يبدوا أن الدائرة بدأت تضيق على ما يسمى بالمجلس الإنتقالي الجنوبي الإنفصالي " ، مع إشهار تكتل سياسي جنوبي واسع أطلق عليه " الإئتلاف الوطني الجنوبي " ، والذي أطلق من الرياض ، حيث يضم شخصيات جنوبية لها ثقلها ، وممثلة عن كافة الأحزاب والمكونات السياسية في الجنوب ، حيث مثل ذلك الإشهار ضربعة موجعة لما يسمى بالمجلس الإنتقالي الجنوبي ، كون قياداته نصبت نفسها كممثل وحيد للجنوبيين .
ولا يخفى على أي متابع للشأن اليمني بأن إنشاء ما يسمى بالمجلس الإنتقالي الجنوبي الإنفصالي جاء منذ ولادته كمناوئ للشرعية ، حتى وصل به الأمر إلى الإنقلاب المسلح على قوات الجيش والأمن التابعة للشرعية ، ووصل الأمر إلى محاصرة رئيس الوزراء بن دغر وأعضاء حكومته داخل قصر المعاشيق .
ولكن .. ما الجديد في الموضوع ومادلالة إعلان ذلك التكتل من العاصمة السعودية الرياض ، أو بالأصح بان غالبية من وردت أسمائهم من الممثلين لذلك التكتل يقيمون في الرياض ؟
يحاول " اليوم برس " ، الإجابة على ذلك التساؤل من خلال المعطيات والأحداث التي تلت الإنقلاب الفاشل الذي حدث مؤخراً في عدن .
غادر رئيس الوزراء بن دغر وأعضاء حكومته عدن والذين كانوا محاصرين داخل قصر المعاشيق من قبل قوات ما تسمى بالحزام الأمني والقوات التابعة له وهي المليشيات التابعة للمجلس الإنتقالي الجنوبي الإنفصالي عقب تفاهمات ولقاءات وإتصالات بين السعودية والإمارات ، حيث المح كثير من المسؤولين في الحكومة الشرعية إلى وقوف الإمارات خلف الإنقلاب الذي نفذته قوات المجلس الإنتقالي ، وهو ما ذكره نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية أحمد الميسري ، بالإضافة إلى تصريحات وزير النقل الجبواني ، وتلميحات رئيس الوزراء بن دغر المتكررة.
عاد رئيس الوزراء بن دغر إلى عدن مجدداً قبل أسابيع وبدأ التحرك بكل حرية في المحافظات المحررة وبدأ زيارته من ميناء عدن الذي كان يعتبر بمثابة خط أحمر ، حيث يخضع لحماية قوات الحزام الأمني وقوات إمارتية ، كما تنقل بن دغر بين محافظات أبين وحضرموت وسقطرى ، وإفتتح فيها عدداً من المشاريع .
نائب رئيس ما يسمى بالمجلس الإنتقالي الجنوبي هاني بن بريك الذي دعا إلى طرد ما أسماها بحكومة الفساد " حكومة بن دغر " ، وتشكيل حكومة تمثل " شعب الجنوب " في وقتاً سابق عندما تم تنفيذ الإنقلاب الفاشل بعدن ، بدا أيضاً مرتبكاً في تغريداته أثناء عودة بن دغر إلى عدن قبل أسابيع ، وأعلن ترحيبه بحكومة بن دغر وقال بأن ما حدث من إقتتال مؤخراً هو من باب مكرهاً أخاك لا بطل وندعوا إلى فتح صفحة جديدة مع حكومتنا الشرعية " . ( حسب ما جاء في تغريدته ) ، في إشارة واضحة إلى الوضع الحرج والمأزق الذي وقعت فيه قيادات ما يسمى بالمجلس الإنتقالي الجنوبي عقب التفاهمات السعودية الإماراتية ، والتي لا يمتلك بن بريك وغيره سوى تنفيذ الآوامر وما نتجت عنه تلك التفاهمات .
نعود إلى موضوع تشكيل " إئتلاف جنوبي " والذي إنطلق من الرياض على غرار " المجلس الإنتقالي الجنوبي " ، والذي إنطلق من أبو ظبي !
يستغل الحوثيون غياب الدولة في المناطق المحررة ومحاولة إظهار تلك المناطق بمظهر الفشل في كافة المستويات الأمنية والإقتصادية ، حيث يعزز تواجد المليشيات والقوات خارج إطار المؤسسات الشرعية في تلك المناطق المحررة أكبر داعم على لذلك الفشل ، وكل ذلك يضع الحكومة الشرعية والسلطات السعودية في مأزق وموقف حرج ، فهنالك علاقة طردية بين فشل الحكومة وفشل التحالف في اليمن .
في ظل الشحن المناطقي الذي يتعرض له المواطن في الجنوب وغياب قيادة حكيمة جامعة يلتف حولها أبناء المحافظات الجنوبية وإستغلال إنشغال الرئاسة والحكومة الشرعية بالإنقلاب الحوثي والأزمة التي تعصف باليمن ، قام أعضاء ما يسمى بالمجلس الإنتقالي الجنوبي بالتسلق على حساب عواطف أبناء الجنوب من خلال إنشاء ذلك الكيان والذي تفرع منه قوات ما تسمى بالحزام الأمني في عدن ولحج وأبين ونخبه شبوانيه وحضرميه ، كقوات رديفة لقوات الجيش والأمن الرسمية ، وتصنيف كل من يخالف توجهات ذلك المجلس ومن يقف ورائهم بأنهم يتبعون داعش ويتم وصفهم بداعمي " الإرهاب " ، وتلك الأعمال أربكت عمل الحكومة الشرعية وتعطلت تحركاتها بشكل كامل !
ولأن الجنوب ليس حكراً على فئة أو قيادات معينة ، كان لزاماً على الحكومة الشرعية والسلطات السعودية دعم قيادات جنوبية وطنية من كافة الأحزاب والمكونات السياسية تؤمن بالوحدة كما تؤمن بحق الجنوبيين في نيل حقوقهم وتمثيلهم التمثيل المناسب بعيداً عن الإبتزاز والبحث عن المصالح الشخصية ومصالح دولة معينة تسعى للسيطرة على ميناء عدن وسواحل اليمن على حساب مصالح عدن وأبناء الجنوب واليمن بشكل عام .
وفي أول تعليق لقيادي في المجلس الإنتقالي الجنوبي على إشهار التكتل الجنوبي الجديد ، قال أحمد بن فريد العولقي القيادي في المجلس الإنتقالي الجنوبي ورئيس العلاقات الخارجية في المجلس ، والذي لم يخفي إنزعاجه ، حيث قال في تغريدة له في حسابه على تويتر : " في كل مرة كانت تفرخ فيها مكونات سياسية بإشراف تعيس من قبل اعداء مشروع الإستقلال، كانت لا تلبث إلا وتنهار قبل ان تبدا نتيجة لرفض الشعب لها وفضحها .. ! واليوم ...من يريد ان يعيد التجربة مرة اخرى ظنا منه ان الأمور قد تغيرت فهو واهم ... لان الظروف ربما تتغير ولكن شعب الجنوب لا يتغير " ( حسب قوله).
كما وصف في تغريدة أخرى بأن إعلان التكتل الجنوبي الجديد هو من باب " المناكفة " !
هذا وكان قد أشهر مساء الثلاثاء كيان سياسي جنوبي واسع التشكيل اطلق عليه الائتلاف الوطني الجنوبي ، يتكون من قوى ومكونات جنوبية وأحزاب سياسية بارزة داعم للشرعية ويدعو لحل عادل لقضية الجنوب . و يقوم الائتلاف الوطني الجنوبي على أسس ومرتكزات تمثل جملة المبادئ التي ينطلق منها في عمله متمثلةً في دعم الشرعية بقيادة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، ودعم مشروع الدولة الاتحادية، والالتزام بالمرجعيات الثلاث بشأن القضية اليمنية, والتمسك بما يخص القضية الجنوبية في المرجعيات الثلاث وحلها حلا عادلا، ويعتبر الائتلاف الوطني الجنوبي نفسه جزءاً من العمل السياسي الوطني السلمي ورافداً للديمقراطية والمصالحة الوطنية الشاملة".
وبحسب بيان الاشهار فإن التوقيع على وثيقة التأسيس قد تم إلى الآن من قبل قيادات إحدى عشر مكوناً تمثل الحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية والمؤتمر الشعبي العام وحزب الإصلاح وحركة النهضة والتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري وجبهة التحرير وحزب العدالة والبناء وحزب التجمع الوحدوي اليمني وحزب الرشاد وحزب البعث العربي الاشتراكي بالإضافة إلى مجموعة من الشخصيات العامة من وزراء وبرلمانيين وممثلين عن المكونات والفئات المجتمعية والمرأة والشباب.
*اليوم برس
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك