إذ تشتهر أذربيجان باحتوائها على مخزون وفير من “الذهب الأسود” الذي تم اكتشافه منذ عام 1847م في البلاد. وتمتاز بلدة نفتالان دونًا عن باقي المُدن الأذربيجانية باحتوائها على مخزون فريد من النفط الذي يُسمى “نفتالان” كذلك، لكنه غير صالح للاستعمالات التجارية لكثافته الكبيرة، ما جعله علاجًا شعبيًا ومقصدًا لتجربة السياح.
“الدم السميك للأرض” !!
اشتُهر النفط في مدينة نفتالان باسم “الدم السميك للأرض”، وذاع صيته بين الناس بفضل خصائصه العلاجية الفريدة التي قيل أنها تُخفف من آلام المفاصل والعظام، تساعد بشفاء الأمراض الجلدية، ويُمكن استعماله كمخدّر ومضاد التهابات طبيعي.
ويُقدّم منتجع وفندق “قرة باغ” الذي تأسس سنة 1926م، لزبائنه ونزلائه فرصة الاستمتاع بحمام نفط ساخن بدرجة حرارة 39 درجة مئوية، تحت إشراف خبير طبي متمرِّس.
ما الذي يجعل النفط في نفتالان مميّز للغاية؟
هناك أسطورة قديمة يتداولها سكان المدينة، أن خصائص نفط نفتالان تم اكتشافها بمحض الصدفة بينما كانت قافلة تجارية تمر، وتركت إحدى جمالها في المدينة لمرضها، فتدحرج الجمل إلى بركة نفطية، وبعد عدة أسابيع مرت القافلة مرة أخرى من المدينة لتجد الجمل وهو بكامل صحته.
وتُنسب فعالية نفط نفتالان إلى المادة الرئيسية في تركيبه، وهي النفثالين التي تُشكل 50% منه. وهي مادة هيدروكربونية تُستعمل عادةً في صناعة صابون قطران الفحم، والذي يُستعمل في علاج المشاكل والأمراض الجلدية كالأكزيما والصدفية.
وعلى الرغم من بعض التقارير التي تُشير إلى وجود علاقة بين النفثالين والسرطان، إلا أن المُنتجع يُؤكد إجراء الخبراء أكثر من 500 دراسة في هذا الخصوص والتي خلُصت إلى عدم وجود علاقة مباشرة أو أضرار مترتبة على حمامات نفط النفتالان.
وإذا انتابك الفضول حول الشعور الذي يترتب عليه وضع نفسك في النفط الدافئ، فيشابه ذلك الجلوس في حوضٍ مليءٍ بالشكولاتة الساخنة! فلا ضير بالسفر إلى أذربيجان والاستمتاع بالمناظر الطبيعية الجميلة، إلى جانب حمام دافئ من النفط العلاجي!