دأب الحوثيون على إخفاء خسائرهم من حيث عدد القتلى من القيادات الميدانية المؤثرة، منذ اندلاع الحرب اليمنية، قبل أكثر من ثلاثة أعوام، في خطوة يعتقد خبراء عسكريون أنها محاولة للحفاظ على معنويات مقاتليهم بما يضمن استمرارهم.
وقبل يوم أمس الإثنين، ظلّ الحوثيون يعتمون إعلاميًا على نزيف قياداتهم الميدانية والعسكرية، لكن رئيس ما يسمى بـ”المجلس السياسي الأعلى” التابع للحوثيين، صالح الصماد، قدّم تعازيه لأسرة القياديين البارزين في كتائب “الحسين” العسكرية، التي تعدّ كتائب نخبة المقاتلين بالنسبة للحوثيين.
لكن قبل ذلك، لم يحظَ مقتل أكثر من 183 قياديًا ميدانيًا وعسكريًا من قادة الحوثيين، والآلاف من العناصر المقاتلة، خلال العام الماضي 2017، بنعي معلن من الصماد، أو قادة الميليشيات.
وكان شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، هو أكثر شهور 2017 عددًا في قتلى قيادات الحوثيين، إذ شهد مصرع أكثر من 80 قياديًا، في مناطق المواجهات المختلفة من محافظات البلاد.
واعتبر الخبير العسكري، علي الذهب، أن محاولة الحوثيين التكتم على مصرع قياداتهم الميدانية، يعود إلى إدراكهم بتأثير مثل هذا العمل على نشاطهم الحربي، الذي قال إنه يعاني ضعفًا في كثير من المجالات.
ويضيف الذهب في حديثه لـ”إرم نيوز”، أن إحجام الحوثيين عن الإعلان عن مقتل شخص، أعلنت وسائل إعلام الشرعية مقتله، فذلك يشير إلى أمرين، أحدهما احتمال وقوع ذلك، وبالتالي سيكون الإعلان عنه تأكيدًا، وهو ما قد تترتب عليه آثار سلبية في صفوفهم.
وقال :”في حال الإعلان عن عدم وقوعه، فذلك يمثل تصويبًا لاستهداف آخر، قد يدفع لتكرار الاستهداف، خاصة إذا كان ذلك بالطيران”، وهذا هو الأمر الآخر.
وأشار الخبير العسكري إلى أن الإعلان عن مقتل القادة، قد يحبط الروح المعنوية لدى أفرادهم، وعلى مستوى المقاتلين عمومًا، وقد يخلق ذلك تذمرًا في أوساط المقاتلين؛ لعدم توفير وسائل الحماية.
ويرى الذهب أن الإعلان المستمر عن مقتل قادتهم، يعطي صورة واضحة المعالم عن الفشل في منع الخصم من تحقيق أهدافه، وبالتالي ينفر الجنود من صفوفهم، وفي الوقت ذاته يحجم أي مدني عن الالتحاق بهم.
ولاحظ الذهب أن “جهازهم الإعلامي يعمل بوتيرة عالية على اجتراح بطولات خارقة، وتصوير مشاهد درامية موجهة تستهدف عقول البسطاء، وتحاول أن تضع حدًا لحالة هروب المقاتلين المتفشية في صفوفهم، وكذا جذب آخرين إلى صفوفهم”.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك