تحت العنوان أعلاه كتب بيوتر أكوبوف، في صحيفة "فزغلياد"، عن خروج عملية عفرين عن إطارها واتهام الأكراد لروسيا بالخيانة، وأن موسكو عرضت على الأكراد حكما ذاتيا فراهنوا على أمريكا.
ينطلق المقال من أن العملية العسكرية التركية ضد الأكراد في سوريا مستمرة، بل وعد أردوغان بتوسيعها. فيما يتهم الأكراد روسيا بالخيانة. وموسكو، كما هو واضح، لا تريد التدخل.
ويتساءل كاتب المقال: لماذا لا تحاول روسيا وقف أعمال الجيش التركي وما هي مصالحنا في هذه القصة؟ فيقول:
عرضت موسكو على الأكراد الحد الأقصى الذي يمكن أن يحصلوا عليه حقا - الحكم الذاتي في إطار الدولة السورية. وكانت موسكو مستعدة، من أجل ذلك، للوقوف في المقام الأول أمام دمشق، وحتى أمام أنقرة. لكن الأكراد فضلوا طائرا أمريكيا في السماء على عصفور روسي في اليد، فوجدوا أنفسهم أمام الرد التركي المتوقع. لم توقف موسكو الأتراك، ليس فقط لأنها لا تستطيع فعل ذلك عمليا. إنما لأن هذه العملية سوف تؤدي إلى نتائج مفيدة بالنسبة لروسيا.
فما هي الفوائد المتوخاة:
أولا، تلغي العملية التركية الأوهام الأخيرة حول إمكانية إنشاء كردستان سوري. وقد اقترح وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون بالفعل تشكيل "منطقة أمنية" عمقها 30 كيلومترا، قائلا إن الولايات المتحدة لا تريد أن تصطدم مع تركيا وجها لوجه في شمال سوريا. وهذا يعني أن الولايات المتحدة، على الرغم من أنها ليست بصدد مغادرة هذا الجزء من سوريا، فهي مضطرة، في الواقع، للتخلي عن خطط إنشاء جيش كردي كبير حليف لها هناك. وهذه خطوة أخرى تسهل إخراج الولايات المتحدة من سوريا؛
ثانيا، العملية التركية، تدفع الأكراد السوريين للتفاوض مع دمشق. فـ "التهديد التركي" المستمر سيجبرهم على البحث عن مكانهم في سوريا. وسيفعلون ذلك لأن دمشق وموسكو يمكنهما تقديم ضمانات أمنية من الأتراك، وأما وجودهم المستقل فلن يحميهم من "العمليات المضادة للإرهاب" التي تقوم بها أنقرة باستمرار. وبذلك تسهل عملية إعادة بناء سوريا الموحدة؛
ثالثا، حقيقة أن أنقرة توافقت مسبقا على عملية عفرين مع موسكو، تعزز التفاعل الروسي التركي. وبالنظر إلى مدى فائدة التنسيق السياسي بين البلدين، فإن الرهان هنا مرتفع جدا.
وبطبيعة الحال، يمكن لما سبق أن يحدث في حال لم تتحول "غصن الزيتون" إلى حرب كردية تركية شاملة ومديدة. ويبدو، حتى الآن، أن خطط أنقرة لا تشمل إطالة العملية، ولا تصعيدها.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك