أنهم أحيانا يخوضون معركة باسم الإسلام وعنه ويتمترسون فيها ضد خصومهم بقضايا ، إما خلافية في الفقه الإسلامي نفسه ، وإما فتاوى اقتضتها مصلحة أوظرف معين ، وإما قضايا دخيلة على الإسلام نسبت إليه في عهود الجمود والتقليد والإنحطاط ، وإما فهم لهم أو لإمام سبقهم لحكم أو نص شرعي.
فيجعلون من هذه القضايا مُحكَم الإسلام ومراد الله ورسوله و الذي يفرض المفاصلة مع من يخالفه ، بل الخروج عن ذلك خرم للإسلام وانتقاص منه.
ومع الأيام والظروف كثيرا والضغوط أحيانا والشد والجذب والتحقيق والتنقيح والتمحيص لهذه القضايا أحيانا أخرى قد يخسر الإسلاميون المعركة ، وسرعان ما يتهاوى سورهم الذي تمترسوا فيه زعما أنه قلعة الإسلام وحصنه الحصين.
فيرجعون ينفضون عنهم غبار المعركة وكأن لا دخل لهم بها أو يستريحون منها متكئين على أقوال أخرى أعرضوا عنها من قبل وقابلوها بالصمم ، ولربما ركضوا مبررين موقفهم السابق بأعذار يجعل الآخرون بل والمجتمع أصابعهم في أذانهم من سماعها.
المشكلة ليست في الإسلام وأحكامه .. المشكلة في خوضا مضمار السبق للإسلام بسلحفاة فهومنا ودخن تراثنا لا بصهوة القرآن وصحيح السنة ، وكأني بمحامي أبكم يخسر الترافع عن قضية لا يستريب عاقل بعدالتها ، ووجد خصوم الإسلام من ذلك نوافذ للنيل منه والطعن في أحكامه ، وراجت شبهاتهم وترهاتهم لا لقوتها ولا لعدالتها ، وإنما لضعف حارسنا وفشنق طلقاته.
ومما زاد الطين بِلَّة أن يتصدر المرافعة عن الإسلام أحيانا شباب لم يقو عود علمهم ولم يستقم ساق فهمهم وإنما حركتهم عاطفة محبة للإسلام فكان من الحب ما قتل
ومنهم يُفتن ويفتِن مرات ومرات وإذا ذُكّر لربما أعاد الكرة ليغسل نجيعه برجيعه فيلطخ المحراب .
إن من المتكلمين اليوم باسم الدفاع الإسلام لهو أحق بالحبس من السرّاق إذ كانوا فتنة للمؤمنين بتشكيكهم وفتنة للكافرين بصدهم .. والإسلام من ذلك براء .
* من صفحة الكاتب على الفيس بوك
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك