منذُ أن حذّر الرئيس عبدربه منصور هادي أن على الحوثيين ألاّ يتجاوزون الخطوط الحمراء، وأنا أفكّر بماهية الخطوط هذه؛ حدودها ومعالمها.
مارس الحوثي القتل، والتهجير، والهدم والتفجير، وها هو يواصل الغزوة تلو الأخرى إلى قرى ومدن يمنية آمنة، وفي كل مرّة يتكئ الرجل الغازي على دستة مبررات لا علاقة لها بالمنطق، لكن يبدو أن ذلك ما يزال تحت الخطوط الحمراء.
هجّر الحوثي "يهود آل سالم" و"سلفيي دماج" وقتل آلاف الجنود اليمنيين، وها هو يغزو كل يوم قرية يمنية ليشرد أهلها ويسومهم سوء العذاب، وما يزال دون المستوى المطلوب للخطوط الحمراء.
هل يمكن تخيّل أن يكون الرئيس يعني بالخطوط الحمراء منزله في الستين، أو وزارة الدفاع في باب اليمن؟!
حتى منزل "هادي" بات تحت التهديد، إلى جانب منزلي رئيس وزرائه ووزير دفاعه، بعد أن أطلق عبدالكريم الخيواني، وهو سفير النوايا الحسنة، تهديداته الليلة الماضية، بنسف منازلهم.
هذه الهشاشة في الموقف الرسمي تجاه سلاح مليشيا الحوثي أكبر مُهدد للعملية الانتقالية أكثر من جامع "الصالح" الذي استطاع هادي في غمضة عين أن يحوّله إلى وزارة الأوقاف وأن يسكت التحريض الذي يصدر منه.
يوم أن قرر هادي إشراك الحوثيين في مؤتمر الحوار الوطني نظر الناس إلى هذه الخطوة باعتبارها تجاوزاً للخطوط الحمراء، إذ الفكر الحوثي قائم على فكرة السلاح من أساسه ولا يعترف بمنهج السلمية.
بدا الحوثي منذ يومه الأول معطّلاً الحوار، ومارس شتّى أنواع الابتزاز في مؤتمر الحوار، وكان ممثلوه يشاركون في العمل في موفنبيك، فيما رجال الكهوف ينفذون أوامر سيّدهم في قتل وتشريد الناس.
لكن لسماحة اليمنيين المعهودة التي تصل إلى حد السذاجة أحياناً، رحنا نبارك هذه الخطوة باعتبارها فتح نافذة للمليشيا لكي تتحول إلى حزب وتنخرط في العمل السياسي وتترك العنف.
وافق الحوثيون على مخرجات الحوار الوطني، ووقّعوا عليها، ومن بينها أن الدولة وحدها هي التي يجوز لها أن تمتلك السلاح، لكنه لم يستجبْ لكل هذه الفرص، وراح يُمارس هوايته في استهداف الناس ونشر فكره بقوة السلاح ومصادرة حياة مخالفيه.
فهل بعد كل هذا العبث ينبغي أن يتحدث الرئيس عن خطوط حمراء لم يصلْها الحوثيون بعد؟!
*عن موقع المصدر
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك