لا تقتصر معركة عفرين التي اطلقتها تركيا على أبعادها العسكرية والميدانية، بل تتعدى ذلك بما تحمله من جوانب سياسية وملامح مواجهة متعددة الجوانب تخوضها أنقرة في إطار حربها ضد الأكراد.
ويتزامن توقيت المعركة الذي بدا كردٍّ على الإعلان الأميركي بتأسيس قوة كردية قوامها 30 ألفاً لتأمين الحدود، مع حملات النظام في محافظة إدلب المتاخمة.
وعلى طرفي المعادلة توجد موسكو، حليفة النظام، وحليفة تركيا كذلك، والتي أخذت جانب أنقرة في الاعتراض على القرار الأميركي.
أما منطقة عفرين، فتحمل أهمية كبرى لتركيا لدرء خطر المقاتلين الأكراد عن حدودها، ولكونها تفصل بين مناطق سيطرة قوات درع الفرات ومحافظة إدلب في الغرب. وفي حال أحكمت تركيا السيطرة عليها فذلك سيقضي على إمكانية أي تواصل جغرافي بين الكانتونات الكردية الثلاثة شمال سوريا، وبالتالي حلم الفيدرالية.
ووفقاً لمحللين، فإن تركيا تمكنت، عبر تنسيقها الوثيق مع روسيا وتبادل المصالح معها، من التمهيد لعملية عفرين، حيث تغض موسكو النظر عن التدخل التركي، مقابل إبعاد أنقرة لفصائل المعارضة التي تدعمها عن المشهد في إدلب، وإفساح المجال أمام النظام للتقدم على الأرض فيها.
هذا وكانت قد استدعت تركيا مساء اليوم السبت ممثلي البعثات الدبلوماسية الأمريكية والإيرانية والروسية لديها، وأطلعتهم على التطورات في عفرين السورية.
وبحسب مصادر دبلوماسية ، فضلت عدم الكشف عن هويتها، فإن الخارجية التركية استدعت ممثلي البعثات الدبلوماسية للدول الثلاث في العاصمة أنقرة، وأطلعتهم على آخر التطورات في مدينة عفرين شمالي سوريا التي يحتلها تنظيم "ب ي د" (الامتداد السوري لمنظمة "بي كا كا" الإرهابية.
وأعلنت رئاسة الأركان التركية، أن عملية "غصن الزيتون" التي انطلقت في وقت سابق من مساء اليوم تهدف لـ"إرساء الأمن والاستقرار على حدود البلاد وفي المنطقة والقضاء على إرهابيي (بي كا كا/ب ي د/ي ب ك) و(داعش) في مدينة عفرين، وإنقاذ سكان المنطقة من قمع الإرهابيين".
وأكّد البيان أن العملية "تجري في إطار حقوق تركيا النابعة من القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن حول مكافحة الإرهاب وحق الدفاع عن النفس المشار إليه في المادة 51 من اتقافية الأمم المتحدة مع احترام وحدة الأراضي السورية".
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك