقور الحزب.
ويعول "العدالة والتنمية" على خصال التفاوض والمرونة التي تتصف بها شخصية العثماني ليقود دفة مشاورات تشكيل الحكومة بالكثير من الحكمة والتؤدة، خاصة أمام تمسك زعيم "حزب الأحرار"، عزيز أخنوش، بدخول حزب "الاتحاد الاشتراكي"، وهو ما عرقل المشاورات مع بنكيران الرافض لوجود هذا الحزب في الحكومة.
وبتعيين العثماني رئيسًا للحكومة، يكون "العدالة والتنمية" قد طوى صفحة بنكيران، وشرع في صفحة جديدة، يشكل أول تحد فيها طريقة إدارة العثماني للمفاوضات مع باقي الأحزاب لتشكيل حكومة طال أمدها منذ لمدّة تجاوزت الـ5 أشهر.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك