أعلنت رئاسة الأركان العامة في الجيش الكويتي فتح باب التسجيل والتقديم لأبناء فئة المقيمين بصورة غير قانونية (البدون) للالتحاق بالجيش، بقواته البرية والجوية، وذلك لسدّ النقص فيهما، عقب تقديم مئات الجنود المواطنين استقالاتهم، بعد توفر فرص وظيفية أفضل.
وقال وزير الدفاع الكويتي، الشيخ محمد الخالد الصباح، في بيان أذيع بشكل مفاجئ في التلفزيون الرسمي، أمس السبت، إنّ "التسجيل سيكون محصوراً لأفراد "البدون" الذين خدم آباؤهم في الجيش الكويتي، سواء كانوا على رأس عملهم أو أحيلوا للتقاعد بسبب كبر سنّهم".
وبحسب البيان، فإنّ التّسجيل متاح أيضاً لـ"العسكريين البدون المشاركين في الحروب العربية التي خاضتها الكويت، وحرب التحرير من الغزو العراقي للبلاد عام 1991، وحملة الإحصاء الرسمي الذي يثبت تواجدهم في البلاد قبل عام 1965".
وبلغ عدد المتقدّمين في اليوم الأول للموقع الإلكتروني 6 آلاف فرد.
ومن المنتظر أن يصل العدد الكلي إلى أكثر من 20 ألف متقدّم، لتبدأ رئاسة الأركان العامة للجيش بفرزهم واستبعاد من عليهم قيود أمنية أو شبهة جنائية.
وقالت مصادر في وزارة الدفاع، لـ"العربي الجديد"، إنّ "قبول البدون في وزارة الدفاع بالرّغم من التضييق الحاصل عليهم في بقية إدارات ومؤسسات الدولة، وعلى رأسها الجهاز المركزي للمقيمين بصورة غير قانونية، والذي بدأ، منذ أشهر قليلة، بفرض القيود الأمنية على أفراد البدون في محاولة لإجبارهم على الخروج من البلاد، جاء توافقاً مع السياسة الإقليمية الخليجية في المنطقة، والتي تستهدف زيادة أعداد القوات الكويتية المشاركة في "قوات درع الجزيرة"، وتحديث قوّتها القتالية".
ولفتت المصادر إلى أنّ "الإقبال على الجيش الكويتي من قبل المواطنين سجّل أعلى درجات الانخفاض في السنوات العشر الأخيرة، بالإضافة إلى أنّ عدد المستقيلين أخيرا كان كبيراً جداً، لدرجة اضطرت القيادة العسكرية معها إلى الإذعان والموافقة على قبول البدون".
ومن المتوقع، بحسب المصادر، أن تقبل وزارة الدفاع أكثر من 15 ألف جندي من فئة "البدون" على مدى ثلاث سنوات، حيث سيتم قبول أكثر من 750 جنديا في الدورة العسكرية الواحدة التي تعقد كل عدة أشهر.
وكانت وزارة الدفاع الكويتية قد حاولت مواجهة النقص الحاصل في صفوفها بإدخال أبناء الكويتيات من فئة "البدون" للجيش الكويتي قبل سنتين، لكنّها فشلت في الوصول إلى الأعداد المطلوبة لـ"مواجهة الأخطار الإقليمية"، والتمركز مع قوات "درع الجزيرة" الخليجية.
ويشارك الجيش الكويتي، ممثلاً بكتيبة المدفعية بفعالية، في الحرب على مليشيات جماعة "أنصار الله" (الحوثيون) في اليمن، كما شارك مع قوات "درع الجزيرة" المتمركزة في البحرين أثناء الاضطرابات الشعبية هناك، وينتظر أن يلعب أدواراً إقليمية أكبر، خصوصاً بعد افتتاح حلف شمال الأطلسي (الناتو) مقرّاً جديداً له في الكويت.
وشكر رئيس لجنة الجيش والدفاع في مجلس الأمة (البرلمان)، عسكر العنزي، في تصريح، وزير الدفاع على "قراره الإنساني بقبول أبناء العسكريين البدون في الجيش الكويتي"، قائلاً إنّ هذا القرار "سعى فيه أعضاء مجلس الأمة منذ مدة طويلة، حيث إنّ البدون هم قوة بشرية من الصعب أن تفرّط الدولة بها، ولا تستغلّها لخدمتها".
ويبلغ عدد "البدون"، بحسب الإحصاءات الرسمية، أكثر من 120 ألف شخص تقول الحكومة الكويتية إنّهم جاؤوا من دول الجوار بعد اكتشاف النفط، وأخفوا جنسياتهم الأصلية طمعاً في الحصول على الجنسية الكويتية ومميزاتها.
في المقابل، يعتبر "البدون" أنّ "الحظ العاثر" وابتعاد مناطق سكنهم عن المدن، وتواجدهم في البراري الكويتية، أدى إلى حرمانهم من الحصول على الجنسية الكويتية في خمسينيات القرن الماضي.
وشهدت الأحياء التي يسكنها "البدون" احتجاجات مع بداية الربيع العربي عام 2011، لكنها خفت بعد قيام الحكومة الكويتية بسجن بعض قادتهم، وإبعاد بعضهم الآخر عن البلاد.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك